الأقباط متحدون - المهم الطحين
أخر تحديث ١٣:٢٣ | السبت ١٤ مارس ٢٠١٥ | ٥برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المهم الطحين

محافظ الأسكندرية
محافظ الأسكندرية

مينا ملاك عازر
استوقفني لقاء الإعلامية منى الشاذلي مع محافظ الأسكندرية السيد المسيري ذلك اللقاء الذي عرفني على شخصية كنت أفتقد رؤيتها في الوسط المصري تلك الشخصية العملية التي لا تحب تضيع الوقت، قالها أنا لا أعيد إجابة سؤال لأن هذا مضيعة للوقت، لا يغير مواقفه على إثر ضغوط الآخرين ما دام هو مقتنع بما يفعله وفعله، إذن هو يدرس ما قام ويقوم به حتى لا يصبح متأثر بأي رأي آخر، يهتم بالآخر لكنه لا يبالي بمن يعارضوه شكلياً بمن لا يهتمون بما يقدمه عملياً.
السيد هاني المسيري من عائلة فخر لها الانتماء بالرائع عبد الوهاب المسيري -رحمه الله- السيد  هاني المسيري يحترم زوجته ويقدرها، وهو نوع نادر من الرجال الذين يؤمنون بحرية المرأة، وإيمانه مقترن بالفعل، وهذا دليل على صحة إيمانه وقناعاته، السيد هاني شخصية نادرة في مصر، يقدر عمله، ويعطيه كل جهده، يسعى لأن يقدم الجديد، ويقدم الرؤية المختلفة للأحداث، يسعى لأن يكن مختلف في عمله، قد يكن غير مصيب في إشراك زوجته في عمله بتلك الطريقة، قد يكون غير موفق في تبريره لكنه موفق في دعوته لمن يعاركون أن يشاركونه في سعيه لتحسين محافظته.

السيد هاني المسيري رجل يعرف ماذا يريد؟ ولا يريد أن يعوقه أحد عن القيام بما يريد، هذا ما بدى لي من الوهلة الأولى لمتابعتي للقاء الذي أجراه مع الإعلامية منى الشاذلي في معكم، البرنامج المختلف عن برامج التوك شو التي كانت تقدمها ومن معها في حقل الإعلام، ولذا - وهو ما أظنه- اختاره وقبل السيد هاني أن يظهر معها، وأعلن من منبرها أنه لن يظهر إلا بعد مدة زمنية طويلة في أي برامج لكي يكون قد قدم ما أراد تقديمه لمحافظته، إذن السيد هاني المسيري ما ظهر منه ضجيج، وضجيج مميز، ومتميز مبدئياً لكنه من الضروري أن يكن ضجيج ينتج عنه طحين أي ناتج مقبول ومحترم.

المهم الطحين يا سادة، وهو ما يدفعني ألا أتحدث عن مؤتمر دعم الاقتصاد المصري القائم بشارم الشيخ الآن، وفي هذا المقال، تاركاً إياه لنر طحينه ولنتركه للمتخصصين كالدكتور محمد الحاروني ضيفي اليوم في برنامج لسعات ليحدثنا عن الطحين، فالمهم بجد الطحين وليس الضجيج.

كل ما تقدم عن شخص محافظ الأسكندرية الذي ينفرد عن الآخرين في شيء هام جداً، وهو أنه شكر في سلفه بعكس عادتنا نحن المصريين المعتادين على الهجوم والتسفيه من أسلافنا، وتشويه ما قاموا به، و لكن السيد هاني شكر سلفه اللواء طارق المهدي وحياه، أقول إن كل ما تقدم عن السيد هاني المسيري يجعله في نظري تحت المجهر أكثر من غيره، فما تقدم يجذبني للتدقيق معه أكثر وأكثر لتفرده ولندرته إلى حداً كبير، ما يعني أنه مُراقب بشدة، إذ ينتظر منه الكثير والمزيد.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter