الأحد ٨ مارس ٢٠١٥ -
٢٠:
٠٩ ص +02:00 EET
رÙجÙوعٌ إلىَ بَيْت٠الآبÙ
القمص أثناسيوس جورج
تضع الكنيسة إنجيل الابن الضال ضمن عبادة الصوم الكبير؛ لأن الصوم دعوة ومنهج للاقتداء Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ø®Ù„ØµÙ†Ø§ كي نتبعه ونأخذ Øياته لنا، Øتى ننجو ونظÙر ونÙخرس خصمنا بالصوم والصلاة... لذلك صار تدبير الصوم قانونًا جماعيًا لكل أعضاء جسد الكنيسة... علي مثال Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø±Ø£Ø³. ÙÙÙعل الصوم Ùعل إلهي ومÙلزم ÙÙŠ الاقتداء به، نتعلمه من السيد الرب كباكورة وكسابق من أجلنا، لأنه صار مثلنا لكي نصير Ù†ØÙ† مثله...... نسير وراءه ونكون له تلاميذ مؤمنين بالأعمال التي عملها
نعملها من أجل اسمه لنثبت معه ÙÙŠ تجاربه كي ÙŠÙثبÙّت هو لنا ملكوتًا؛ Ùنسير مسيرة صومنا كاملة؛ Øتي نعود إلى Øياة الÙردوس.
لقد Ø®Ùلقنا كي Ù†Øيا ÙÙŠ الÙردوس؛ بيت الآب؛ ولكي يكون لنا شركة شخصية Øقيقية معه؛ لأنه أعطانا نعمة أن نعيش ÙÙŠ رتبة ودالة البنين، إلا أننا بسقوطنا وابتعادنا انتقلنا من الÙضيلة أصلنا الأول؛ وانØدرنا إلى الخطية والنÙÙŠ للكورة البعيدة... الخطية هي الأØدث؛ هي العصيان والابتعاد والمشيئة الذاتية؛ هي الخطية الجدّية؛ بل وكل خطية؛ تؤدي بنا إلى Ùقدان شركة الاتØاد بالله. Ùالابتعاد عن الله هو الموت؛ وبعيدًا عن الله نكون أمواتًا بالذنوب والخطايا، Øياتنا تاÙهة Ù…Ùشرَّدة عارية من النعمة ÙˆÙاقدة لنموذج جمالها الأصلي، تتمرغ من الشياطين Øيث الخنازير والروث والخرنوب... مسجونة ÙÙŠ سجن الÙناء والÙساد. لكن رجوعنا إلى الكنيسة؛ Ùردوسنا وبيتنا الروØÙŠ يزرع Ùينا Ù‚Ù…Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ù‚Ù„ وكرمة الخلاص من بعد القØØ· والØرمان.
لقد عاد الابن الضال بعد أن ترك عنÙÙ‡ وعناده واعتداده... عاد بعد أن تطاول على أبيه وطالبه بالميراث؛ بينما هو لازال Øيا. عاد بعد أن بدد وزناته وطاقاته... غير أمين Ùيما ÙÙŠ يديه من Ù†Ùعم ومواهب؛ لكنه رجع بالتوبة إلى الأØضان الأبوية؛ ليظهر لابسًا الØÙلة الجديدة وخاتم البنوّة؛ متمتعًا بالوليمة المجانية ÙÙŠ بيت أبيه؛ وبالصورة الأولى الملوكية التي طمستها الأهواء والخطايا وطريقة عيش الكورة البعيدة... إنه ليس بالقليل؛ لأنه ابن ووارث لنور النعمة الدائمة؛ لذلك قبله أبوه ÙˆÙتش عليه وعانقه ÙˆØمله إلى كنيسته؛ التي هي بيته ومستشÙاه؛ ليشÙيه بمراهم وأدوية الخلاص... ÙŠØمله على منكبيه التي هي ذراعا صليبه؛ Øيث ÙˆÙضعت خطايانا على الخشبة المÙØيية؛ ÙÙرØت الملائكة والطغمات بخلاصنا... رÙعنا ليس من تراب الأرض؛ بل من تØت الأرض؛ من أساÙÙ„ الجØيم والانØطاط؛ ليردنا إلى بهجة خلاصه مع بقية شعبه؛ لأننا موضع عنايته؛ منتمين إليه وهو الذي ÙŠÙعيدنا إلى شركته الأبوية برجاء ØÙŠ لا ينقطع.
