عناصر الإخوان نقلوا فعالياتهم إلى ميدان المطرية لتخفيف الصدام فى «الألف مسكن»
حى المطرية يعتبر من الأحياء الهادئة تاريخياً بالنسبة لنشاط الجماعات الإسلامية، إلا أن الإخوان جعلوا منه بؤرة للأحداث المشتعلة، فى محاولة لتخفيف الصدام فى ميدان الألف مسكن، الذى كان يحدث أسبوعياً كل جمعة، أثناء محاولتهم اقتحام الميدان وتصدى قوات الأمن لهم، وسرعان ما اشتعلت المطرية وركز الإخوان عليها، حتى فاقت عين شمس فى الفعاليات الإخوانية وأعمال العنف.
وعقب فض رابعة وبدء القبض على المتورطين فى العمليات الإرهابية والتحريض على العنف، ارتحل عدد من الإخوان وقيادات الجبهة السلفية إلى حى المطرية، لازدحامه الشديد، ولكونه أكبر الأحياء فى القاهرة الذى يسكن فيه طلاب جامعيون من محافظات أخرى.
يتوسط حى المطرية محافظتى القاهرة والقليوبية، ويقع فعلياً تحت سيطرة 3 أقسام شرطة، هى المطرية وعين شمس والمرج، ويتوافد إلى ميدان المطرية عناصر الإخوان وأنصارهم للتظاهر يوم الجمعة من الأماكن المحيطة، مثل الأميرية والسواح وشبرا ومسطرد، وتتوجه إليه مسيرات من الخصوص، وعين شمس الغربية وعزبة النخل الغربية والمرج الغربية، إضافة إلى توافد الإخوان وأنصارهم من محافظات أخرى فى أيام الفعاليات الكبرى التى يعلنون عنها كذكرى فض رابعة والسادس من أكتوبر، و28 نوفمبر الماضى، و25 يناير، مثل محافظات شرق الدلتا، لقربه من طريق الإسماعيلية الزراعى الذى يمر على محافظة الشرقية، واقترابه من الطريق الدائرى وبالتالى طريق مصر إسكندرية الزراعى.
ويعتبر مسجد الرحمن بشارع الرحمة القريب من ميدان المطرية، الذى يقع فى نهاية سوق الخميس، من أهم المساجد التى يخرج منها الإخوان فى المطرية ووقع فى محيطه العديد من الاشتباكات بين قوات الأمن والإخوان، حتى اعتبره الإخوان رمزاً لهم، ويصرون على الخروج للتظاهر من أمامه.
ومن ضمن المساجد التى يستغلها الإخوان فى التظاهرات، مسجد النور المحمدى، ومسجد وجمعية عليش الغربية فى نهاية شارع التروللى، ومسجد الحق، وهناك مساجد يستغلها الإخوان فى التجمع لينضموا إلى المسيرات الأخرى، مثل مسجد اليقين بشارع المطرية، ومسجد الجمعية الشرعية بالمسلة، ومسجد الحق، والرحمة المهداة، وأكبر مسجد تجمع لهم هو مسجد المطرية فى ميدان المطرية عند التقاء شارع سوق الخميس والميدان، لكبر المسجد ووجوده فى الميدان، إضافة إلى مسجد المطراوى، الذى يوجد به الضريح نفسه.
وكان مسجد المطراوى القديم إحدى البؤر الجهادية، وكان يخطب فيه الشيخ آدم حسن، القيادى الجهادى، وله خطبة شهيرة فى عصر الرئيس الراحل السادات، أطلق منها أول فتوى لقتل الرئيس السادات، حينما أفتى على المنبر بأن «من فى بيته ثلاجة وليس فى بيته بندقية فهو آثم، ومن فى بيته بندقية ولم يحاول قتل السادات فهو آثم».
ولا يلتزم الإخوان فى المطرية بالتظاهر من أمام المساجد فقط، ليقظة قوات الأمن ووجودها أمام عدد كبير من المساجد، فيجتمعون فى عدد من الشوارع والميادين وأهمها شوارع التروللى والتعاون، والمسلة، والحكمة، ويحرصون فى تجمعهم على أن يكونوا فى أماكن يسكنها عدد كبير من أنصارهم، لتجنب الاشتباك معهم، إضافة إلى ما تتمتع به شوارع المطرية من وجود شوارع جانبية كثيرة ضيقة مفتوحة على بعضها، و«حوارى» طويلة ممتدة وملتفة ما يسمى فى الأماكن الشعبية شق الثعبان، ما يسهل على الإخوان وأنصارهم الهروب من رجال الشرطة أثناء المطاردات، ويتبع الإخوان وأنصارهم فى ذلك ما يسمى بنظرية «عمرو بن العاص» التى تعتمد على قوله: «ما دخلت إلا أحسن الخروج منه».
كما يعتمد الإخوان فى تظاهراتهم عند إصابة أحد منهم أو المواطنين فى منطقة المطرية أن يحملوا المصاب ويسيروا به مسافة طويلة، ليراه العديد من الناس، بهدف كسب ثقتهم والتعاطف معهم، وتجنب أذاهم إذا كانوا فى أماكن معظمها من معارضى الإخوان ورافضى سياساتهم.
فى الشهور الستة الأولى التى أعقبت فض رابعة كان حى المطرية والمسيرات التى تخرج منه مدداً بشرياً لمظاهرات الإخوان فى عين شمس، وصدامهم مع الشرطة فى ميدان الألف مسكن، إلا أن الأمر تغير مؤخراً، لتصبح مظاهرات الإخوان فى عين شمس ومسيراتهم هى المدد البشرى لمظاهرات الإخوان فى المطرية، كما كان الحال فى مظاهرات 25 يناير الماضى والاشتباكات التى حدثت مع الشرطة فى ميدان المطرية.
معظم مظاهرات الإخوان فى المطرية يكون أعمار المشاركين فيها ما بين 14 إلى 24 عاماً، والجيل القديم من الإخوان لا ينزلون المظاهرات فى المطرية، ولو نزلوا فإنهم ينسحبون بسرعة لمعرفة رجال الأمن بهم، وليتجنبوا الاعتقال من الكمائن الأمنية التى تنصبها قوات الأمن فى شوارع المطرية عقب التظاهرات.
وتاريخياً كان وجود الإخوان بحى المطرية ضعيفاً، حيث كان لهم اجتماع أسبوعى يسمى لقاء الثلاثاء، يجمع قيادات الإخوان فى المطرية وعين شمس، حيث يجتمعون كل ثلاثاء فى مسجد الرشاح بالمطرية، ذلك الاجتماع الذى استمر نحو 15 عاماً، حيث بدأ عام 1981م، وانتهى فى عام 1997م، وكان أقصى وجود للإخوان فعلياً فى عام 2005م حينما فاز محمود مجاهد، مرشح الإخوان عن العمال فى انتخابات مجلس الشعب ودخل المجلس عن الدورة 2005 و2010.
ومن أشهر الشخصيات الإخوانية فى المطرية الدكتور أحمد رامى، المتحدث الرسمى باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، والهارب إلى تركيا حالياً.
وما يفسر اندلاع العنف من الإخوان وأنصارهم فى حى المطرية هو هروب عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد من حى عين شمس إلى المطرية واختباؤهم من قوات الأمن فى تسعينات القرن الماضى، وذلك لقرب الحى من عين شمس وهدوئه نسبياً.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.