أعلن الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، فى بيان أمس، إنشاء محطات تحلية مياه، لأول مرة، فى جميع محطات توليد الكهرباء الجديدة التى سوف تقام على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط.

واعتبر عدد من خبراء هندسة القوى الكهربائية قرار الوزارة بإنشاء محطات تحلية المياه بالحل الاستراتيجى لمواجهة العجز المائى الذى ستواجهه مصر بفعل إنشاء سد النهضة الإثيوبى، ومواجهة عجز المياه العذبة فى المحافظات الساحلية.

وقال الدكتور طارق شرف، أستاذ تخطيط نظم القوى الكهربية ورئيس مصلحة ميكانيكا الكهرباء السابق، إن المناطق الساحلية مثل محافظة مطروح وسانت كاترين والغردقة تعانى نقصاً شديداً فى توافر المياه العذبة، رغم توافر محطات المياه، إلا أن التعديات على البحيرات لاستخدامها فى الزراعة يقلل حصة المياه.

أضاف «شرف» أن اتجاه الدولة لإنشاء محطات تحلية المياه بداخل محطات التوليد الكهربى يوفر تكلفة إنشاء محطات التحلية بمفردها واستهلاكها للكهرباء، بجانب الاستفادة من عوادم محطات الكهرباء من الأبخرة لتشغيل محطات التحلية وتقليل استهلاك الكهرباء اللازمة لتشغيلها.

وأشار «شرف» إلى ضرورة استخدام محطات تحلية حرارية للاستفادة من أبخرة توربينات الكهرباء مقارنة بمحطات التحلية التى تعمل بالأغشية وتستهلك الكهرباء بمعدل متزايد. والهدف من إنشاء محطات التحلية الحصول على كفاءة أعلى وتكلفة أقل.

أوضح «شرف» أن محطات تحلية المياه يمكنها توفير آلاف الأمتار المكعبة من المياه المحلاة الصالحة للشرب لمحافظات ومدن بأكملها بحسب سعة المحطة والتكنولوجيا المستخدمة بها، مشيراً إلى أن دولاً عربية مثل السعودية تعتمد كلياً على محطات التحلية فى الحصول على المياه الصالحة للشرب.

من جانبه، اعتبر الدكتور أحمد داود، أستاذ الهندسة الكهربية فى جامعة بورسعيد، اللجوء لإنشاء محطات تحلية مياه داخل محطات التوليد الكهربى بالحل الاستراتيجى لمواجهة عجز المياه المتوقع فى مصر بسبب إنشاء سد النهضة الإثيوبى، بخاصة أن محطات تحلية المياه توفر آلاف الأمتار من المياه العذبة التى تحتاجها العديد من القرى والنجوع فى مصر.

أضاف «داود» أن محطات التحلية تستفيد من عوادم التوربينات التابعة للمحطات الكهربية لتشغيل المحطة وإنتاج مياه صالحة للشرب. وتعد تحلية المياه سلسلة من العمليات تجرى لإزالة كل أو جزء من الأملاح الزائدة والمعادن من المياه. ويستخدم هذا المصطلح لإزالة الأملاح والمعادن الذائبة فى الماء. ويهتم عدد كبير من الدول التى تعانى من نقص المياه بتحلية المياه، بخاصة أن الإحصاءات تشير إلى وفاة مئات الآلاف سنوياً بسبب ندرة المياه النقية لاستخدام الإنسان. وتتطلب عملية التحلية تقنيات تستهلك طاقة ومالاً بشكل كبير، وأغلب معامل تحلية المياه تقع فى الخليج العربى وليبيا بينما أكثر معامل المعالجة فى مناطق متفرقة فى العالم مثل أمريكا وسنغافورة ودول أوروبا.

من جهة أخرى، شهدت العديد من القرى والمراكز بمختلف المحافظات، أمس، عودة انقطاع التيار الكهربائى نتيجة لزيادة معدلات الاستهلاك، ما يضطر شركات الكهرباء إلى اللجوء لسياسة تخفيف الأحمال بقطع التيار بالتناوب، واشتكى الأهالى وأصحاب المحلات التجارية من عودة الأزمة رغم التحسن النسبى فى حالة الطقس. ففى المنوفية، استمر انقطاع التيار الكهربائى فى قرى المحافظة، على فترات تخطت الساعة يومياً فى أشمون والباجور وقويسنا ومنوف، وأكد محمود النحاس، أحد أهالى مركز أشمون، أن انقطاع التيار تسبب فى توقف العمل بالمحلات التجارية التى استعانت بمولدات الكهرباء، وقال المهندس محمد عسل، وكيل وزارة الكهرباء بالمحافظة، إن المديرية نجحت فى القضاء على عدد من المشكلات التى تؤدى إلى انقطاعات التيار الكهربائى، مؤكداً أن قطع الكهرباء بعدد من المراكز جاء تخفيفا للأحمال ولم تتجاوز مدته الساعة الواحدة، وطالب الأهالى بالعمل على ترشيد الاستهلاك من خلال التوسع فى استخدام اللمبات الموفرة، مؤكداً أن هناك حصة سيتم تسلمها خلال أيام وسيتم توزيعها على الأهالى بواقع 4 لمبات على كل اشتراك وتبديل اللمبات المتوهجة، وأضاف أن المديرية قامت بإنشاء محطة طاقة شمسية أعلى مبنى القطاع بقوة 20 كيلووات بالإضافة إلى محطة أعلى مبنى المحافظة وأخرى بقطاع تلا.