عاد الابن الضال بعد أن خرج من بيت أبيه؛ Øاسبًا أن Øريته ÙÙŠ إرادته المنØرÙØ© التي أوصلته إلى الجوع الكياني وعبودية المذلة، وبعد أن بدد Øياته ووزناته بعيش Ù…ÙسرÙØ› واستغلها ÙÙŠ الشر ÙˆÙÙŠ معاشرة طريق الأشرار... بدد كرامته الروØية كإبن؛ ولازم الأÙجَراء والغرباء؛ وكان معهم تØت نير؛ جاØدًا نعمة البنوة المجانية؛ تاركًا بيت الآب... وهكذا كل من يبتعد عن الكنيسة يبدد ميراثه؛ إذ لا خلاص لأØد خارجها؛ وهي البيت والميناء والØظيرة والمستشÙÙ‰ والÙÙلك الØقيقي؛ Ù…ÙŽÙ† يبقى خارجها هو خارج Ù…Ùعسكر المسيØ.
عندما يساÙر كل ابن ضال إلى الكورة البعيدة؛ إنما يترك بغباوة الØياة السماوية؛ يهرب من الله ويتركه منÙصلاً عن مشيئته؛ متكلاً على ذاته؛ متغربًا عن إخوته؛ رعية وأهل بيت الله؛ Øيث الÙراغ والخواء والاكتئاب ومرارة الØسرة؛ Øيث مجاعة الأعمال الصالØØ© والسلام والمسرة التي من السموات... والابتعاد عن النور والØÙ‚ والماء والخبز والØياة وكنوز الØكمة والعلم والخيرات السماوية... Ùهناك تكون شهوات أطعمة الخنازير والخرنوب مع أولئك الذين آلهتهم بطونهم. لكننا عندما Ù†Øاكم أنÙسنا ونرجع إليها ///////// ذلك لأننا تركناها؛ لذا نرجع إليها؛ نرجع إلى عقولنا؛ بعيدًا عن التمزق والذهن المرÙوض؛ نلوم أنÙسنا ونراجعها؛ Ùنرجع إلى Øالتنا الأولى التي سقطنا منها؛ نعود من الهلاك إلى الوجود ومن المنÙÙ‰ÙŽ والاغتراب إلى المسكن... من الØرمان إلى الوÙرة؛ من الخÙنزيرية والشهوانية إلى القداسة والكمال. من اليÙتم والموت إلى الأبوة والØياة.
نرجع إلى أنÙسنا مدركين الشرور التي نرتكبها؛ ونبكتها على خطاياها؛ ونق٠على Øقيقة ضعÙنا وذلنا ومسكنتنا؛ التي أسقطتنا من رتبتنا إلى Ø£Øطّ الدرجات؛ وعندئذ٠نتطلّع إلى غنىَ ومجد وخلاص أبينا السماوي؛ واثقين أنه يهبنا البركات ويقبلنا لا كعبيد وأجراء؛ بل كأبناء وورثة؛ Øتى ولو رجعنا ÙÙŠ الهزيع الأخير مع أصØاب الساعة الØادية عشرة... يدÙع لنا ذات الأجر؛ ويهب لنا ذات الØياة؛ ولا يشاء هلاكنا جوعًا وعوزًا ومهانة... لكنه ÙŠÙعيدنا من المناÙÙŠ ويÙدخلنا إلى منازله الكثيرة؛ ما دÙمنا قد قمنا لنرجع إليه (أقوم وأرجع إلى أبي). Ùمشاركتنا وتجاوبنا ÙÙŠ المسيرة يهبنا القيام من سقطتنا ويÙدخلنا إلى سر معرÙته من قوة إلى قوة ومن مجد وراء مجد؛ ومن نعمة Ùوق نعمة؛ لأن الغمر ينادي غمرًا؛ معترÙين بخطايانا "يا أبي أخطأت٠إلى السماء وقدامك ولست٠مستØقًا بعد أن Ø£Ùدعىَ لك ابنًا؛ اجعلني كأØد أجرائك" (لو ١٩:١٨)Ø› لأن كل من يتوب ويعتر٠هكذا ÙŠÙØسب مستØقًا لأكثر مما يطلب.. ويقبله الآب لا كأجير ولا كغريب؛ بل كإبن ÙŠÙعيده إلى الØياة كما من الموت؛ ويØسبه أهلاً للوليمة وللثوب السابق النÙيس... بدلاً من الÙساد يلبس ثوب عدم الÙساد؛ وبدل الجوع ÙŠÙطعمه العجل المسمَّن؛ وبدل السÙر البعيد ÙŠÙسكنه مواضع الراØØ© ويترقب عودته ويكسي عÙريه؛ ويزين Ù‚ÙبØÙ‡ بخاتم المجد.
إن اØتياجنا للتوبة والخلاص تقابلها Ù…Øبة الآب السماوي؛ الذي غلبته Ù…Øبته وتØننه؛ لأنها طبيعته... أبوته لا تقهرنا ولا تÙلزمنا بالرجوع؛ لكنها تقبلنا متى أردنا ومتى رجعنا... يرانا ويركض Ù†Øونا مسرعًا... يقبلنا ما دمنا Ù†Ùقبل إليه تائبين ومعترÙين بزلاتنا. لا يرÙضنا ولا يوبخنا ولا ÙŠØسبنا كأجراء؛ بل يكرمنا كأبناء ويعانقنا ويÙقيمنا ÙÙŠ بيته ويÙÙƒ نير خطايانا ويمنØنا عطاياه الأبوية: الØÙلة الأولى؛ وخاتم اليد؛ ÙˆØذاء الأرجل؛ والعجل المسمَّن ÙÙŠ وليمة دسمة Ù…ÙØاطة بالملائكة ÙˆÙØ±Ø Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø¦ÙŠÙŠÙ†. Ùبالرغم من أننا عندما ضللنا لم يعÙد لنا أي Ø£Øقية شرعية ولا أي نصيب عند أبينا بعد أن تركناه وانÙصلنا عنه بجÙاء وجÙاÙØ› وبعد أن جرّدنا أنÙسنا من كل مشروعية؛ وبعد أن بذرنا كل ما يخصنا؛ واØتقرنا بنوّتنا لله؛ وشوهنا صورة واسم وكرامة البنوة؛ إلا أنه يقبلنا ولا يتركنا نهلك جوعًا؛ Øالما نأتي إليه وندخل إلى وليمة مصالØته ÙÙŠ سÙينة النجاة.
هناك نخلع الرداء المÙميت ÙˆÙساد الطين لنلبس الØÙلة التي أمر الآب أن نلبسها؛ تلك الØلة الروØية الأصلية؛ التي هي Ù„Ùباس العÙرس المصنوعة من نار Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ والمنسوجة من الماء التطهيرية؛ Ùنتزين ونÙولد من جديد؛ من رØÙ… الكنيسة؛ وكاننا نأخذ Øياة من أم بيولوچية؛ بعد أن تركنا ظلمة الكآبة المثلثة التي لليأس والجهل العقيم... ونقتني خاتم عÙربون الشركة والعهد الروØÙŠ والتبنّي... ونجعل الØذاء ÙÙŠ أرجلنا كقوة؛ Øتى لا يجدنا الشرير ØÙÙاة Ùيضربنا بسهامه؛ بل ندوس عليه تØت الأقدام؛ Øاذين أرجلنا باستعداد إنجيل السلام؛ ثم نتقدم إلى الوليمة المسمَّنة لنأكل ونÙØ±Ø Ø¨Ø¯ÙˆØ§Ø¡ وقÙوت الخلود؛ Ùتمتلئ Ø£Ùواهنا ÙرØًا من قبل تناولنا من الأسرار غير المائتة؛ بانضمامنا إلى الجسد الإلهي وشركة الملائكة ÙÙŠ ØªØ³Ø¨ÙŠØ Ù…ÙÙØ±Ø Ù…Ù‚ØªØ±Ù† بالØياة المقدسة التي Ùيها تسبق Øياتنا Ø£Ùواهنا؛ بتكميلنا للشركة مع الثالوث القدوس؛ الذي يعيد تشكيلنا لنسترجع جمال بنوتنا الأصلي؛ وشبهنا الإلهي؛ ويختم Ùينا Øضوره الÙائق (صورة السمائي)Ø› وبكل ما أعدده وأنعم به علينا Ù†ØÙ† الأطÙال الصغار الذين لكنيسته المقدسة.
لقد نقش أبونا السماوي أسماءنا على ك٠يده؛ وجعل لكل واØد منا مكانًا Ù…ØÙوظًا عنده؛ يسعى وراءنا كراع٠يرعىَ قطيعه؛ وبذراعه يجمع Øملانه؛ ÙˆÙÙŠ Øضنه ÙŠØملنا ويقود المرضعات... ÙŠÙتشنا عناية ويودعنا الØظيرة؛ ÙŠØملنا على كتÙيه بصليبه؛ Øتى يسهل علينا وعورة الطريق... صانعًا لنا وليمة Ùاخرة مقدمًا Ùيها Ù†Ùسه وعطاياه؛ لنشبع ونÙرØØ› Ùرجوعنا وتوبتنا هو عيد؛ وهو ÙرØØ© للسماء والأرض؛ ولولا صليبك يا ربنا؛ ما صار لنا عودة وقبول ÙˆØياة من بعد موت (كان ميتًا Ùعاش)... تركض وراءنا طاÙرًا على الجبال قاÙزًا على التلال... تتطلع من وراء الكوى وقد امتلأ رأسك من الطل ومن ندى الليل؛ وعند رجوعنا إليك تترك لنا ما علينا؛ بعد أن بددنا كل شيء؛ وتقبلنا بعد أن أدرنا لك ظهورنا؛ وتعيدنا إلى رتبتنا ومركزنا الأول بمقتضى رØمتك يا Ù…Øب البشر الصالØ.