الأقباط متحدون - البابا شنودة والسادات ومبارك.. صدام السياسة والصلاة (تقرير)
أخر تحديث ١٠:٠٤ | الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥ | ٨برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البابا شنودة والسادات ومبارك.. صدام السياسة والصلاة (تقرير)

البابا شنودة والسادات ومبارك
البابا شنودة والسادات ومبارك

البابا شنودة تصادم مع السادات.. وواجه مبارك بالاعتكاف

البابا قاطع إسرائيل ورفض السفر مع السادات

السادات اعتقل البابا في ديره.. وأفرج عنه مبارك بعد أربعة سنوات


كتب – نعيم يوسف
خلاصة التجربة
"كله للخير.. مسيرها تنتهي.. ربنا موجود" ثلاثة كلمات تركها مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، كانت عبارة عن خلاصة تجاربه في التعامل مع المشاكل، التي تعرض لها، خلال فترة حبريته في رئاسة الكنيسة المصرية التي شهدت تعاقب رئيسان على مصر وهما "السادات" و"مبارك".

صعود البابا والرئيس
تزامن صعود الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، مع تولى البابا شنودة رئاسة الكنيسة القبطية، وذلك في عام 1971، وشهدت فترة السادات حملة اعتقالات واسعة ضد ما عرف وقتها باسم "مراكز القوى الناصرية"، إلا أن الكنيسة وأقباطها لم يشكلوا خطرا كبيرا عليه، لعدم طموحهم في الحكم، ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلا، فسرعان ما اتخذ أخطر قراراته التي كانت سببا في اغتياله، وانتشار الفكر "البدوي" في المجتمع، حتى الآن وهو إطلاق يد التيارات الإسلامية لمحاصرة التيارات الشيوعية واليسارية، ولكنها لم تستهدف هذه التيارات فقط بل أشعلت نار الفتنة في المجتمع، الأمر الذي لم يصمت عنه البابا شنودة، واستمرت الأزمة في التصاعد بين الطرفين حتى انتهت بتحديد إقامة البابا شنودة في ديره، واغتيال السادات على أيدي من أطلق أنيابهم تنهش في المجتمع.

الصدام السياسي مع السادات
العامل السياسي كان حاسما في تصعيد الأزمة بين الطرفين، فأولا رفض البابا اتفاقية السلام مع إسرائيل، وأعلن رفض دعوة الرئيس بالذهاب معه إلى الكنيست الإسرائيلي، بل وذهب أبعد من ذلك عندما قرر منع الأقباط من زيارة القدس، حتى لا يتعاملوا مع إسرائيل، الأمر الذي وضع حالة عدائية مع "السادات"، ومن الأمور الأخرى التي زادت من حدة الأزمة هو تنظيم أقباط المهجر في الولايات المتحدة الأمريكية مظاهرة بالتزامن مع زيارة السادات لأمريكا رافعين لافتات بأن ما يحدث للأقباط في مصر هو "اضطهاد" الأمر الذي أحرج السادات جدا، وطلب الاتصال بالبابا لمنعهم من ذلك، فنفذ البابا طلبه إلا أنه تأخر فيه، ما اعتبره السادات تحديا من البطريرك، فصدر قرارا من الأمن بتوقف اللقاء الأسبوعي الذي يعقده البابا، ما رد عليه البابا في رسالة العيد التي وزعت على كل الكنائس بأن وقف الاجتماع الأسبوعي كان ردا على "احتجاجا على اضطهاد الأقباط في مصر".

انتهاء الأزمة.. باغتيال السادات
انتهت الأزمة بين الطرفين بتحديد إقامة البابا، وسحب القرار الجمهوري بتعيينه رأسا للكنيسة، واغتيال السادات على أيدي من أطلق أنيابهم تنهش في لحم المجتمع، حيث أصدر السادات قرارا في عام 1981 بتحديد إقامة البابا في إلي دير الأنبا بيشوي، واعتقال ثمانية أساقفة، وسحب القرار الجمهوري بتعيينه بطريركا للكنيسة القبطية، ويفسر البعض تحديد إقامة البابا بدلا من اعتقاله ضمن 1531 شخصية عامة بأنه تجنبا لردة فعل الأقباط الغاضبة.

البابا شنودة.. ومبارك
بعد تولى حسني مبارك رئاسة الجمهورية في عام 1981 تباطأ في الإفراج عن البابا أربعة سنوات على الرغم من إفراجه عن جميع الذين اعتقلوا معه بعد أربعون يوما فقط من إمساكه بزمام الحكم، إلا أن فترة حكمه كانت أقل تصادما بين الطرفين، لدرجة أن البابا رفض الخروج ضده في مظاهرات ثورة الخامس والعشرون من يناير إلا أن الشباب القبطي رفض طلب البابا وواصل مسيرته بين صفوف الجماهير التي أطاحت بمبارك.

الاعتكاف.. السلاح الروحي للبابا
تعامل البابا خلال فترة حكم مبارك مع الأزمات مستخدما سلاح "الاعتكاف" الذي بدأه في عصر السادات عندما قرر وإلغاء احتفالات عيد القيامة عام 1980اعتراضا على الوضع السيئ للأقباط فى هذا التوقيت، كما قام البابا خلال فترة حبريته بسبعة "اعتكافات احتجاجية" خلال حوالي مائة فتنة طائفية –حسب ما أوردته مجلة صباح الخير-.

أبرز الاعتكافات
من أبرز الأزمات الطائفية التي قرر فيها البابا الاعتكاف خلال فترة حكم "مبارك" كان حزنا على أحداث نجع حمادي التى راح ضحيتها سبعة منهم 6 أقباط ومسلم واحد في حادث بشع، يوم ليلة عيد الميلاد، وعندما تصاعدت أزمة السيدة وفاء قسطنطين، واحتجاز قوات الأمن لها بحجة إشهار إسلامها، وأدرك البابا أنهم يتلاعبون بمشاعر الأقباط فأعلن الاعتكاف الذي انتهى بظهورها بعد تدخل رئاسي من مبارك، وكان أخر اعتكاف له عقب أحداث كنيسة القديسين التي راح ضحيتها 21 قتيلا و79 مصابا، حيث أعلنت الكنيسة عن صلاة "قداسات الغضب" في الإسكندرية، وإلغاء احتفالات أعياد الميلاد المقرر لها يوم 7 يناير رغم طباعة الدعوات الخاصة بكبار المسئولين والأقباط، ودخل في اعتكاف إلى أن جاءت الثورة، التي أطاحت بمبارك، وبعد حوالي عام انتقل البابا في السابع عشر من مارس عام 2012.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter