وقرار سياسي خاطئ ... لمخالفة دستورياً
* د. ميشيل فهمي
مع اقتراب عيد القيامة المجيد ، يحرص المسيحيون في جميع أنحاء العالم علي القيام برحلة الحجيج لزيارة المدينة المقدسة ، لأخذ نوال بركة الأماكن التي ولد بها وعاش وصُلِب وقام فيها رب المجد .... وهذا تقليد ديني أُسس منذ فجر التاريخ المسيحي .. ، إلا أقباط مصر الأرثوذكس ، ذلك لصدور قرار ديكتاتوري همايوني بابوي غير مدروس من قداسة البابا شنودة الثالث ، بمنع زيارة الأماكن المقدسة ، وتحريم وتجريم من يٰخالِفٌ هذا القرار ، وإذا نظرنا لأسباب صدور هذا القرار ، نجد أنها لا تستند الي أي سند ديني أو كنسي ولا حتي دستوري ، فهي قد صدرت عن رؤية سياسية مُنْفٓرِدةٌ من قداسة البابا شنودة ضد رغبة وأُمنية ملايين المصريين من رعيته ، ولا يٰعْلم السبب من حيث أن المصريين المسيحيين يجب أن لا يدخلوا مدينة القدس إلا بعد ( تحريرها ! ) مع إخوتهم المصريين المسلمين ،
رغم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تمني علي قداسته أن يسمح لأقباط مصر بالزيارة لأن هذا يُدعِمٌ موقف الفلسطينين ، ورغم أن فصيلة المفتي الشيخ علي جمعة قد زار القدس والأماكن التي تخصه فيها كالجامع الأقصي ، إلا أن البابا شنوده أصر علي موقفه ومُدافِعاً عن قراره بإيقاع أقصي عقوبة كنسية علي من يخالفه ،وهي الحِرمان من التناول في سابقة خطيرة ، حيث أن تلك العقوبة التي تحرم المسيحي من الشركة مع المسيح ، لا تُوٓقعٌ إلا علي من يجدّف علي الروح القدس فقط ، وليس علي من يُخالف قرار سياسي بشري بابوي غير مدروس ، وهذه سابقة خطيرة لا مثيل لها لا في العقيدة ولا في التاريخ الكنسي ، لأن القاصي والداني يعرف أن تحرير القدس يحتاج الي عشرات ومئات السنين ، وعندما تتحرر يُسْمح بزيارتها ؟
ولو نظرنا لهذا القرار من الناحيةالسياسية نجده باطل دستورياً ، لأنه يُحِدٌ من حرية السفر والتنقل للمصريين والتي كفلها لهم الدستور .
رغم هذا نجد أن بابوات الفاتيكان فور إعتلائهم الكرسي البابوي ، يحرصون علي زيارة الأماكن المقدسة ليتأسي بهم رعيتهم ، مثل البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بندكتوس السادس عشر، وأخيراً البابا فرنسيس في حرص باباوات الفاتيكان علي زيارة القدس يشاركهم فيه جميع رؤساء الطوائف والمذاهب المسيحية وشعوبهم ، إلا قداسة البابا شنودة . لماذا ؟ لا يعلم ذلك إلا الله !
وآخر المواقف في هذا الصدد ، هو إصدارا القس ( الكاهن ) وليس ( الإعلامي ) بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة فى تصريحاً لـلصحف : "موقف الكنيسة من زيارة القدس ثابت وهو عدم زيارة القدس إلا مع إخوتنا المصريين، المسلمين وهناك عقوبات كنسية لمن يخالف القرار، وتشمل حرمان كنسى من التناول وصوم وتدريبات روحية ".
رغم أن قداسة البابا تواضروس أصدر موافقة ضمنية علي زيارة القدس لأقباط مصر ، من كِبار السن ، وهذا يعني أن هذا حق فرض لهم في عقيدتهم المسيحية ، لأنه من يُبْعِدني عن المسيح بمنعي من التناول لأني خالفت قرار بشري ؟
بناء علي ما تقدم ،
يا أقباط مصر من المسيحيين ، أدعوكم للتوجه الي زيارة
القدس بكل ما تملكون من أعداد وإمكانيات ، وحققوا أُمنية
عمركم .
لأنه سيتوجه بعد أيام حوالي ٥٠٠٠ مسيحي للقدس لنوال بركة ومشاهدة المعجزة السنوية ، لإنبثاق النــــــــور المقدس ( وليس النار ) من قبر السيد المسيح .
وكل عام والجميع بخير .