الأقباط متحدون - الاعتذار والعزاء
أخر تحديث ٠٦:٠٦ | الاثنين ٢ مارس ٢٠١٥ | ٢٣أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الاعتذار والعزاء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مينا ملاك عازر
في بلادنا العربية، يعتذر الرؤساء، ويعزي الأمراء، ويشتم الإعلام، ويفجر الإرهاب، وترعى قطر الإخوان، وتمول تركيا داعش، وبين اعتذار الرئيس السيسي لأمير قطر لشتم الإعلام المصري والدته موزة، وعزاء أمير قطر لنا- لما يحب - في شهدائنا الذين يسقطون بإرهابه الذي يموله، يقتل القتيل ويمشي في جنازته.

أي أنك في زمن لا تعرف لماذا تزعل قطر لهجوم إعلام مصر عليها وعلى السيدة المتموزة هناك؟ لأنك أيضاً تعلم جيداً أنهم يعلمون أننا نعلم أنهم من يمولون الإرهاب الأسود في بلادنا، وفي بلادي الإرهاب يعيش على المال، ويشرب الدماء، ويعشق الدمار، ويقدر الخراب، لكن في قطر الإرهاب يُمارس أيضاً، ولكن على العمال البسطاء البنائين لاستادات كأس العالم، ويندهش أمير قطر من هجوم إعلامنا على بلاده، ونندهش نحن أن بلاداً كبلاده لديها أمير، فمثلها لدينا نعين لها رئيس حي.

لا يزعجني أدب رئيسنا باعتذاره لموزة عن تجاوزنا في حقها، فلا يليق شتم السيدات كما يرى رئيسنا، لكن فقط وحسب ما يرى أمير قطر يجب فقط ترميلهم وتيتيمهم، أي أنك لا يجب أن تشتم أنثى لكن يمكنك أن تتحرش بها أو تقتل ابنها أو زوجها أو أبوها، هذا يجوز في بلادنا العربية فقط في حق النساء.

والفرق شاسع بين شهامة رجل لا يقبل الإساءة لأنثى، ونطاعة أمير لا يرى غضاضة في جرحها وإحزانها على أحبائها، وهنا يكمن الفارق في ما بين من يختاره شعب متحضر، ومن يوضع على رأس شعب متأخر، ومن عين أمير قطر لا يقبل أن تهان الأنثى، لكن يقبل أن يُقتل السود بدون حساب، ولا يقبل أن يفض الاعتصام الدموي في بلادي، لكن أن يقتل مزارع مكسيكي بستة عشر رصاصة لإلقائه الحجارة على رجال الشرطة في بلاده.

وما بين الاعتذار والعزاء تجري أوراق كثيرة مليءة بالشجب والإدانة والتنديد، لكن في مصر يبقى الرجال أحرار محترمون يأبون الإهانة للنساء واللوائي محسوبات على النساء، لكن على المقيمين خارج حدود وطننا مصر مراعاة فروق التوقيت، بين الاعتذار والعزاء والمتسببين في العزاء، لأن القاتل واحد، ولكنه يندهش من إهانة الإعلام ولا تستوقفه أمواله الموجهة لسفك الدماء، وعجبي من أمير لا يتأذى من الدماء السائلة، ولا يتوب ولا يتوقف عن تمويله ولا يكف عن العزاء.

فليرحل بعزائه بعيداً عنا، وليتركنا ننفس عن غضبنا من أفعاله، ولنقل له ولأمه، يا ابن الانقلابي، ابن الانقلابي، ابن الانقلابي، إلى أن نجد من يعترف العالم بضلوع أمير قطر مرهف الحس في الأعمال الإرهابية، والمؤامرة الكبرى على بلادنا العربية، والأمير القطري الذي تلقى الاعتذار من رئيسنا في شتائم والدته نسى أن جرح لسان إعلامنا أقل تأثيراً من جرح أموال نفطه لأهلنا في مصر وفي سوريا ولبنان والعراق وليبيا، ولكنه يكتفي بالعزاء ولا يتوب عن أفعاله.

المختصر المفيد من شيم الرجال الاعتذار عما لم يقترفوه ومن شيم الأندال العزاء في من قتلوه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter