الأقباط متحدون - وزارة النقل!!
أخر تحديث ٠١:٣٥ | الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠١٥ | ١برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وزارة النقل!!

أرشيفية
أرشيفية

بقلم - أماني موسى
خرج من بيته في الصباح الباكر مصطحبًا معه سجادة الصلاة وبعض الطعام، ولم ينسى أن يصطحب معه وجهه العابث مرددًا بعض التمتمات التي تعبر عن مقته لمهنته وبلده أيضًا وتأففه مما يعمل وما يتلقاه أخر كل شهر لا يكفيه إلا لبضعة أيام، مصحوبة ببعض عبارات الاستغفار.

وصل إلى "المحطة" مكان عمله ملقيًا التحية الشرعية على رفاقه "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وضع السجادة بجواره وجلس على كرسيه المتهالك ملقيًا ظهره إلى الوراء في حالة من الكبرياء المصطنع.. أخرج زميله السبحة والآخر أخذ يتلو الصلوات من كتاب صغير.. جميعهم لديه ما يفعله ليقتل به الوقت إلا العمل.

ماكينات المرور مفتوحة يمر منها آلاف الوجوه يوميًا في عبث بالغ، تأتي أوقات الصلاة فيلهث الجميع ليقيم الفرض تاركًا تلك الماكينات مفتوحة على مصراعيها تلوك بأقدام آلاف المواطنين الحريصون هم الأخرين على إقامة الشعائر الدينية لكن هذا لا يمنعهم من التهرب من دفع قيمة التذكرة مقابل الخدمة التي يتلقونها.. فهذه نقرة وتلك نقرة أخرى تمامًا.

يذهب وزير النقل إلى مكتبه.. يتلقى التقرير الذي يبلغه بخسائر يومية تقدر بملايين الجنيهات في جهاز مترو الأنفاق، يتلقى التقرير وهو ممتعض ومندهش.. لا مندهش أوي والله ومستغرب كمان، يطرق بكلتا يديه على المكتب بعنف متساءلاً: إيه كل الخساير دي؟ طلعلي بيان يا بني.. ناشد المواطنين الشرفاء بعدم التهرب من دفع قيمة التذكرة، وقولهم نحيطكم علمًا بتدهور الخدمات المقدمة في مترو الأنفاق أو حذرهم من رفع سعر التذكرة.

يتلقى ذات المواطن اللي فوق دة البيان بدهشة واستغراب هو كمان..

وينفجر الجموع في الضحك بدءًا من المواطن الشريف مرورًا بالموظف الشريف برضه انتهاءًا بالوزير المخلص، يا راجل متزعلش إحنا بنهزر معاك.

قصة قصيرة يومية تعيسة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter