خلال الفترة التى أعقبت ثورة 30 يونيو تحولت منطقة «شرق القاهرة» إلى حاضنة لتيارات العنف من الإخوان وحلفائهم، فى محاولة لاستنساخ تجربة العنف المتصاعد فى سيناء، وساعد على تزايد العنف فى هذه المنطقة الخلفية التاريخية لها؛ حيث شهدت مولد الجماعة الإسلامية فى منطقة الزيتون، فى سبعينات القرن الماضى، بجانب عودة قيادات الإخوان من الخارج إلى منطقة مدينة نصر، التى كانت لا تزال فى مرحلة التشكيل مطلع تسعينات القرن الماضى. ويستند قادة تيارات العنف إلى قناعة راسخة بأن هذه المناطق هى الأرض الخصبة لأفكارهم لاستقطاب المواطنين وضمهم للتنظيم، اعتماداً على الظروف الاجتماعية والاقتصادية فى مناطق عين شمس والزيتون والألف مسكن والمطرية، بينما قدموا أنفسهم لساكنى حى مدينة نصر، على أنهم الجماعة المثالية الحاملة لواء محاربة الصهيونية العالمية، اعتماداً على النوازع السلفية لدى بعض العائدين من دول الخليج.
وساهم فى تصاعد البنية الفكرية للعنف فى هذه المناطق مشايخ الكاسيت من السلفيين، أمثال محمد حسان ومحمد حسين يعقوب، الذين اتخذوا من مسجد العزيز بالله، فى الزيتون، قبل ثورة 25 يناير، سُلماً للطريق نحو الشهرة والفضائيات. وفى أعقاب ثورة 25 يناير شكلت هذه المنطقة مركزاً لإخوان المحافظات، الذين كان التنظيم ينقلهم من الصعيد والدلتا للاحتشاد والتجمع، سواء نحو الاتحادية، أو رابعة، حتى جاء اعتصام رابعة العدوية، ولعب إخوان هذه المنطقة دوراً بارزاً فى استقبال الإخوان الوافدين وتوجيههم نحو الميدان. وعقب فض اعتصام رابعة العدوية اتخذ الإخوان من هذه المنطقة، اعتماداً على الطبيعة الجغرافية لها، «وكراً»، وزادوا من أعمال عنفهم، بعدما نجحت قوات الأمن فى مناطق الزيتون ومدينة نصر، فى صد مظاهرات الإخوان، الذين انتقلوا بدورهم لعين شمس والمطرية ومنطقة الألف مسكن، التى تشتهر بأن للإخوان عمارة شهيرة فيها.