بقلم : جرجس وهيب
تابعت بمنتهي الحزن والاستياء والآسي حلقة برنامج العاشرة مساء بقناة دريم والتي استمرت حتي فجر يوم الاثنين الماضي والتي تناولت قضية ما يعرف بدير
وادي الريان وشعرت بحزن عميق من وجود اثنين من يرتدون ملابس الآباء الرهبان وهما بعيدين كل البعد عن مبادئ وبديهيات الرهبنة في الكنيسة الأرثوذكسية والتي أسسها القديس العظيم الأنبا انطونيوس أب الرهبان وشعرت بحزن عميق
وأننا أمام نوع جديد من الرهبنة لم اعتاد عليه من قبل وكان حزني العميق ومعي الكثيرين ليس فقط علي وصول مشكلة الدير لوسائل الإعلام وإنما لأنني احد الذين تربوا بديري الأنبا بولا والأنبا انطونيوس ببوش مقر ديري الأنبا بولا والأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر بحكم عمل والدي في دير الأنبا بولا لمدة تزيد عن 30 عام تعاملت خلالها وتقابلت وجلست مع المئات من الإباء الرهبان وتعرفت عن قرب عن حياتهم وكيفية اختيارهم وكيف أن حياة الرهبان قائمة بشكل بديهي علي الطاعة
فانا اعرف نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي منذ أن كان أخ تحت الرهبنة وكذلك الأنبا يوانس أسقف الخدمات وما زالت حتي اليوم أتعامل بشكل يومي مع أباء ديري الأنبا انطونيوس والأنبا بولا وكيف يحيون بكل طاعة لرئاستهم الدينية
فأوجه رسالة لبعض من يرتدون ملابس الرهبنة في دير وادي الريان لا اعرف هل اسميهم رهبان أم طالبي رهبنه أم مغتصبين للرتبة الرهبنة أنا صعقت من احدهم الذي ظهر في برنامج العاشرة مساء ممن يرتدون ملابس الرهبان هو يكذب قداسة البابا تواضروس الثاني ويشكك في قرار المجمع المقدس وان قداسة البابا اخذ القرار دون الرجوع للمجمع المقدس
فهو بذلك ارتكب جرم يستوجب عليه الشلح أذا كان أصلا راهب وكسر ابسط مبادئ الرهبنة القائمة علي الطاعة فجميعنا يتذكر قصة شجرة الطاعة حيث طلب احد المرشدين الروحيين ( لا أتذكر اسمه ) من احد الرهبان الشباب زراعة عود يابس وان يسقيه لمدة طويلة ويسير من اجل ذلك مسافة كبيرة يوميا وهو عود يابس فلم يعترض علي ذلك وكان من نتاج هذه الطاعة الرهبنيه أن ازدهر العود اليابس وتحولت لشجرة مثمرة سميت شجرة الطاعة
فرفض عدد من الموجودين بدير وادي الريان لقرار البابا والتباهي بذلك هو نتيجة طبيعية لعدم خضوع هولاء لاختبارات اختيار الرهبان الطويلة الصعبة فالراهب لكي يترهب لابد أن يوضع تحت الرهبنة لعدة سنوات وقد تصل إلي 10 سنوات يخضع خلالها لمتابعة دقيقة من الأب المرشد الروحي المتابع له وهو في العادة احد شيوخ الرهبان فإذا لم يصلح يطلب منه مغادرة الدير فورا وخلال هذه الفترة يخضع للعديد من الاختبارات في الصلاة والطاعة والتحمل والجوع والعطش فالراهب يجب أن يكون قامة روحية كبيرة حتي يحتمل تجارب عدو الخير أما الإخوة الموجودين في دير وادي الريان لم يخضعوا لهذه التجارب لذلك رسبوا في أول اختبار وتحدو ليس ربيتي الدير ولا الأسقف بل رأس الكنيسة القبطية خليفة مار مرقص قداسة البابا تواضروس الثاني الذي يحظي بمكاناه عالمية ومحلية مرموقة ومع هذا لم يستحي البعض ممن يدعون أنهم رهبان بتكذيبه ورفض قراراته
أوجه رسالة للإخوة في دير الريان ليس كل من يرتدي زى الرهبان يكون راهب فالشياطين لكي يضلوا بعض الإباء القديسين والرهبان ارتدوا ملابس الرهبان يجب أن تتراجعوا عن معارضة قرارات البابا وتعتذروا عن ذلك ولا تدعوا أنكم احرص علي الكنيسة أكثر من قداسة البابا فالرهبنة قائمة علي الطاعة وترك مصير الدير لقداسة البابا يتصرف به بحكمته وبمعاونة المختصين
كما أطالب بعض من يدعون أنهم نشطاء وتدخلوا في المشكلة من اجل إشعالها ومن اجل تصفية حسابات مع قداسة البابا والكنيسة انتم كشفتهم أنفسكم بموقفكم المعارض للبابا فالفترة الحالية لن تكون مثل الفترة التي أعقبت 25 يناير عندما مارس بعض العاطلين وراغبي الشهرة الوصايا علي الدولة والكنيسة أنهم من النشطاء ويجب الخضوع لهم وإلا !! فهذه الأيام ولت ولن تعود للدولة ولا الكنيسة.
وأطالب قداسة البابا نقل الموجودين بوادي الريان إلي عدد من الأديرة والتعامل معهم كأنهم طالبي رهبنه ويتم وضعهم تحت إشراف عدد من شيوخ الرهبان لفرزهم وإعادة رهبنه من يصلح وطرد من لا يصلح فحياة الرهبنة ليست سهلة ولابد أن يكون الراغب فيها مدعوا أولا من الله ثانيا لديه صفات حياة الرهبنة من تواضع وطاعة وقدرة علي التحمل والصبر.