بقلم - أماني موسى
منذ أن أندلعت أزمة دير وادي الريان بالفيوم، والمفاجئات تتوالى، لتجعلك في حالة من الدهشة والألم بذات الوقت، حيث تجد رهبان تخلوا عن قلاليلهم وصلاتهم ليقفوا أمام بلدوزرات المقاولين لمنع شق الطريق المتفق عليه بين الدولة والكنيسة.
ولنا في ذلك عدة ملاحظات:
أولاً: الراهب هو شخص مات عن العالم بإرادته وأختار الدير للابتعاد عن العالم ومشاغله والدخول في خلوة طويلة الأمد مع الله حتى يقدر له أن يسترد روحه ليعود لموطنه الأصلي وهو السماء، فكيف لراهب مات عن العالم أن ينشغل بطريق وبفدان زيادة هنا أو هناك؟
ثانيًا: من أهم شروط وأساسيات الحياة الرهبانية التي وضعها الأنبا أنطونيوس أبو الرهبان في العالم والأنبا باخوميوس أب الشركة في العالم، هي الطاعة للقائد الروحي، الفقر الاختياري، الموت عن العالم، وبالنظر لموقف رهبان دير وادي الريان تجد أنهم تخلوا طواعية ربما عن قصد أو بدون، عن تلك المبادئ والأسس الثلاث، حيث تخلوا عن طاعتهم للقائد الروحي الممثل في رأس الكنيسة البابا تواضروس الثاني، كما تخلوا عن الفقر الاختياري، واختاروا التوسع الأفقي بفي العالم بدلاً من التوسع الرأسي المتجه نحو السماء، كما أنهم لم يموتوا عن العالم بل يموتوا لأجل العالم وفدادينه وأراضيه.
مشهد الرهبان أمام البلدوزر يتناسب بالأكثر مع ناشط أو ثائر أو عاطل بميدان التحرير، لكنه لا يتناسب إطلاقًا مع قدسية الزي الكهنوتي والعباءة السودا.
أعزائنا الرهبان: عودوا لصلاتكم وقلاياتكم، أعزائنا الإعلاميين: كفوا عن النفخ بالنار، أعزائنا النشطاء: كفوا عن المتاجرة بأس شيء وكل شيء لأجل حفنة أموال أو شهرة.