مع ضوء النهار يعرف طريقه الذى لم يخطئه منذ 50 عاماً: محل صغير يعرفه كل قاطنى شارع «الطنانى» بإمبابة، هو حسن عبدالرازق، أو كما يناديه زبائنه «عم السيد»، صاحب الـ80 خريفاً، رحلة من النضال خاضها «عبدالرازق»، مع «المكواة» و«السياسة»، فكلاهما شكلا شخصيته، المكواة هى مهنته والسياسة هى الكفاح الذى بدأه فى عهد الملك فاروق واختتمه فى عهد الإخوان: «من أول ما سبت المنصورة وجيت القاهرة فى عهد الملك فاروق، وأنا مهتم بالسياسة، حاربت ضد فساد الملك، وانضميت لجماعة الإخوان المسلمين، ولما قامت ثورة 1952، كلنا كنا معاها وشفناها طوق النجاة للبلد، لكن بعد كده انكشفلى الوجه الحقيقى للإخوان فقطعت علاقتى بيهم من حوالى 50 سنة».
رأى «عبدالرازق» أن الجماعة لا تهتم إلا بمصلحتها، مصلحتها تفوق مصلحة الوطن، فقرر أن يتخلى عنها: «من يومها سبت السياسة كلها ورفضت الانضمام لأى حزب، كل اللى أعرفه دلوقتى إنى بحب مصر والمكواة اللى نارها أهون بكتير من نار الإخوان».
لا يعترف «عبدالرازق» بثورة 25 يناير، ويدافع باستماتة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، لكنه يكتفى بمتابعة الأحداث حوله دون إبداء أى آراء.
يتابع العجوز كرة القدم، يشجع النادى الأهلى، لم يترك مباراة لناديه المفضل إلا وكان فى أول صفوف المشجعين، لكنه بعد ثورة 25 يناير وبسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية توقف عن حضور المباريات واكتفى بمتابعتها عبر تلفاز قديم معلق فى محله.
المكوجى العجوز هو أب لستة أبناء وجد لـ«11 حفيداً» هم البسمة الوحيدة فى حياته بعد رحيل زوجته، ولذا يخاف عليهم: «طول عمرنا بنعارض عشان بلدنا لكن ولا مرة خرّبنا ودمرّنا وحرقنا وقتلنا باسم حب مصر.