الأقباط متحدون - بالصور| التكدير في المدارس.. من عزيزة إلى حلق الشعر
أخر تحديث ١٢:١١ | الاربعاء ٢٥ مارس ٢٠١٥ | ١٦برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بالصور| "التكدير" في المدارس.. من "عزيزة" إلى "حلق الشعر"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يصرخ في وجهه "افتح إيدك" يرفع العصا الخشبية ليضربه مرة ومرات، يحبس الشاب الصغير دموعه خجلًا من زملائه في الصف بعد تعرضه للتأديب بالعصا على يد مدرسه لأنه لم يكمل واجباته المدرسية، هذا المشهد لم يعد يتكرر بنفس الشكل، وأصبحت التجاوزات في العقاب تحدث من بعض المعلمين أو بعض المدراء على طلابهم وقد تسبب موتهم أو تصيبهم بعاهة مستديمة.

- التذنيب:

كان "التذنيب"، ولصق الوجه بالحائط، وأحيانًا مع رفع الذراعين لأعلى، هو الأسلوب الأسلم الذي اقترب أن يختفي من المدارس، ويعتبر أثره النفسي على الطالب أكبر من الجسدي.

- الطرد من الفصل والحرمان من الحصة:

واعتبره الكثيرون أسلوب عقاب لمخالفات التلاميذ، كأن يحضر الطالب متأخرًا للحصة الدراسية أو أن يرتدي زيًا مخالفًا.

- الضرب بالعصا:

العصا التي ظلَّت لفترة طويلة وحتى الآن هي الأداة الرئيسية لفرض سيطرة المعلم داخل الفصل، "عزيزة" و"لوزة" و"سنية" وغيرها من الأسماء التي أطلقها المعلم على عصاه التي أصبحت مألوفة لجميع تلاميذه، الضرب على باطن الكف عدة ضربات يزيد المدرس عددها بحجم العقاب، وفي أحيان أخرى تستخدم على ظهر كف اليد وهي أشد وجعًا، خصوصًا لو كانت بطرف العصا.

- المد على القدمين "الفلكة":

انتشر هذا العقاب قديمًا مع انتشار الكتاتيب التي كان يجتمع فيها الصغار للحفظ القرآن وتلاوته، والذي يقصِّر في الحفظ منهم كان يُضرب بهذه الطريقة، التي انتقلت إلى المدارس.

- قص الشعر:

من أغرب أنواع العقاب في بلاد كثيرة حول العالم، هو قص شعر الطالب أو الطالبة بالتحديد، وذلك عقاباً على ما ارتكبوه من خطأ، والتي أصحبت عقاب الفتيات في المدراس اللاتي ترفضن ارتداء الحجاب.

- "الشلوت - كف اليد على الوجه والقفا - البونيات":

العنف البدني الذي يخلف وراءه ذكريات نفسية سيئة لكثير من التلاميذ، ووسيلة عقاب غير شرعية، وهو ما يؤدي إلى الآلام وأوجاع تصل إلى الإصابة بعاهة مستديمة أو الموت في بعض الأحيان.

وبين الرفض والقبول لطريقة العقاب في المدارس، كانت آراء بعض أولياء الأمور، حيث قال محمود مصطفى، موظف علاقات عامة بإحدى الجامعات: "والله يا فندم زمان أيام لما كنت أنا في المدرسة اللي خلاني أجيب الدرجات النهائية في الرياضيات والاقتصاد والإحصاء أيام الثانوية العامة كان التعنيف اللي حضرتكم ممكن تكونوا ضده أو معه"، مضيفًا أنه يؤيد التعنيف من المدرس القدوة "ساعتها أنا أودي ابني وأخويا المدرسة وأنا ليا الفخر أن المدرس الفلاني كان بيدرس له".

فيما أبدت "هبة"، أم لطفل في الخامسة من عمره، رفضها قائلة: "والله أنا من ساعة ما عرفت عن الولد اللي لسه ميت وأنا خايفة أوي عشان هقدم لابني السنة دي، "نفسي موضوع الضرب ده يتلغي ولازم يكون في عقاب للي هيستعمل الضرب والله أعصابنا تعبت من كتر الكلام عن العنف".

واعتبر ياسر نبيل، مدرس لغة عربية، أن العقاب سنة الله في الأرض، "ربنا خلق النار والحدود عقاب لازم يكون فيه عقاب مش شرط بالتعنيف"، لكن المدرس الحكيم هو الذي يستطيع أن يتعامل مع طلابه تبعًا لأعمارهم وبيئتهم المختلفة، مضيفًا أن هناك مدرسين يتعاملون مع العقاب بشكل مبالغ فيه، إلا أنه لا ينظر أحد إلى كم الضغوطات التي يتعرض لها المدرس داخل فصله، فهناك تلميذ "مستفز" إذا فشل المدرس في التعامل معه "مش هيعرف يدخل الفصل"، وتساءل ياسر مستنكرًا: "لماذا يسلط الإعلام وأولياء الأمور على رد الفعل من المدرسين ولا يناقشون الفعل من التلاميذ؟"، مؤكدًا أن أخلاق التلاميذ تغيَّرت مثلما تغيَّرت طرق تعامل المدرسين، فاستدعاء أولياء الأمور لا جدوى له.

ومن ناحية أخرى، أوضحت الدكتورة فؤادة هداية، أستاذة علم نفس بجامعة عين شمس ومتخصصة أطفال، أن كلما تتطورت المجتمعات تخلصت من العنف تجاه الأطفال لما له من آثار نفسية تفوق الغرض من العقاب.

وأكد "هداية" أن ما يتعرض له الأطفال في المدارس المصرية هو تفريغ غضب المدرس المضطرب أو الذي يعاني من ضغوطات متمثلة في العدد الهائل للطلاب وضيق الوقت وحياته الاجتماعية أيضًا، بجانب غياب الرقابة على الطفل وحقوقه، وهو ما أدى إلى ما نراه اليوم من موت وإصابة التلاميذ بسبب ما يسمى بأنه عقاب.

وحذرت الطبيبة من أن ما يتعرض له الأطفال يظل عالقًا بنفسيتهم ويكرر الفعل العنيف والإساءة مع الأصغر والأضعف منه مثل زملائه أو الحيوانات ثم أولاده فيما بعد.

ونصحت الطبيبة بضرورة وجود قواعد ونظام يحكم المدرس والتلاميذ داخلها، فعلى وزارة التربية والتعليم الاهتمام بما يُنشر في الكتب عن الأساليب التي تساعد على التعامل مع الطفل في كل مراحله، لأن التعليم لن يتحقق إلا مع التربية التي تعني تقويم السلوك من خلال خدمة نفسية ممنهجة، فالطفل غير السوي نفسيًا هو مواطن غير صالح.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.