الأقباط متحدون - لحظات عابرة
أخر تحديث ٠٥:٠٤ | السبت ٢٨ مارس ٢٠١٥ | ١٩برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لحظات عابرة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ماجدة سيدهم
كثرة التطاول على اللحظات العابرة  والتي تأتي بمشتهى المكوث الرحب  أن نحتسي  قهوتنا وماتبقى لنا  من ندا  يصيب الآتي كله  بذكريات  مطعونة بالأسف ، حين ننتظر على ذات الطاولة لحضور مباغت نترقبة  بتفاصيل الدقة  ثم نتراجع دون مبالاة كي نفتعل المزيد من الإثارة والتلاعب أو لكثافة الخشية من عمى الرقباء هذا أيضا يشبة الرنين المعتم حين يشك مضاجعنا  بالأرق ، أما  أن تذوب أصابعنا في تداخل دفء السكيب من الوريد إلى الوريد  وأن ينزلق عن الشفاة عصير التشابك الوردي وينطلق تباعا بريق  حرارة العتق لثمار التفتح  على  الحيز الوحيد للعشق.. هذا  يغمر الانسياب بطعم  الملح  الصارخ في خمر الرمان ..

 كثرة التطاول على عطايا الفرص الفاتنة  التي لرتق أهداب الوجد ..والتي تحيك نمنمات الأمسيات الضاجة بنصوع الاشتعال ..تجعلنا نتآكل ويذبل فينا جمر النسك على ذات الحيز الوحيد الذي للعشق ..  أما أن يتثاءب الصبح على اتساع تجاعيد الملاءات  المضرجة بالسرد وأن تنهض تباعا الخلايا المغبرة بالكسل  في حلة الصياح  الأول هذا يوقظ مواعيد النضج في مواسمها المثلى  التي للنبيذ ، وأيضا يجدد ثقة الله  أن ما سبق وأبتكره خبزا بالحق صار رحيقا منعشا  ملء  السرور ،هكذا لنغتنم  كما الشرفاء مسؤولية  احترام الجمال وكل النوايا المخلصة المطلة عن  نافذة الاقتراب الجميل ، نصنع وجودا فارقا  ..ونزيل خرافة اللحظات العابرة حين ينبت فوق  نعاسنا كل حقول اللغة وماء الكلام .. وحينها  نمجد مطر الحيز الوحيد لعاشقين         

قد نرحل يا صديقي  دونما تعارف ،قد نرحل في ظل التشرد المسجل في قوائم  الأوطان  بالرقم الساقط سهوا  والمدون بأولويات الرقم الوهمي بعد الصفر ،قد نرحل في الزحام ونغادر صراع المكان  دونما لقاء،  دونما وطن  لكنا نبقى عالقين في ذاكرة الله " كان يقطن هنا تطلعا  مطعونا بصقيع العزلة المرعبة .. مرذولا حتى مات على موائد المسافة   ثم يحيكون عنه الأساطير المشنوقة في كتب  الأساطير الممقوتة  "     
                   
قد نرحل يا صديقي .. لكن لا تنسى تأخذ معك ضلوعي وجوعي  وذات العنوان وذات الحيز  .. فدماؤنا مطلوبة من كل عابر برصيفنا .. وطأ احلامنا  ثم غادر أنينا ورحل.. يظل  هدر الأوقات الفريدة  بلا رجاء  ..فطرق الرجوع  والأمنيات  الفائتة  تكون دوما مشجرة بالأسف وبضعة صور لوجوه  لازلنا نحبها ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع