الأقباط متحدون - وَاَضِع اَلقَنبُلَة وَدَاعِش كُفَار
أخر تحديث ١٣:١٧ | الاثنين ٢ مارس ٢٠١٥ | ٢٣أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وَاَضِع اَلقَنبُلَة وَدَاعِش كُفَار

وصلنا على موقعنا عبر الإنترنت سؤال من الدكتورة \ منى طه  تقول فيه :- ماحكم الإسلام فيمن يضع القنابل فى الأماكن العامة التى يرتادها الناس وايضا ماحكم الإسلام على أفراد داعش وما يفعلوه من ترويع للناس ؟

وللإجابة على هذا السؤال نقول :-  
 
بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------
اما بعد 
 
فحكم الإسلام على من يضع القنبلة فى الأماكن العامة التى يرتادها الناس وهو يعلم أو يتوقع أنها قد تصيب أحداً من الناس هو شخصاً خارج على شرع الله فيكونَ خارجاً عن الإسلام ويعد كافر بشرع الله الذى أمرنا بأن نسالم الناس وأن لا يصدر من يدنا أو لساننا مايضر الناس  كما ورد عن الرسول

 (ع) فيما روى الإمام أحمد في (المسند:ج2ص224ر7086) عن محمد بن عبيد عن زكريا عن عامر سمعت عبد الله بن عمرو يقول  سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :(  المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) --- كما أنهم سعو فى الأرض فساداً وينطبق عليهم قوله تعالى فى سورة المائدة آية 33  (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ

وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ  ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا  وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ  )  والأية تقول َلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ  عَظِيمٌ – ومعروف أن العذاب العظيم أُعدت للكافرين  فيقع الحكم على من يضع القنبلة  فساداً فى الأرض ونفس الحكم يقع على أفراد داعش ففسادهم فى الأرض قد طال وروع الأمنين ولم يسلم الناس من يدهم أو لسانهم تصديقا لقول الرسول (ع) فيما رُوِيَ عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه

وسلم ـ يقول:( "مَن أخافَ مؤمنًا كان حقًّا على الله أن لا يُؤَمِّنَه من أفزاع يوم القيامة ) رواه الطبراني ايضا كما رُوِيَ عن أبى هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لا يُشير أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يَدري لعل الشيطانَ يَنْزِعُ في يده "أي يَرْمي ويُفْسِد" فيقع فى حفرة من النار ) رواه مسلم والبخارى ، ايضا يأت الحكم بكفر من يضع القنابل وعلى أفراد داعش واضحاً فى قوله تعالى  (  من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض

فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) المائدة 32-- ايضا كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لن يزال المؤمن في فُسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ) ايضا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "إن من وَرَطات الأمور التي لا

مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حِلِّه" ايضاً عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : "لا يزال المؤمن مُعنِقاً [ أى خفيف الظهر] صالحاً ما لم يصب دمًا حراماً، فإذا أصاب دماً حراماً بلَّح  أى إنقطع عن كونه مسلم ) ايضاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أن أهل

السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار ) ايضاً لأن هؤلاء الدواعش أو واضعى القنابل وكل من يفسد فى الأرض هم سبب مآسي هذه الأمة في المرحلة الراهنة من الغلاة التكفيريين الذين استباحوا لأنفسهم أن يعيثوا في الأرض فسادا وقد اختلطت لديهم المفاهيم واحتكروا لأنفسهم سن

الفتاوى التي لا تتواءم مع الفهم الصحيح للإسلام ودعوته إلى الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن , فأباحوا القتل والتفجير فى كل البلاد الآمنة , دون أن يتبصروا عواقب جرائمهم أو  هم يعلمون وينفذون أجندة عميلة شيطانية  حباً فى السلطة والمال وأن مايدعونه من أن هؤلاء الناس غير

مهتدون فنقول لهم أين أنتم من الهداية التى  ليست بيد رسول الله (ص)  فكيف بمن دونه من الدواعش ومن يضعون القنابل ويعملون على ترويع الناس  كما قال تعالى: "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (القصص:56).  فدورنا هو البلاغ للغير حتى لو كان كافر كفراً

بواح ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وهذا توجيه الخالق سبحانه لنبيه (ع) وأتباعه من بعده كما قال تعالى: "فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" (آل عمران: من الآية20)، وقوله تعالى: "أنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" (المائدة: من الآية92)، وقوله جل شأنه: "مَا عَلَى
الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ" (المائدة: من الآية99)، وقوله جل وعز: "فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ" (الرعد: من الآية40) والأية هنا واضحة وصريحة فالحساب لايملكه البشر حتى لو كان نبياً أو رسولاً فالحساب حقاً لله وحده لم يوكل فيه بشر حتى لو كان نبياً أو رسولا--، ايضاً قوله: "فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" (النحل: من الآية35) فالرسل لا يملكون إلا البلاغ لمن عصى وكفر ، ايضاً قوله: "فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ" (النحل:82)، وقوله جل شأنه: "وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" (العنكبوت: من الآية18)، وقوله: "وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" (يّـس:17)، وقوله سبحانه: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ" (الشورى: من الآية48)، وقوله سبحانه وتعالى: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" (التغابن: 12).
 
نستخلص من كل هذه الأدلة القاطعة المانعة أن واضعى القنابل وأفراد داعش ومن يروع الأمنين أو يفعل غير البلاغ هو خارج عن شرع الله  كافر بأياته وسنته .

وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه   

الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية 

وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة ورئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو

إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية

E -  rashed_orbit@yahoo.com

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter