الأقباط متحدون - الرب الشافى
أخر تحديث ١٣:٥٨ | الأحد ٢٢ مارس ٢٠١٥ | ١٣برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الرب الشافى

 بقلم نسيم عبيد عوض

إنجيل قداس الأحد الخامس من الصوم الكبير المقدس – المسمى بأحد المخلع - من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ‘ الإصحاح الخامس(1-18) يبدأهكذا:
"1 وبعد هذا كان عيد لليهود، فصعد يسوع إلى أورشليم
2 وفي أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا لها خمسة أروقة
3 في هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، يتوقعون تحريك الماء
4 لأن ملاكا كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك الماء. فمن نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه
5 وكان هناك إنسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة
6 هذا رآه يسوع مضطجعا ، وعلم أن له زمانا كثيرا، فقال له: أتريد أن تبرأ
7 أجابه المريض: يا سيد، ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء. بل بينما أنا آت، ينزل قدامي آخر
8 قال له يسوع: قم. احمل سريرك وامش
9 فحالا برئ الإنسان وحمل سريره ومشى. "
1
باعتيارها حالة شفاء " لأن من أسماء الله
YAHWA RAPHA: الرب الشافي (خروج 15: 26) – "أنا يهوه شافيك" في الجسد والروح. في الجسد يحفظ من الأمراض ويشفي منها، وفي الروح بغفران الخطاي"ا.
أعقبها توبة حسب قول الرب " ها أنت قد برأت .فلا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر."يو5: 14‘ وأساسا لإعلان قوة كلمة الله المحييه والشافيه ‘ والتى بدأت بشفاء ابن خادم الملك (قال له يسوع اذهب ابنك حي فآمن الرجل بالكلمة التى قالها له يسوع وذهب).يو4: 50‘ وهنا بكلمة الله لمريض البركة " قم احمل سريرك وأمش."تمت بمجرد كلمة من السيد المسيح ‘ ولذلك يقال عنه فى القداس الإلهى أقمت الطبيعة بالكلمة ‘ ومنقذ حياتنا من الفساد.).
ويبدأ هذا الفصل بقصة شفاء مريض بركة حسدا‘ وهى من ضمن معجزات الرب التى إنفرد بها القديس يوحنا فى إنجيله المكتوب مسوقا من الروح القدس فى نهاية القرن الأول الميلادى ‘ وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على الثلاثة الأناجيل الأخرى‘ وشفاء هذا المريض الذى ذهب اليه السيد بنفسه ليشفيه بعد مرور ثمانى وثلاثين عاما على مرضه ‘ أى قبل ميلاد المخلص الشافى.

وفى أورشليم وفى عيد الفصح الثانى صعد يسوع ليحتفل معهم بالعيد كوصية لكل بنى إسرائيل ‘ وعند باب الضأن وهو الباب الموجود على سور أورشليم من جهة الشرق وقريبا من الهيكل (نح3: 1) المخصص لدخول الذبائح الى بيت الرب‘ وكانت هناك أيضا بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا – بتسدا – ويعنى اسمها بيت الرحمة بسبب شفاء المرضى بها‘ وتعتبر مصحة علاجية للمرضى ‘ ويلجأ اليها كل مريض لأنه كما قال الإنجيل عنها  "فى هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم يتوقعون تحريك الماء. لأن ملاكا كان ينزل أحيانا فى البركة ويحرك الماء ‘ فمن نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أى مرض اعتراه."(3و4)‘ وقد إختار الرب هذا المريض من ثمانى وثلاثين سنة وذهب اليه وسأله "هل تريد أن تبرأ " وقال له يسوع قم احمل سريرك وامش. فحالا برئ الإنسان وحمل سريره ومشى."يو5: 5.
 
يبدأ فصل الإنجيل ب" بعد هذا" لأنه يجول يصنع خيرا  وليعرفنا الكتاب بعد صنع معجزات هذه عددها ‘ فبعد معجزة عرس قانا الجليل بتحويل الماء الى خمر يو2‘ وشفاء ابن خادم الملك بكلمة منه ‘فالله لا يتوقف عن صنع الشفاء للمرضى‘وهو الذى قال عنه الكتاب: 
فى مز 12 : 5" من شقاء المساكين وتنهد البائسين الآن أقوم يقول الرب." ومز 20 " يستجيب لك الرب فى يوم الضيق ...وهو الذى يعرف نفسه بأنه " أنا هو الراعى الصالح .والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف ." يو10: 11‘ وقالت النبوة عنه " روح السيد الرب علي لأن الرب مسحنى لأبشر المساكين ‘أرسلنى لأعصب منكسرى القلوب لأنادى للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق." أش61: 1‘ونبوة إشعياء" حينئذ تتفتح عيون العمى وآذان الصم تتفتح . حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الخرس لانه قد انفجرت فى البرية مياه وانهار فى القفر."اش35: 5و6‘وهذه من علامات مجيئ المسيا ‘  وهو الذى قال عنه الكتاب أيضا "وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم فى مجامعها. ويكرز ببشارة الملكوت. ويشفى كل مرض وكل ضعف فى الشعب." مت9: 35.  
 
فقال له أتريد ان تبرأ ؟ .. وقد سبق ان قالها الرب لأورشليم كلها ولم ترد أن تبرأ" يا أورشليم يا أورشليم ياقاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين اليها .كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا."مت23: 27‘ وقالها للشاب الغنى الذى جاء ليسأله ماذا يفعل ليرث الحياة الأبدية فقال له الرب بع كل مالك ووزعه على الفقراء فيكون لك كنز فى السماء ‘وتعال واتبعنى .فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا .لأنه كان ذا أموال كثيرة." مت19 ولم يرد ان يبرأ‘ فالأنبياء منذ القديم يتطلعون الى هذا اليوم لمجيئ المسيا ‘ ولكن الله يحترم إرادة الإنسان قبل كل شيئ ‘ وهناك البعض الذين لا يريدون أن يبرأوا من الخطية – شفاء المرض شيئ يسير عند الله ‘وهو الذى قال فى شفاء المفلوج " أيما أيسر ان يقال مغفورة لك خطاياك .او ان يقال قم وأمش. لكن لكى تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا حينئذ قال للمفلوج .قم احمل فراشك واذهب الى بيتك."مت 9. 
كان عظيما ان يسأل الرب المريض أتريد أن تبرأ ؟ أى هل لازالت لك إرادة الشفاء والحياة الأفضل ‘ لأن إرادة استعادت الحياة بلا خطية هى الإرادة القوية بمعونة الله ‘ لأن برء الجسد متوقف على توبة هذاالإنسان وبراءته من الخطية‘ ولذلك كان القصد الإلهى فى قول الرب واضحا للرجل بعد شفائه عندما قابله فيما بعد" ها أنت قد برأت فلا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر." .

إذا كان الله لا ييأس من خلاص الخاطئ وتوبته ‘ فلا يجب على الإنسان ان لا ييأس من رحمة الله رب الحياة. ويفسر لنا القديس بولس الرسول ان أخطر مشكلة أدبية وأخلاقية وروحية تواجه الإنسان فى الحياة هو إرادة الإنسان فى الصراع بين الخير والشر داخله أى فى صراعه مع الخطية‘فالانسان الطبيعى فى عراكه مع الخير والشر يشعر بوجود ناموسيين داخله ‘ناموس الخطية المسيطرة على الجسد بأعضائه وحواسه ‘ وناموس الخير والصلاح المسيطر على عقله الروحى وضميره الحي ‘وإرادة الإنسان فى الإنجذاب نحو الرب يسوع هى النصرة ‘ لأنه فيه الناموس الثالث الذى هو أعلى وأكثر قوة وسيطرة على التغلب على أمراض البشر الجسدية والروحية ‘ ناموس روح الحياة ‘ فهو يقول أتيت ليكون لكم حياة أفضلأ وأخلص ماقد هلك‘ وهذا ماقاله بولس الرسول" لأن ناموس روح الحياة فى المسيح يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت." رو8: 2.
 
قال له يسوع قم .. صدرت كلمة الحياة – قم – من رب الحياة والرحمة وينبوعها الدائم ‘ مجانا وبلا وسيط ‘ حركت عضلات الرجل الضامرة فدبت فيها الحياة ‘ ووثب واقفا يحمل سريره ويمشى الى بيته ‘ والرجل لم يكن يعرف من المتكلم وشخص الذى بكلمة شفاه‘ ولكن الله الكلمة الذى طبيعته يجول يصنع خيرا ‘ ويشفى كل مرض وضعف فى الشعب‘ فهو القائل" الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة."يو6: 63 ‘ وأيضا" تأتى ساعةوهى الآن حين يسمع الأموات (الخطاة) صوت ابن الله والسامعون يحيون." يو5: 25.
 
ها أنت قد برئت. فلا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر.. عودة الإنسان للخطية بعد شفائه منها ‘ وبعد ميلاده الثانى شيئ لا يريده لنا الله ‘ كقول بولس الرسول" لأن أرضا قد شربت المطر الآتى عليها مرارا كثيرة وأنتجت عشبا صالحا للذين فلحت من أجلهم تنال بركة من الله. ولكن إن أخرجت شوكا وحسكا فهى مرفوضه وقريبة من اللعنة التى نهايتها للحريق." عب6: 7و8‘وأيضا "إن أخطأنا بإختيارنا بعد ما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة مخيف." عب10: 26.
 
الهنا الصالح يعطينا الإرادة القوية أن نعيش فى حياة طاهرة ‘وتوبة صادقة وفى صلاة  وصوم وبأعمال الرحمة‘ ينقى قلوبنا ويقوى عزمنا على التمسك بيد الله القوية الممدودة لنا دائما بالخلاص. ولإلهنا المجد الدائم الى الأبد أمين. 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter