الأقباط متحدون - حواديت «جو»: «خطأ حكومي جعله مخرجًا عالميًا» (ح 1)
أخر تحديث ٠٦:٠٨ | الأحد ٢٢ مارس ٢٠١٥ | ١٣برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حواديت «جو»: «خطأ حكومي جعله مخرجًا عالميًا» (ح 1)

يوسف شاهين
يوسف شاهين
ربما كانت أخطاء المصالح الحكومية المصرية كارثية في كثير من الأحيان، وكثيرا ما يتحملها المواطن، ويظل يلقي بلعناته على الساعة التي احتاج فيها أن يتعامل مع تلك المصالح، إلا أن المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين ليس ضمن هؤلاء، فلولا خطأ حكوميًا لما أصبح مخرجًا من الأساس.
 
بعد حصوله على الثانوية العامة من كلية فيكتوريا، قضى «شاهين» عامًا واحدًا في جامعة الإسكندرية، قبل أن يستطيع إقناع والديه بإرساله إلى هوليوود ليطارد حلمه الأكبر وشغفه بالتمثيل والإخراج.
 
وبالفعل سافر «شاهين» إلى لوس أنجلوس، حيث التحق بمعهد «باسادينا»، إلا أن دراسته في المعهد كادت أن تنتهي نهاية مآساوية قبل تخرجه منه بشهرين فقط.
 
 
«أنا كنت تقريبًا هرجع، خلاص والدي حط كل اللي قدر عليه وقال لي إرجع، وحتى ودعت أصحابي، والأساتذة كانوا هيطقوا لأنهم كانوا منتظرين إن أنا هوصل على الأقل لمستوى كويس، مستوى مكنوش وصلوله يعني إن طالب بياخد Straight A أو حاجة كدة»، هكذا يروي «شاهين»، في فيلم وثائقي بعنوان «حدوتة شاهين» بداية المشكلة التي تعرض لها في قِبلة السينما العالمية.
 
وتابع: «كانوا زعلانين إلى حد إن واحدة منهم ماكنتش عايزة تكلمني، بتقولي أعمل أي حاجة، قولتلها طيب أعمل أي حاجة إيه؟ الامتحانات صعبة، افرضي اشتغلت جرسون بليل أنا معنديش مانع، أغسل أطباق معنديش مانع، ما أنا عاوز أدرس، أهم حاجة إنه أنا أدرس، بس حقيقي مكنش فيه وقت، وطلبين مني إن أتفرج على كذا حاجة».
 
 
أعد «شاهين» حقيبته واستعد للرحيل تاركًا خلفه آماله وأحلامه، عائدًا بخفي حنين لا شهادة ولا مال: «وقفت قدام صندوق البوسطة لقيت حاجة بامبي كدة، بفتحها لقيت الشيك نفسه، ووراه شيك تاني، ده عشان الكتب، عمرها ما حصلتلي، هو كان شيك أعمى كان بيجيلي بـ60 عافية، قلت الله، الراجل (والده المحامي أديب شاهين) عمل له خبطة كويسة، لازم جتله قضايا كبيرة أو أي حاجة، فطبعًا خبطه في جيبي وكملت ورجعت قلت لهم أنا هكمل».
 
مر الشهر قبل الأخير للطالب يوسف شاهين بفضل الشيكين، وعاد إلى دراسته، وفي الشهر الأخير، تكرر الموقف: «الشهر اللي واره، لقيت برضه الشيك، وشيك تاني وراه المرة دي للملابس، قلت الله دول خايفين على أوي، المرة دي إيه اللي حصل؟».
 
 
لم يكتشف «شاهين» سر الشيكات الإضافية، حتى مرت سنوات طويلة. وفي أحد الأيام بعد تلك السنوات، استدعت وزارة التعليم العالي يوسف شاهين، الذي أصبح مخرجًا محترفًا، لتفجر له مفاجأة لم يتوقعها: «كنت بعمل ابن النيل سنة 1951، قالولي أنت عليك 700 جنيه، قلت لهم بتوع إيه؟ قالوا أصل حصلت غلطة».

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter