لطي٠شاكر
منذ نشأة المسيØية استخدم المسيØيون علامة الصليب ... هذه Øقيقة يؤكدها جميع العلماء والباØثين ..Ùعلامة الصليب تراث تقليدى يتغلغل ÙÙ‰ Øياة المؤمنين بتسليم رسولى
وتعلم الكنيسة أبناءها المؤمنين أن يرسموا علامة الصليب على ذواتهم عند بدء الصلوات ÙˆÙÙ‰ ختامها . عند النوم ÙˆØال اليقظة . ÙÙ‰ دخولهم إلى بيوتهم وخروجهم منها . ÙÙ‰ أكلهم وشربهم . عند بدء كل عمل ØŒ وعند ارتداء ثيابهم .. وبالجملة Ùإن علامة الصليب تتخلل Øياتهم اليومية .. لقد صاØبت كل عمل دينى أو دنيوى ÙÙ‰ Øياة المسيØÙ‰ من اليقظة ÙÙ‰ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Øتى رقاد النوم ÙÙ‰ الليل..
ÙˆØين يرسم المؤمنون الصليب على جباههم ØŒ أو Øين يرسمه الكهنة على المؤمنين أو على أوانى الكنيسة يذكرون كل المعانى التى تشتمل عليها الديانة المسيØية
وإعلانا لإيمانهم المسيØÙ‰ واÙتخارا بصليب ربنا يسوع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°Ù‰ به تم Ùداؤنا وخلاصنا وانÙصالنا عن الشيطان والعالم ØŒ وانطلاقنا من أسر اجØيم وعبودية إبليس " أما أنا ÙØاشا لى أن Ø£Ùتخر إلا بصليب ربنا يسوع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°Ù‰ به صلب العالم لى وأنا صلبت للعالم " ( غلاطية 6 : 14 ) .
Ùيذكرون عمل Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ùادى وخلاصه العظيم ØŒ وجميع البركات الخلاصية النابعة من الصليب .. ويذكرون أنهم ليسوا بعد لأنÙسهم ØŒ بل للذى مات لأجلهم وقام ( 2 كو 5 : 15 ) .. ويذكرون أنهم اشتروا . بدم ثمين ØŒ Ùعليهم أن يمجدوا الله ÙÙ‰ أرواØهم ÙˆÙÙ‰ أجسادهم التى هى له ( 1 كو 6 : 20 ) .. وعندما يذكرون تلك المعانى تضطرم Ùيهم Ù…Øبة الله ØŒ ويزدادون تعلقا به ورجاء Ùيه
وليبرهنوا على تبعيتهم Ù„Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ÙˆØ¨ .. Ùالصليب هو العلامة المميزة للمؤمنين Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ØŒ المنضمين تØت لوائه ØŒ لأنه علامة مخلصهم.
والكنيسة القبطية تعيد للصليب المقدس مرتين، الأولى ÙÙŠ 17 توت والأخرى ÙÙŠ 10 برمهات والعيد الأول هو عيد ظهوره على يد الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين سنة 326Ù… والذي أعد كل شئ لكي تنتقل والدته إلى أورشليم باØثة عن مكان القبر المقدس، وقد بØثت كثيراً عنه وعثرت عليه بمعونة الله بعد أن ضيقت على شيخ يهودي بالتعب والجوع ..
ويذكر المؤرخ الكنسي سقراط (380-450Ù…) أن السبب ÙÙŠ اختÙاء المكان هو سبب تغطيته بالتراب على شبه هضبة أقيم Ùوقها هيكل وثني لاله Ùينوس , وقد أمرت الملكة بهدمه ورÙع الأتربة من Ùوقه Ùوجدت ثلاثة صلبان على رمية Øجر من مكان القبر المقدس وقد وجدت صليب الرب وعليه العنوان الذي كتبه بيلاطس وللتأكد اختبرته ÙÙŠ عمل معجزة عجيبة Ùبنت كنيسة أسمتها أورشليم الجديدة (سميت بكنيسة القيامة بعد ذلك) ووضعت Ùيها علامة الصليب.
والجدير بالذكر أن الملكة هيلانة وجدت ÙÙŠ القبر المقدس المسامير التي سÙمرت بها يد المخلص وأرسلتها إلى ابنها الذي ثبت مسماراً منها على الخوذة الملكية التي يخوض بها المعارك هذا ما ÙŠÙسر تقليد الملوك بعد ذلك ÙÙŠ وضع قطعة Øديد على هيئة مسمار ÙÙŠ خوذاتهم وتيجانهم. ومن المعرو٠أن الملك قسطنطين أمر بتوزيع قطع من خشبة الصليب إلى كاÙØ© كنائس العالم وقتئذ، وقد اØتÙظت كنيسة روما بقطعة كبيرة منه.
وقد ظلت خشبة الصليب موجودة ÙÙŠ كنيسة القيامة إلى أن غزا الÙرس الأراضي المقدسة واستولى خسرو الثاني ملك الÙرس سنة 614Ù…. على التابوت الÙضي الذي ÙŠØوي الصليب المقدس وعندما مد Ø£Øد أمراؤه يده إلى التابوت الذي كان يسطع منه نور مضت منه نار ساطعة Ø£Øرقت أصابعه وأمام دهشته قصوا عليه Øقيقة أمره وإنه لا يستطيع أن يمسه إلا المؤمنين وعليه Ùقد Ø£Ùجزل العطاء لشماسين ليØملا هذه القطعة إلى بلاده ثم قتلهما Øتي لايÙشوا سر مكانه.
والصليب سو٠يظهر مرة أخرى ÙÙ‰ السماء كالعلم الذى يتقدم أمام الملك (وليس لكسره كما يقولون !!!) .. ÙˆØينئذ ينظر إليه الذين طعنوه والذين استهزأوا به . وإذ يعرÙونه ( Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ) من الصليب يندمون Øيث لا زمان للتوبة . أما Ù†ØÙ† ÙÙ†Ùتخر بالصليب ونعظمه عابدين الرب الذى أتى وصلب عليه
وصليب Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù‡Ùˆ Ù…Øور المسيØية وقلبها وعمقها .. Øوله يدور كل Ùكر العهد الجديد ØŒ ÙˆÙيه يرتكز كل غنى الإنجيل ومجده .. إنه رمز المسيØية وشعارها ومجدها .. هكذا Ù†Ùهم كلمات القديس بولس الرسول
(1كو18:1)" إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ØŒ وأما عندنا Ù†ØÙ† المخلصين Ùهى قوة الله "
إن الصليب يستمد قوته وكرامته من السيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°Ù‰ علق عليه .. ÙˆØينما نتØدث عن الصليب Ùإنما نشير Øتما إلى موت Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ .. لذا Ùلا غرابة إن رأينا أسÙار العهد الجديد المقدسة تمتلىء بالكلام عن موت Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ¨Ø§Ù„ØªØ§Ù„Ù‰ عن الصليب
ان الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ØŒ وهو الØÙ‚ الأول والأساس ÙÙ‰ الإيمان المسيØÙ‰ .. ولعل كلمات بولس الرسول لمؤمنى كورنثوس تظهر لنا هذا المعنى .. " Ùإننى سلمت إليكم ÙÙ‰ الأول ما قبلته أنا أيضا . إن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ø§Øª من أجل خطايانا Øسب الكتب . وأنه دÙÙ† وانه قام ÙÙ‰ اليوم الثالث Øسب الكتب ( 1 كو 15 : 3 ØŒ 4 ) ..
