قاد وزير الدفاع العراقي اليوم طائرة حربية مقاتلة بنفسه حيث شارك في عمليات قصف مقاتلي تنظيم "داعش" في مدينة تكريت، فيما نفذت طائرات التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي غارات على القصور الرئاسية على بعد 5 كيلومترات من المدينة حيث يتحصن قادة التنظيم.
لندن: أظهرت صور نشرها وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" الخميس واطلعت عليها "إيلاف" الوزير وهو يقود طائرة حربية، وأشار إلى انه يستهدف بذلك مواقع مسلحي تنظيم "داعش" في المدينة، والتي باشرت الطائرات الحربية العراقية والاميركية في قصفها فجر اليوم في بداية الصفحة الأخيرة لتحريرها من سيطرة التنظيم الذي يحتلها منذ حزيران (يونيو) الماضي. وقال الوزير وهو ضابط في الجيش العراقي السابق معلقا على الصور بالإشارة إلى انه يقود الطائرة لقصف مواقع داعش.
وجاء ذلك خلال زيارة قام بها العبيدي صباحًا لإحدى القواعد العسكرية الجوية، للإشراف على تنفيذ الغارات الجوية على مواقع "داعش" في عملية تحرير مدينة تكريت. فقد وصل العبيدي إلى القاعدة الجوية برفقة قائد القوة الجوية الفريق الركن أنور حمد امين "واشرف على تنفيذ الضربات الجوية التي نفذها صقور الجو ضد معاقل داعش في مدينة تكريت والكرمة"، كما قال بيان صحافي لوزارة الدفاع تسلمته "إيلاف".
وأشار إلى ان هذه العمليات هي "استكمال للصفحة الثانية من عمليات "لبيك يا رسول الله" وعملية "الشهيد اللواء الركن نجم السوداني" لتحرير "مدينة تكريت وتطهير مدينة الكرمة من دنس عصابات داعش الإرهابية".
وقبيل ذلك بحث العبيدي مع القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدرالعبادي ومعهما قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن طالب شغاتي صباح الخميس، تنفيذ الخطة المتعلقة بالمرحلة الثانية من القتال في عملية "لبيك يا رسول الله" لتحرير مدينة تكريت منعاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد).
وبالترافق مع ذلك فقد اعلن مسؤولون عراقيون أن طائرات التحالف الدولي والعراق هاجمت مجمع القصور في مدينة تكريت اليوم، حيث يتحصن مقاتلو تنظي"داعش" منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وقد
شن طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أول ضربات له على أهداف التنظيم في تكريت فجرا، لدعم القوات العراقية التي تقاتل إلى جانب قوات الحشد الشعبي للمتطوعين على الأرض.
ويمثل قرار المساندة الجوية لحملة تكريت، أكبر تعاون حتى الآن بين التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والقوات العراقية وقوات الحشد الشعبي فاتحا بذلك صفحة جديدة في الحرب.
وقال العميد تحسين ابراهيم صادق، المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية إن القوات الجوية العراقية وطائرات التحالف شنت غارات جوية استهدفت القصور الرئاسية التي يتخذ قادة ومجموعات الدولة الإسلامية منها مناطق تمركز لهم. واوضح ان الضربات الجوية لطائرات التحالف والعراق استهدفت أجزاء من مجمع القصور الذي يستخدمه المقاتلو "داعش" لتخزين السلاح والذخيرة.
ووزير الدفاع العراقي خالد العبيدي نائب في البرلمان العراقي وأستاذ جامعي وضابط في الجيش العراقي السابق وقد انتخب عضوا في البرلمان في دورتي عامي 2010 و2014.
والعبيدي من مواليد مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية عام 1958، وحاصل على
بكالوريوس في هندسة الطائرات في أكاديمية الهندسة الجوية في يوغسلافيا عام 1982.. وماجستير هندسة علوم الفضاء اختصاص ديناميكية الهواء من جامعة بلغراد في يوغسلافيا 1984.. وماجستير في العلوم العسكرية من كلية الأركان العراقية عام 1998 .. ثم دكتوراه في العلوم السياسية عام 2011.
وعمل العبيدي بعد عودته إلى العراق في القوة الجوية في مجال اختصاصه بهندسة هياكل الطائرات والمحركات التوربينية حتى نهاية خدمته عام 2003. وفي عام 2007 تم إعادة تعيينه على ملاك وزارة التعليم العالي في هيئة التعليم التقني في المعهد التقني بالموصل. وفي انتخابات عام 2010 رشّح نفسه شخصية مستقلة عن القائمة العراقية التيكان، يتزعمها آنذاك نائب رئيس الجمهورية الحالي إياد علاوي.
ثم عاد العبيدي وفاز كنائب عن محافظة نينوى ضمن الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2014 عن قائمة متحدون التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية الحالي أسامة النجيفي.
وفي 18 تشرين الأول (اكتوبر) عام 2014 وافق مجلس النواب على تعيينه وزيرا للدفاع بعد حصوله مرشحا عن ائتلاف القوى الوطنية بزعامة علاوي على 173 صوتاً. وهو يجيد إلى جانب العربية اللغات
الإنكليزية، والروسية، والصربية.