فى يوم راحته الأسبوعية، كان إخصائى طب وجراحة الفم والأسنان وردانى جمعة عبدالمنعم فى طريقة إلى عزبة الرومى بمحافظة الإسكندرية، حيث الأرض الزراعية الخاصة بوالده وبيت العائلة. يوم هادئ تمناه الطبيب بعد أسبوع حافل بالعمل، لكن تجربة من نوع خاص كانت بانتظاره على الطريق.

 

«متعود يوم الجمعة أروح لوالدى، وبعد الصلاة أشوف الأرض، وفعلاً وصلت العزبة، وبعد الصلاة فى الطريق للأرض سمعت صوت جاموسة بتنعر جامد قوى، تصورت أنها وقعت اتكسرت أو اتحشرت فى حاجة، على جانب الطريق، رحت أشوفها لقيتها بتولد». فى البداية لم يدر الطبيب الشاب ما التصرف الأمثل، هل يستدعى مالكها أو يتركها ويرحل لتخوض تجربتها وحدها، لكن القرار النهائى كان حاسماً: «رأس العجل كانت باينة، والسائل الأمينوسى نزل، قلعت هدومى وبدأت أساعدها». خطوات بسيطة واضحة، لكن بدا أنها كانت ضرورية: «عدلت رأس العجل ورجليه، وربنا سهل الحال وخرج، حطيت على رأسه مياه من الترعة، وربطت سرّته، وجبت صاحب الأرض اللى الجاموسة مربوطة على رأسها». تجربة قصيرة وشيّقة يصفها «الوردانى» بأنها «الأغرب والأكثر إمتاعاً فى حياتى»، لم يكن من نصيبه رغم تربيته بمنطقة ريفية توليد «مواشى» من قبل، يعلم أن أطباء كثيرين قد يتأففون من الفكرة: «أنا دكتور بشرى، إزاى أولد جاموسة، دى الطريقة اللى بيفكر بيها دكاترة كتير»، لكنه أصبح يوقن عقب العديد من التجارب والحالات التى تأتيه بعيادته أن «الرحمة ما بتتجزأش، واللى يرحم حيوان يرحم إنسان.