السبت ٢٨ مارس ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
لا أفهم لماذا الكل في وطننا العربي حينما يحلل حدثاً يهتم قاصراً في اهتمامه بتحليل الأطراف المتوغلة والمتورطة في الحدث بشكل مباشر، ولا يريد أحد رؤية الأحداث من زوايا أخرى مختلفة عن تلك التي يراها الجميع، على كل حال هذا ليس قضيتي مطلقاً، ولكن ما أريده حقاً هو طرح تساؤل، هل شاركت إسرائيل في عاصفة الحزم أم لم تشارك؟ ولماذا؟
من غير الضروري الإشارة إلى أن عاصفة الحزم هي العملية العسكرية التي بدأت وقد تكون انتهت أو لم تنتهي ضد قواعد الحوثيين باليمن أو القواعد العسكرية التي سيطر عليها الحوثيين، وقد اشترك بهذه العاصفة دول كثيرة بقوات جوية، ومصر أشهر المشاركين بالقوات البحرية كما قيل لتأمين باب المندب ضد أي تواجد إيراني أو لتوابعها الحوثيين.
أما وقضيتنا الآن هي إسرائيل وليس السعودية ولا مصر ولا أي دولة من ذات الاشتراك المحدود -أعضاء التحالف- فلنركز على إسرائيل التي أجرت أخيراً انتخابات مبكرة فاز بها حزب الليكود الإسرائيلي، وتلاه في النصر التحالف الصهيوني بقيادة حزب العمل، فيما يعتبره البعض انتصاراً لفكرة دولة إسرائيلية يهودية وانهزاماً لقضية الدولتين التي كان أوباما يتبناها، وانتصاراً للفكر المعادي لإيران وللتقارب الأمريكي الإيراني ذلك التقارب الذي ندد به ناتنياهو في الكونجرس الأمريكي، وأراد إصابته في مقتل.
وها هو ذلك التقارب الإيراني الأمريكي يوضع على المحك بناءاً على رغبة إسرائيلية لم تسع إسرائيل لتنفيذها لسوء علاقاتها مع السعودية رأس العملية الجوية والكاره الأكبر للحوثيين وإنما للحماقة الحوثية الإيرانية الطامعة وليست الطامحة، فقد استفز الإيرانيون السعوديين حتى جمعوا حولهم عدداً من الدول المناوئة لإيران، لتنفيذ ضربة ضد ذيولها في المنطقة، أما إسرائيل فها هي تشاهد باهتمام بالغ كيف يوجه أصدقاء أمريكا في المنطقة -السعودية وباكستان
والأردن والإمارات وباقي الدول الأعضاء في التحالف ضربتهم ضد رجال إيران المتقاربة مع أمريكا والتي ألمح الرئيس اليمني هادي إلى أن ثمة صفقة بين إلايرانيين والأمريكيين بتخلي الأولى عن حلم القنبلة النووية بمقابل تركها تسيطر على باب المندب بواسطة رجالها لتكن مسيطرة تقريباً على مضيق هرمز مدخل الخليج العربي ومضيق باب المندب تسيطر عليه سيطرة كاملة بعلاقاتها مع أريتريا حيث تدريب رجال الحوثيين والسيطرة على جانبه اليمني، وهو ما يغلق مدخل البحر الأحمر ما يخنق إسرائيل في مدخلها الجنوبي، ما يفقد ميناء إيلات أهميته لإسرائيل - وهي بالمناسبة نفس الإستراتيجية التي نفذتها مصر إبان حرب أكتوبر المجيدة- ناهيك عن ضرر قناة السويس ضرراً بالغاً.
وآخر القول، أن بتلك الضربة المعروفة بعاصفة الحزم تكون إسرائيل المستفيد الثاني بعد السعودية التي فكت خناقها وتحزيمها، ودول الخليج من الجنوب حيث ترى إسرائيل مستمتعة بموقف إدارة أوباما السيئ في علاقاته مع إيران المولود الجديد وهو مهدد بفعلة أصدقاء أمريكا في المنطقة، ما يعني تهديد للتقارب الأمريكي الإيراني، صحيح إسرائيل لم تشارك بطلقة رصاص واحدة ولا حتى بالإيعاذ لكن كثيراً ما يقف الحظ إلى جوار المجتهدين خاصةً حينما يصارعوا الحمقى كإيران وحزب الله والحوثيين.