الثلاثاء ٢٤ مارس ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
انفجار القنبلة
بقلم:مينا ملاك عازر
ليست عجيبة ولا غريبة، ليست جديدة وإنما كدنا أن نعتادها، أن نسمع أن قنبلة انفجرت في من كانوا يزرعونها، ورغم أنها ليست مفاجأة وأنها انتشرت وصارت شبه معتادة إلا أن اعتيادنا لها صار دافعاً لي أكثر من عدم اعتيادنا عليها لأفكر فيها، هل أشمت؟ هل نشمت جميعاً في هؤلاء الذين أرادوا صيدنا فاصطادوا أنفسهم؟ هل نقل لهم نشنت يا ناصح أم لا نشمت.
إن جئت للحق أن انفجار القنبلة لم ينتج عن مهارة أجهزة الأمن، ولا فراسة المصريين، ولا خبرة من أحد، فلا نستطع أن نقول جه يصيدك صدته، ولا الحاجات إللي زي دي، القنبلة انفجرت في بعض الأحيان بدون مبرر واضح ومن ينجو مصاباً من مثل تلك التفجيرات كالتفجير الأخير يشير إلى أنهم لم يفلحوا في ضبط توقيت التفجير، وفي بعض الأحيان بسبب اهتزاز مفاجئ في العربة التي كانت تقل الإرهابيين وهم متوجهين لتفجير القنبلة أو زرعها.
هؤلاء الذين نالوا ما كانوا يريدون أن يذيقوه للآخرين إما حمقى أو قليلي الخبرة أو قليلي الحظ، أما هؤلاء الذين يفلح الجيش المصري باصطيادهم وهم متوجهين بسيارات مفخخة لتفجيرها فيصطادهم جيشنا بطائرة أباتشي أو يطلق عليها وابل من النيران قرب هدفهم فتنفجر السيارة فلا يمكن إلا أن نقل، أن بسالة رجال الجيش لها الدور البارز، وأن ثمة اختراق في صفوف هؤلاء الإرهابيين يسهم في ضربهم مبكراً، وفي كل الأحوال فنحن نثمن جهود رجال الجيش، ونثمن أيضاً قلة خبرة الإرهابيين الذين يسقطون بنيرانهم الصديقة.
ولكون هدفي ومقصدي من المقال منصب على هؤلاء الهواة الذين يسقطون بنيرانهم فأود أن أركز على نقطة هامة، أن في أحدث تلك الحالات، قد داهمت قوة شرطة لمنزل الإرهابيين ولم تجد سلاحاً ولا متفجرات بعكس الخلايا الأخرى، وهذا لا يعني إلا أنهم حقاً هواة وجدد في الكار كار التفجير أو أنهم حويطين أو أن هناك من يمدهم بالقنابل والسلاح على كل الأحوال لا جدال أن هؤلاء من المغرر بهم وليسوا من كبار الرؤوس الذين يوجهون بل يُوَجَّهوا، وعلينا البحث في من وجههم وبأي طريقة وعلى من كانوا يترددون لا جدال أن رجال الشرطة يعرفون عملهم هذا جيداً، ويدركون أنه من المهم أن يجتثوا جذور الخلية كاملة حتى لا تقوم بأعمال أخرى.
وأخيراً، يبقى السؤال، هل نشمت في هؤلاء؟ لا أظن فهؤلاء كانوا أقل خطراً وكان يمكن استدراجهم في صف مصر لولا تقصير إعلامي وتعليمي، فهم هواة غير محترفو الإرهاب والإجرام لكن تركيزنا على الكبار وهو تركيز غير محكم بدليل أنهم ربوا هؤلاء، أفشلنا في أن ننقذ هؤلاء المغرر بهم والمنفجر بهم القنابل وهم عازمون على زرعها وتفجيرها؟ فهل نستفيق ونستدرك الخطأ خاصةً وأن معظمهن بسطاء قليلي الثقافة، ومنعدمي التعليم أم نبقى نهرول وراء هدف يجدر بنا السعي وراءه، لكن يجدر بنا أيضاً الاهتمام بمثل هؤلاء المضحوك عليهم والجداد في الكار.