مينا ملاك عازر
النجاح الذي حققه الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت في أواخر العام المنصرم لها أثر كبير في تغيير السياسة الأمريكية أو على الأقل تحزيم وتقييد سلطات أوباما - الإرهابي أو المتعاون مع الإرهابيين- وذلك أمر من فوائد الديمقراطية الأمريكية التي تقبل أن يكن الكونجرس جمهوري الأغلبية في حين أن الرئيس ديمقراطي، وذلك يتم من خلال آلية التجديد النصفي كل سنتين لأعضاء الكونجرس، ما يجعل الشعب قادر على التعبير كل فترة محدودة عن رضاه أو عدم رضاه عن السياسة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية الحاكمة، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية فالأمر سيان فلو راضي يدعم الأعضاء الديمقراطيين في انتخابات الكونجرس أو التجديد النصفي والعكس فيما لو كان غير راضي
وتعبير الناخب الأمريكي عن عدم رضاه على سياسة أوباما ربما الداخلية وهي السياسة التي تلقى اهتماماً أكثر من الناخب الأمريكي وقد تكون أيضاً سياسته الخارجية أيضاً جاءت من خلال دعم أعضاء الحزب المنافس لحزب أوباما في الانتخابات ما جعل هناك توازن في اتخاذ القرار وتمرير رغبات أوباما ليس بالأمر اليسير، وهو ما كان جلي في رغبة أوباما في تمرير قانون يسمح له بالحرب على داعش أينما كان وأينما وُجِد وبالطريقة التي يراها دون العودة له.
زيارة أعضاء الكونجرس ومقابلتهم للرئيس السيسي الأخيرة لأمر يستحق الاهتمام من ذلك المنطلق سالف الذكر، إذ وعدوا بدعم مصر في داخل أروقة الكونجرس الأمريكي، وهو أمر جدير بالاهتمام، إذ يعني لنا أحد أمرين أو كليهما، فإما اعتراف من أعضاء الكونجرس بأنه ثمة عدم دعم لمصر بل تأييد للجماعة الإرهابية بسبب موالاة إدارة أوباما لها أو أنه على الأقل يظهر لأعضاء الكونجرس ضرورة دعم مصر في حربها على الإرهاب تماشياً مع الموقف الأمريكي المحارب للإرهاب هو الآخر كما تدعي الإدارة الأمريكية أو أن الأمرين كليهما معاً.
في كل الأحوال نجاح الرئيس السيسي في إقناع أعضاء الكونجرس بسلامة الموقف المصري أمر هام، ويعد سبقاً يجعل لنا ظهر أمام رغبات أوباما المجنونة في سبيل إعادة الإخوان لسدة الحكم أو للمشاركة في الحكم في مصر، وهو أمر سيئ جداً، وقد تكن زادت الإشارة له بتلك التغييرات في القيادة السعودية أو بالتقارب التركي السعودي، وتوافق الدولتين في بعض القضايا لكن لا جدال أن أهم القضايا التي اختلفت التوجهات فيها الآن هي القضية السورية، وهي القضية التي تغير فيها الموقف السعودي إذ أعرب وزير الخارجية السعودي لنظيره الأمريكي أن السعودية باتت تؤيد بشار وهو أمر يحتاج منا لدراسة وفحص قبل الإدلاء بتأكيد هذا الخبر أو نفيه، ولكي يتثنى لنا تحليله في مقال قادم بإذن الله.