الأقباط متحدون - بولس الرسول.. الإرهابي التائب العائد لحضن المسيح
أخر تحديث ٠١:٢٠ | الخميس ٥ مارس ٢٠١٥ | ٢٦أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٩٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بولس الرسول.. الإرهابي التائب العائد لحضن المسيح

بولس الرسول.. الإرهابي التائب العائد لحضن المسيح
بولس الرسول.. الإرهابي التائب العائد لحضن المسيح

خاص – الأقباط متحدون
أول مرة ذُكر فيها اسم الرسول بولس، في الكتاب المقدس، كانت عندما قتل الشهيد اسطفانوس، حيث قام راجموه بخلع ثيابهم "عند رجليّ شاب يقال أنه شاول"، الذي كان راضيا بقتله، فلقد ظهر هنا كشخص متعصّب، يكره الفكرة أن ذلك المصلوب هو المسيا ويعتقد أن تابعيه كانوا خطرًا دينيًا وسياسيًا. وبضمير مستريح كان يقوم بنصيب وفير في محاولة إرجاع هؤلاء أو قطع دابرهم، وهو المفهوم القديم للشخص "الإرهابي".

ولد بولس الرسول، أو "شاول الطرسوسي" في طرسوس في ولاية كيليكية من أعمال الإمبراطورية الرومانية، وحصل على الجنسية الرومانية، وكان من عائلة شريفة، وغنية ويحتمل أنه كان موظفًا أو ذا نفوذ يجعله يعرف مثل هذه الأسرار. ويدلّ على شرف محتده ما نال من شرف ونفوذ في السنهدريم وبين القادة اليهود، وكان أبوه فريسيًا من سبط بنيامين وقد ربّي على الناموس الضيق.

"صعب عليك أن ترفس مناخس" جملة كانت محورية في حياة شاول الطرسوسي، الذي بسبب غيرته على ديانته اليهودية، كان يعتزم القضاء على المسيحيين في جميع الأراضي والبقاع التي تمتد يده إليها، وأخذ إذنا بذلك من رؤساء الكهنة واليهود، لكي يكون القضاء على المسيحيين "شرعيا"، إلا أن المسيح ظهر له وهو في طريقه إلى دمشق لقتلهم، ودعاه لخدمته وقال له هذه الجملة "صعب عليك أن ترفس مناخس"، وهي تعني أنه صعب عليه مقاومة الدعوة.

تحول الإرهابي شاول الطرسوسي، إلى خادم المسيح القديس بولس الرسول، ثاني أعظم شخصية في تاريخ الديانة المسيحية بعد المسيح نفسه، أخذ وقتا وجهدا كبيرا من بولس نفسه، وعمل الرب معه، حيث ذهب بعدها إلى أحد التلاميذ ويدعى حنانيا لكي يشفيه من "العمى" الذي أصابه بعد الرؤية التي رآها، ثم يصلي له.

بعد ذلك اختلى مع ربه في العربية ثلاث سنين، ثم رجع ملتهبًا بنفس الغيرة التي كان يحارب بها يسوع وإنما الآن شهد بها ليسوع، ولما حاولوا قتله هرب إلى أورشليم حيث رحب به برنابا وقدّمه للرسل، وحيث بشّر بمجاهرة جعلت اليونانيين في أورشليم يحاولون قتله فذهب إلى قيصرية ومنها إلى طرسوس مسقط رأسه، ولا نعرف شيئًا عن الوقت الذي قضاه في طرسوس ولا كيف صرفه وإن كان يرّجح الكثيرون أن الزمن استغرق نحو ست أو سبع سنوات، وأنه فيها أسس الكنائس المسيحية في كيليكية.

الكثيرون يعتبرون بولس الرسول أحد قادة الجيل المسيحي الأول وينظر إليه البعض على أنه ثاني أهم شخصية في تاريخ المسيحية بعد يسوع نفسه، ومن أبرز من بشر بهذه الديانة في آسيا الصغرى وأوروبا، وساهم التأثير الذي خلفه بولس في المسيحية بجعله واحداً من أكبر القادة الدينيين في العالم على مر العصور، واحتفل العالم المسيحي بين 29حزيران 2008 و 29 حزيران 2009 باليبوبيل الألفي الثاني على مولده في طرسوس –آسيا الصغري-.

خلال فترة حكم نيرون تم اضطهاد المسيحيين تم توقيفه باعتباره منتمياً إلى الجماعة المسيحية التي كانت تعتبر حينها خارجة عن القانون، وتمت إعادته إلى روما، وخلال هذه الفترة كتب رسالته الثانية إلى تيموثاوس، عانى بولس في الأسر وبعد محاكمة طويلة حكم عليه بالإعدام بقطع رأسه حوالي عام 67.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter