د\ماريان جرجس
انا ملك الارض والسماء انا سيد الحياه والفناء
انا أسر النفوس والاهواء بمتاريس النُحاس على مملكتى ماشاء
انا مُلك يمينى الحكم والحياه والسلطان مهما اعتد فى عمرها الملوان
انا اسكن فى الانين والان واقطن فى الغد بلا أوان
كانت هى تلك الكلماتك ...كلماته التى ترجرجت بها ربوع المملكه فصرخت باصدائها خارجها تهرول بسرعه الصوت متمرده على قوانين فيزياء الارض ..فهاج وماج البحر فكادت الامواج ترتطم بعنان السماء ولمعت عينيه متطلعا فى الواحد والعشرين من جنوده وفى يمينهم خناجر الغدر لكل شاه مسُاقه للذبح وسط العويل والبكاء والصراخ وسط الانين والحنين للامان الذى لم يكن له اى مكان فى تلك الدقيقه من الزمان ..وسط الهم والغم والم النفس البشريه والنظرات الراجيه الذليله .
ولكن امواج البحر ماكانت منذ الازليه الا ولتقلب السكون جنونا والجنون سكونا فاحدق شديدا فى المشهد وصرخ صراخا رهيبا ! مناجيا اطراف مملكته ..مناجيا كل ربوعها المظلمه وكأن المشهد انقلب كما تنقلب صوره الانسان فى عين نفسه فى المرأه اوكأن المشهد هكذا كان منذ البدايه ! فالفريقين وكأنهم- فى عنيه- تبادلا الاماكن فالذابح هو المذبوح والمذبوح هو الذابح ولكن كيف؟! ولم يحرك للمشهد اى ساكن ولا فى طرفه عين بشريه فكعادته يحدق كثيرا ويراقب الاكثر ويتابع الاكثر والاكثر ويتعجب الاكثر والاكثر والاكثر ولكنه لا يفهم ..
وفى وسط الحيره وتناحر الاسئله بداخله جاءت جيوش النور والتفت حوله قائله فى صوت واحد
حقا المشهد يتغير هنا وليس كما كان هناك ..واشاروا باصابعهم نحو الكره الزرقاء
فاحتد غضبه اكثر وقال ..على العكس تماما فهنا هو بدايه الخليقه ومهتدى القصه والروايه ..هنا ادم عرف اول مملكتى وهنا غرست النفس البسريه جذورا لها ...مهما كان الكون الاوسع فجذور النفس البشريه فى مملكتى هنا ادم وحواء عرفوا حلاوه الحياه المعسوله
ولكن جيوش النور لم تنطق ببنت شفه ولكن اشارت بعيونهم الى زياده جنوده فى الالم والصراخ والعويل وهم راكعون فى ذل وهوان يتمنون دقيقه واحده ولكن هيهات فمن يعض انامل الندم يعترف اعترافا صريحا للوقت بانه صريعه المهزوم بلا شك
فيتساقطون واحد تلو الاخر فى بحيره ملتهبه بالالام او الاحزان او حتى النيران ؟!
وذهب الفريق الاخر مع جيوش النور بعلامه جرح غائر عند الرقبه تحت عظمه الترقوه فى سعاده وسلام وهدوء لايوصف
وصرخ خاتم الكمال صراخا شديد الرصانه وكادت النار تأكل نفسها حتى وقفت جيوش النور قبل ان تنطلق من حضرته وقالت
متاريسك النُحاس تلك كسرها مخلص الانسان بدمه وهى الروايه التى لن تستطيع فهمها مها تبدل الزمان والاوان منذ الازل والى ملئ الزمان
متاريسك النُحاس المكسوره ستظل علامه ..اغلى علامه حب حفرها دم ابن الانسان والى اخر يوم فى عمر تلك الكره البعيده .
وانطلقت جيوش النور والواحد وعشرين جندى من جنود الرب واكلت النار ذاتها بصراخ شديد
وبقى صوتا خافتا متردد فى خلفيه المشهد قائلا
"أنت الكروب المنبسط المظلل.. أنت خاتم الكمال، ملآن حكمة وكامل الجمال...."،
حز 28 : 14