وبعد ان كان الصليب رمز قديم لوØشية الإنسان صار بالسيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ÙˆØ¨ عليه تجديدا للخليقة الجديدة وذا تأثير Øضارى واسع ÙˆØ§ØµØ¨Ø Ù…ÙˆØ¶Ø¹ الØب الالهي للبشرية Øيث أظهر الله قمة Ù…Øبته لنا Ùبذل ابنه الوØيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الØياة الأبدية (يو 3 : 16)
والمسيØية والصليب أمران متلازمان ØŒ وصنوان لا ÙŠÙترقان .. Ùأينما يرى الصليب مرÙوعا أو معلقا ØŒ يدرك المرء أنه أمام كنيسة Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø£Ùˆ شعب Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ . ولا عجب Ùالصليب هو شعار المسيØية ØŒ بل هو قلبها وعمقها
لقد تأسست المسيØية على أساس الصليب وبالصليب .. ولا نقصد بالصليب قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين ØŒ بل نقصد الرب يسوع الذى علق ومات على الصليب عن Øياة البشر جميعا ØŒ والخلاص الذى أتمه ØŒ وما صØبه من بركات مجانية ØŒ نعم بها البشر قديما ØŒ وما زالوا ينعمون ØŒ ÙˆØتى نهاية الدهر.
والÙكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والمشقة والأØتمال .. للصليب وجهين : وجه يعبر عن الÙØ±Ø ØŒ ووجه يعبر عن الألم . ونقصد بالÙØ±Ø Ù…Ø§ يتصل بقوة قيامة Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆÙ†ØµØ±ØªÙ‡ .. ونقصد بالالم مواجهة الإنسان للضيقات والمشقات ويلزم المؤمن ÙÙ‰ Øياته أن يعيش الوجهين ØŒ ويختبر الØياتين الصليب والقيامة ,الØزن والÙØ±Ø , الالم والمجد.
Ùˆ الصليب بهذه المÙاهيم ØŒ هو Øياته وقوته ÙˆÙضيلته ونصرته .. عليه يبنى إيمانه ØŒ وبقوة من صلب عليه يتشدد وسط الضيقات وما أكثرها .. هذا ما عناه القديس بولس الرسول بقولـه : " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ØŒ الذى من أجل السرور الموضوع أمامه اØتمل الصليب ØŒ مستهينا بالخزى .... ÙتÙكروا ÙÙ‰ الذى اØتمل من الخطاة مقاومة لنÙسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا ÙÙ‰ Ù†Ùوسكم " ( عب 12 : 2 ØŒ 3 )
ملايين المؤمنين ÙÙ‰ انØاء العالم عبر الأجيال Øملوا الصليب بØب ÙˆÙØ±Ø ØŒ وأكملوا مسيرة طريق الجلجثة ØŒ ÙاستØقوا Ø£ÙØ±Ø§Ø Ø§Ù„Ù‚ÙŠØ§Ù…Ø© والانتصار . Ù†ØÙ† نكرز Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…ØµÙ„ÙˆØ¨Ø§ ØŒ لليهود عثرة ولليونانيين جهالة . وأما للمدعوين يهودا ويونانيين ØŒ ÙØ¨Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù‚ÙˆØ© الله ÙˆØكمة الله " ( 1 كو 1 : 23 ØŒ 24 )
كان وسيظل الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ØŒ وهو الØÙ‚ الأول والأساس ÙÙ‰ الإيمان المسيØÙ‰ .
هناك Ù…Ùاهيم كثيرة يمكن ان تدخل تØت عنوان" الكنيسة والصليب "هل هو موضوع يص٠Øقبة من Øياة الكنيسة مضت وانتهت ام هو موضوع الØاضر المعاصر ..ان المعني يشمل الامرين الØاضر والمستقبل علي ضوء الماضي ..وما نعنيه كي٠Øملت الكنيسة الصليب ØŸ كي٠اØبته ÙاØتضنته ..كي٠تعاملت معه ØŸ وكي٠Øملته ØŸ وكي٠تصرÙت ازاء الضيقات وكل قوي الشر التي تصدت لها ÙÙŠ العالم وكي٠علمت ابنائها Øمل الصليب باÙتخار وعدم انكاره ..وكي٠صارت شاهدة للصليب وسط عالم وضع ÙÙŠ الشرير .... اننا من اجلك نمات كل النهار ....ولكننا ÙÙŠ هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي اØبنا ( رو37:8) ويقول بطرس الرسول :لانكم لهذادعيتم Ùان Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§ÙŠØ¶Ø§ تألم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته 1بط21:2
كل عيد صليب وانتم ÙÙŠ بركة المعلق علي الصليب من اجلنا .