الأقباط متحدون - منزل ونزهة قرب النهر وزوج حلال في انتظار المهاجرات الى دولة الخلافة
أخر تحديث ٠٦:٣٠ | الأحد ٨ مارس ٢٠١٥ | ٢٩أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٩٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

منزل ونزهة قرب النهر و"زوج حلال" في انتظار المهاجرات الى "دولة الخلافة"

منزل ونزهة قرب النهر و
منزل ونزهة قرب النهر و"زوج حلال" في انتظار المهاجرات الى "دولة الخلافة"
بعيدا عن قطع الرؤوس ومشاهد الذبح، يعد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الشابات اللواتي يحاول ترغيبهن بالعيش في ''دولة الخلافة'' في سوريا والعراق، بحياة ملؤها المغامرة قوامها العمل والدعوة والنقاب ويعدهن ايضا بالحب وبعناق طويل ونزهة قرب النهر... مع ''زوج حلال''.
 
وللشبان أيضا مغرياتهم التي يعتمد التنظيم الجهادي لنشرها على آلة دعائية ضخمة تشمل وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها: المنزل والمال والسلاح، والطبابة الدائمة، والكهرباء المجانية.. أما الأطفال فلهم المدارس والمعاهد الإسلامية التي توفر تنشئة عسكرية ودينية.

''وهم المثالية''
 
في مدونتها ''يوميات مهاجرة''، تعرض أقصى محمود الفتاة الغامضة التي تقدم نفسها على انها طبيبة انتقلت للعيش في سوريا، للواتي يعبرن عن الرغبة بالسير على خطاها المحفزات قائلة ''لا ندفع ايجارات هنا. المنازل تعطى مجانا. لا ندفع فواتير كهرباء او ماء. ونحصل شهريا على مواد غذائية: معكرونة، معلبات، أرز، بيض''.
 
وتشير صحف غربية إلى أن أقصى محمود وصلت إلى سوريا قادمة من جلاسكو في نوفمبر 2013 ، وهي واحدة من نحو 550 شابة انتقلن إلى سوريا والعراق، بحسب تقديرات خبراء، بعد ان جذبتهن ''الدولة الإسلامية'' (داعش).
 
وتقول مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط للأبحاث في بيروت لينا الخطيب لوكالة فرانس برس ان التنظيم ''يبيع الشبان والشابات يوتوبيا (وهم المثالية) إسلامية على مقاسه، لا علاقة لها طبعا بالدين الإسلامي''.
 
وتتابع ''يقول لهم هذه هي الدولة الإسلامية الحقيقية الوحيدة في العالم، ويمكنكم أن تصبحوا أشخاصا مهمين فيها''، مشيرة إلى أنه ''يستهدف شبانا وشابات لم يكوّنوا هوياتهم بعد''.''.
 
ويحصل المهاجرون كذلك في ''دولة الخلافة'' على الأدوية مجانا، وعلى مبالغ مالية شهرية للزوج والزوجة ولكل طفل في العائلة، بحسب ما تقول أقصى.
 
وتشير المرأة الشابة (عشرينية بحسب صحف غربية تحرّت عن هويتها) إلى أن في إمكان النساء المهاجرات العمل ضمن نطاق اختصاصهن، مثل التدريس والطب والتمريض، وأن من لا ترغب بالعمل تكلّف بالدعوة والتجنيد وتعيش في غرفة منفصلة ضمن ''مقر'' تشارك فيه ''أخوات'' اخريات.
 
ويرى حسن حسن مؤلف كتاب ''تنظيم الدولة الإسلامية: من داخل جيش الرعب''، ان ''الفتيات اللواتي ينضممن إلى هذا التنظيم يبحثن عن المغامرة (...) وبعضهن يعشن في عالم وهمي ويحلمن بالزواج من محاربين''.
 
طقوس الزواج الداعشي
 
وتشرح اقصى ان الزواج يتم بعد أن يزور العريس الذي يحصل على ''سبعة أيام اجازة'' ما أن يتزوج، عروسه ويراها لمرة واحدة، وأن النساء يخترن مهرهن بأنفسهن (...) وهن بالإجمال لا يطلبن مجوهرات، بل يخترن الكلاشينكوف''.
 
وفي حفلات الزفاف، لا العاب نارية، بل ''طلقات رصاص والكثير من التكبير''، فيما السير قرب نهر الفرات هو النزهة المفضلة للمتزوجين حديثا.
وتنشر أقصى على صفحتها صورة رجل ملتح وقربه عروس بنقاب أبيض، مع عبارة ''إلى أن تفرقنا الشهادة''.
 
وردا على سؤال لشابة طلبت منها مساعدتها في اتخاذ قرار مغادرة حبيبها والتوجه نحو سوريا، تقول ''أعدك انه في يوم ما سيحتضنك أحدهم طويلا وسيصلح كل ما انكسر في قلبك. نعم، سيكون الزوج الحلال''.
 
أداة تجنيد
 
وترى الخطيب ان هذه المدوّنة المكتوبة بالإنجليزية ''في حال كانت صحيحة، فلا شك ان تنظيم الدولة الإسلامية يشرف عليها (...) أنها اداة من أدوات التجنيد''.
 
وتمدد تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كبير خلال الصيف الماضي في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها، وأعلن قيام ''دولة الخلافة'' انطلاقا من الأراضي التي يسيطر عليها ومساحتها حوالى 215 الف كلم مربع، أي أكبر من مساحة العديد من الدول العربية.
 
ووفقا لمسؤولين عراقيين، فان التنظيم قام عقب سيطرته على الموصل وهروب سكان معظمهم من المسيحيين من المنطقة بتوزيع منازل النازحين على مقاتليه وخصوصا اولئك الآتين من الخارج والذين يقدر خبراء عددهم حاليا بنحو 12 الفا، بينهم نحو ثلاثة الاف غربي.
 
وتوصي مجلة ''دابق'' الإلكترونية الناطقة باسم التنظيم والصادرة بالإنجليزية الراغبين بالهجرة بالا يقلقوا ''حيال المال أو إيجاد مسكن. هناك الكثير من المنازل والموارد المخصصة لك ولعائلتك''.
 
وفي عدد حمل عنوان ''دعوة الى الهجرة'' في شهر أغسطس، اكد التنظيم ان ''الخلافة بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى خبراء ومهنيين واختصاصيين''، وتحديدا بحسب ما يقول زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي الى ''القضاة واصحاب الكفاءات العسكرية والادارية والخدمية والاطباء والمهندسين''.
 
''أشبال مهاجرين وأنصار''
أما الأطفال، فيتلقون تربية عسكرية ودينية متشددة.
 
وعرض التنظيم في تسجيل فيديو نشر على شبكة الإنترنت لقطات من داخل ما يسميه ''معهد الفاروق للأشبال'' في محافظة الرقة (شمال)، ظهر فيه عشرات الأطفال بملابس عسكرية، وهم يقومون بتدريبات.
 
ويقول احد المشرفين ان الأطفال ''اشبال مهاجرين وأنصار''، مشيرا إلى ان المعهد يدرس ''الجهاد في سبيل الله''.
 
إلا أن الوصول إلى ''أرض الخلافة'' ليس كمغادرتها. فهذا قرار قد يكلف صاحبه حياته.
 
ويوضح حسن أن البعض يكتشف بعد وصوله أن ''الواقع عكس التوقعات'' ويصطدم ''بوحشية'' التنظيم الذي يزرع الرعب في مناطق سيطرته وفي العالم.
 
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 120 شخصا في سوريا بين شهري أكتوبر وديسمبر الماضيين، لدى محاولتهم مغادرة مناطق سيطرة تنظيم ''الدولة الإسلامية'' (داعش).
 
وتقول الخطيب أنها أجرت ''مقابلات مع شبان عادوا من الرقة ومناطق أخرى وتبين لي أن لديهم شعورا بالنقمة بعدما أحسوا بانهم تعرضوا للغش لانهم وجدوا حكما يقوم على القمع ويأمرهم بعدم التفكير''. وتتابع ''لقد شعروا أنهم بيعوا مشروعا فارغا''.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter