د. ميشيل فهمي
علي ضوء أحكام المحكمة الدستورية العليا والقضاء الإداري التي تتوالي والتي تُظْهِر عورات الدستور الموضوع من أغرب لجنة خمسينة في العالم شُكِلتّ في تاريخ مصر لوضع دستورها في أخطر مرحلة من مراحلها ، يتبين بل يُثْبتّ ويتيقن أن كل مادة من مواد هذا الدستور تحيطها أكثر من علامة إستفهام وطنية ، كما تحيط نفس علامات الإستفهام حول أعضاء اللجنة أنفسهم واختيارهم دوناً عن الخُبراء الدستوريين .
أحدث بــــلاوي هذا الدستور وليس آخرها هو السماح لمصريين هاجروا من بلادهم وتركوها منذ سنوات ، وتجنسوا بجنسيات أخري غير مصرية ، بعد أن أقسموا يمين الولاء والإخلاص والوفاء والإنتماء للدول التي منحتهم جنسيتها ، مثل يمين الـــولاء لمن يحصل علي الجنسية الأمريكيــــة Oath of Allegiance
إذن علي كل مصري آداء هذا القسم البات ليصبح مواطناً أمريكياً American citizen وليفعل ذلك يجب أن يقسم بأنة :
- يتمسك بدستور Constitution الولايات المتحدة ويطيع قوانينها.
- يتخلى عن أي ولاء أجنبي ( أي غير أمريكي ) أو مركز أجنبي ( أي غير أمريكي ) .
- يحمل سلاح القوات المسلحة الأمريكية ويؤدي الخدمة العسكرية بناءً على طلب حكومة الولايات المتحدة
ويجيئ في مقدمة قسم الولاء لأمريكا هذا النص بالكلمة والحرف :
(( أعلن ( أنا فلان ... المصري ) يمينا مطلقاً انني انبذ وأتخلى عن الولاء لكل أمير أو ملك ...))
ونفس الحال والنصوص في الحصول علي غالبية الجنسيات الأخري .
فكيف أأمن أنا المواطن المصري الذي خُصِّص مجلس البرلمان لصالح الوطن وَلِي ، أن يمثلني فيه رجل يحنث بيمينه ويكون بوجهين وطنيين ، فلابد أن يحمل يميناً كاذباً حانثاً لوطن علي حساب الآخر ، وكيف يُسْمح لمثل هذا الكاذب الذي أُقسم أن كل ولاؤه لبلد آخر غير مصر ، أن يطّلع بحكم وجوده في البرلمان إذا إنضم للجنة الدفاع بالبرلمان أن يـطـلعٌ علي أسرار القوات المسلحة المصرية .
لهذا السبب ولعشرات الأسباب الأخري ، أرفض بشدة كمواطن مصري السماح للمصري الذي يحمل جنسية أخري غير جنسيته المصرية الدخول الي البرلمان .
ولماذ يُحْرِم عليهم أن يكونوا في منصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والقوات المسلحة المصرية ... هل الوطنية مقسمة الي درجات وفئات ؟
هذا ليس معناه علي الإطلاق أن كل مزدوجي الجنسية مشكوك فيهم ، لكن ما أقوله أن منعهم سيكون حِفٓاظاً عليهم من الحنث بقسمهم للولاء المطلق لدولهم المكتسبة ، وتحصينا لمصر.