الأقباط متحدون - اختبار لقدرات الإنسان خلال رحلة الطائرة الشمسية حول العالم
أخر تحديث ١٥:٢٤ | الاثنين ٩ مارس ٢٠١٥ | ٣٠أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٩٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اختبار لقدرات الإنسان خلال رحلة "الطائرة الشمسية" حول العالم

 اختبار لقدرات الإنسان خلال رحلة
اختبار لقدرات الإنسان خلال رحلة "الطائرة الشمسية" حول العالم
يف سيمضي قائد طائرة "سولار امبلس 2" العاملة بالطاقة الشمسية 5 أيام دون توقف لوحده في مقصورة ضيقة فوق المحيط الهادئ، وكيف سيأكل ويشرب وينام ويتفاعل مع الوحدة؟ أسئلة كثيرة تجعل من الرحلة التاريخية التي بدأتها الطائرة الاثنين للدوران حول العالم اختبارا لحدود الآلة والانسان على حد سواء.
 
وانطلق الطيار السويسري أندريه بورشبيرغ من أبوظبي صباح الاثنين بالطائرة الثورية التي يفترض أن تدور حول الأرض شرقا على اثنتي عشرة مرحلة وفي غضون خمسة أشهر دون استخدام نقطة وقود واحدة.
 
ويتناوب بورشبيرغ على قيادة الطائرة التي تتسع لشخص واحد، بين المرحلة والاخرى مع مواطنه برتراند بيكار الذي اطلق فكرة المشروع قبل 12 سنة ويفترض ان يقود المرحلة الثانية الثلاثاء من مسقط الى احمد اباد في الهند.
 
وستكون أطول المراحل بين الصين وهاواي، وستستغرق خمسة أيام من التحليق المتواصل.
 
وقال بورشبيرغ لوكالة فرانس خلال الاستعدادات للرحلة في أبوظبي "إن التحدي إنساني أكثر منه تقني".
 
وأضاف "أعتقد أن المجهول في هذه الرحلة هو العنصر الإنساني، لأن الطائرة مستدامة من ناحية الطاقة، والمسألة هي كيف نجعل الطيار مستداما أيضا".
 
ويؤكد مصمما الطائرة وقائداها أن "سولار إمبلس 2" التي يبلغ وزنها وزن سيارة ولها أجنحة أكبر من أجنحة طائرة بوينج 747، أن الآلة التي صنعاها تستطيع أن تطير من دون توقف، ليلا ونهارا، لأيام وأسابيع وربما أكثر.
 
لكن الإنسان الذي يقودها لن يتمكن من الطيران من دون توقف، وهو بحاجة لنوع من الوقود، أي الطعام والمياه والأكسجين وغيرها.
 
وبما أن الطائرة تسير بسرعة متوسطة تتراوح بين 50 و 100 كيلومتر في الساعة، فإن الرحلات ستكون طويلة ومضنية.
 
واضطر المصممون إلى إيجاد حلول عملية لتسهيل استدامة الحياة في مقصورة صغيرة لمدة أيام.
 
فالطيار يستخدم المرحاض وهو جالس على مقعده، كما يستحم بواسطة المناديل المبللة والمعقمة.
 
أما الوجبات، فقد أعدت خصيصا لمنح الطيارين أكبر قدر من الطاقة والغذاء في أقل قدر ممكن من الطعام.
 
وقال بيكار بعيد إقلاع الطائرة "يجب أن نجعل مقصورة الطيران مثل منزل لنا، فنستخدم الحمام ونغسل أنفسنا ونأكل ونشرب ونحني مقعدنا ونستريح ونستعين بالطيار الأوتوماتيكي لكن علينا أن نبقى مسيطرين على الطائرة".
 
لكن أيضا، كيف يمكن لقائد الطائرة الوحيد أن ينام بينما يقود طائرة تتجه إليها أنظار العالم من أجل تحقيق اختراق للبشرية جمعاء، وكيف يمكنه أن يتعامل مع الوحدة؟
 
اضطر بيكار وبورشبيرغ إلى الاستعانة بأساليب غير اعتيادية لمواجهة هذه التحديات.
 
وقال بيكار "لقد لجأ اندريه إلى تمارين اليوجا، أما أنا فقد تدربت على التنويم المغناطيسي الذاتي".
 
وأكد أعضاء من فريق "سولار إمبلس2" أن اليوجا تهدف إلى مساعدة الطيار على الاسترخاء والتركيز والتعامل مع الواقع الصعب في السماء.
 
أما التنويم المغناطيسي الذاتي فيمكن الطيار من الدخول في سبات عميق لفترة قصيرة نسبيا هي عشرين دقيقة، بينما يشعر عند الاستفاقة بأنه نام عدة ساعات.
 
وإذا ما واجهت الطائرة مشكلة في الجو بينما الطيار نائم، يمكن للفريق المساند على الأرض إيقاظه.
 
وسيكون الطيار متصلا على مدار الساعة مع مركز تحكم يعمل فيه 65 شخصا في موناكو، كما سيكون متصلا مع العالم اجمع عبر بث حي من خلال موقع الرحلة الالكتروني.
 
وسيجري الطيار مقابلات صحفية وحوارات مع جامعات ومدارس حول العالم من الجو، وذلك للتاكيد على رسالة الرحلة التي يمكن تلخيصها بنقطتين: العالم قادر على خفض نصف استهلاكه من الطاقة، وبالامكان تأمين حاجاته من مصادر نظيفة بواسطة تقنيات متوفرة الآن.
 
وقال بيكارد لوكالة فرانس برس "عندما نحاول تحقيق امر لم يجربه احد من قبل ولا نعرف ما ستكون المشاكل التي سنواجهها، فنحن نكون امام المجهول وعلينا ان نجد الحلول ايا تكن، تقنية او انسانية او لوجستية".

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter