بقلم :على سالم | الأحد ١٥ مارس ٢٠١٥ -
٠٤:
١٠ ص +02:00 EET
صورة أرشيفية
الفكرة، فكرة إقامة مؤتمر عالمي اقتصادي لمساعدة مصر على الخروج من أزمتها الاقتصادية، طرحها الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله. ولكنه، رحمه الله، انتقل إلى جوار ربه قبل أن تتجسد فكرته على الأرض. وهو ما يؤكد أن أصحاب الأفكار النبيلة يموتون غير أن أفكارهم تظل على قيد الحياة.
فلينتظر رجال الاقتصاد والسياسة نتائج المؤتمر الاقتصادية، أما أنا فقد قرأت فيه شيئا آخر. كان بالفعل تظاهرة حب حقيقية لمصر والمصريين، من الحكام والملوك والرؤساء العرب وعدد كبير من رؤساء العالم ومبعوثيه. كما قرأت فيه نهاية تلك التهمة الظالمة التي تمكن الإعلام المضاد من ترويجها في الغرب، بل تمكن لفترة طويلة من إقناع الأميركان بأن مصر تحكمها حكومة انقلابية. الآن فقط أستطيع أن أقول إن العالم كله يعترف بأن الشعب المصري هو الذي تخلص من حكومة جماعة الإخوان، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يأت به انقلاب دبّر بليل، بل جاء به الشعب المصري في ظروف بالغة الخطورة والتعقيد، وأن الحكم في مصر ليس عسكريا بحال من الأحوال. عدد قليل للغاية من المصريين، وأنا منهم بحكم السن، هم فقط من يعرف الحكم العسكري ويستطيعون أن يحدثوك عنه؛ لأنهم عاشوا في ظله من قبل. لقد استمعت باهتمام للكلمتين اللتين ألقاهما جون كيري وزير خارجية أميركا. وأستطيع من خلال كلماته وطريقة إلقائه أن أقول إنه كان صادقا ومتحمسا، وهو ما يجعلني أتوقع تغيرا حقيقيا في موقف الحكومة الأميركية من مصر. كنا في مصر بالفعل في حاجة لهذا المؤتمر لندرك كم هي مصر مهمة عند حكام العالم الطبيعيين. في ظروف معينة تتسم بالسوء والرداءة، يكون الإنسان في حاجة ليكتشف أن عددا كبيرا من الآخرين يحبونه وعلى استعداد لمساعدته.
لنترك المؤتمر لرجال السياسة ورجال الأعمال بعد أن امتلأت قلوبنا جميعا بالطمأنينة. ولنعد إلى أماكن خدمتنا في حراسة ما نملكه، وهو بلادنا وأرضنا وأرواحنا. ترى.. ما هو رد فعل نجاح هذا المؤتمر على السيد المستشار علي يونسي في «الإمبراطورية» الإيرانية. ترى بماذا سيشير على السيد حسن روحاني بهذا الخصوص..؟
إن قيام أفراد من الحرس الثوري الإيراني بتدريب أفراد من الحوثيين على القتال يعني شيئا واحدا، هو أن «الإمبراطورية» تعدّهم للقيام - في وقت قريب - بأعمال تخريبية على الحدود السعودية. سيكون الحوثيون أمام العالم كله هم المسؤولين عنها. هذا هو ما سيقوله النظام الإيراني بالطبع. هناك ما يسمى «قوة الحياة».. هناك قوة للحياة نعجز عن الإمساك بها، غير أننا ندرك وجودها. وهذه القوة تعمل على التخلص من كل هؤلاء الذين يمشون عكس اتجاه الحضارة والتاريخ. هؤلاء الذين لا يحلمون إلا بشيء واحد هو أن يسببوا الأذى لجيرانهم وللعالم كله. هذا العصر ليس عصر الإمبراطوريات، إنه عصر حقوق الإنسان الفرد. إنه عصر الدولة التي تعيش في سلام ووئام مع كل جيرانها. الإمبراطور الوحيد هذه الأيام هو المواطن الفرد وحقوقه التي تحميها الدولة.
نقلا عن الشرق الاوسط
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع