الأقباط متحدون - هيباتيا وزيدان والبابا كيرلس (2)
أخر تحديث ٢٢:٢٢ | الأحد ٢٩ مارس ٢٠١٥ | ٢٠برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

هيباتيا وزيدان والبابا كيرلس (2)

لطيف شاكر
الحاقا لمقالي السابق بعنوان هيباتيا في مخطوطة يوحنا النيقوسي  واستكمالا للبحث اسطر هذا المقال لتكملة مانقص لعدم الاطالة  لكشف الحقيقة  وتصحيح المفاهيم :

لا يذكر سقراط  المؤرخ البيزنطي شيئًا عن تورط كيرلس السكندري في قتل هيباثيا، كما لا يعطي اي تفصيلات عن انجازات هيباثيا العلمية او الفلسفية، كما انه يذكر ان سبب مقتلها كان سببًا سياسيًا. كانت العلاقة بين البابا كيرلس واوريستس الوالي سيئة للغاية، وتخيل اوريستس ان كيرلس كان منافسًا له، وأن شهرة كيرلس واحترام ومحبة الشعب له جعلت سلطته في خطر، لذا كان اوريستس ينتهز الفرص لإستخدام العنف مع المسيحيين. كان اوريستس هو المتسبب في اندلاع العنف فقد “اندلعت أول مظاهر العنف عندما أُعتقل أحد رجال كيرلس متهمًا بالتجسس… فقبض أوريستس على جاسوس القديس كيرلس المزعوم، ثم عذبه على رؤوس الأشهاد (كتاب سقراط  تاريخ الكنيسة - الكتاب السابع. فصل 15)

وتؤكد الموسوعة الكاثوليكية انه ما نقل عن المؤرخين يوضح ان هيباتيا هي التي كانت تمنع المصالحة بين البابا وبين الحاكم رغم محاولات البابا كيرلس الكثيرة وان الذي قتلها بيتر والبابا لا علاقه له بهذا وفقط داماسكيوس هو الذي اتهمه باطلا

www.newadvent.org/cathen/04592b.htm

ويؤكد جون أسقف نوكيو
  من القرن السابع، نفس التفصيلات ولكن يعلل سبب ذلك بأنها كانت تشتغل بالسحر، وهو أيضًا لا يشير لأي دور للقديس كيرلس في ذلك، فيقول: "في تلك الأيام ظهر في الإسكندرية فيلسوفة وثنية تسمى هيباتيا وقد كرست كل وقتها للسحر والإسطرلاب والآلات الموسيقية فأغوت أناس كثيرين بمكائدها الشيطانية... فنهض جموع من المؤمنين بالله تحت قيادة شخص اسمه بيتر... وبدأوا يبحثون عن المرأة الوثنية التي أغوت شعب المدينة والحاكم بفتنتها. وعندما علموا بالمكان التي كانت فيه فتبعوها ووجدوها... وسحبوها حتى وصلوا بها إلى الكنيسة العظمى المسماة بقيصرون. وقد كان ذلك في أيام الصوم، فمزقوا ملابسها وجروها... في شوارع المدينة حتى ماتت وحملوها إلى مكان يسمى سينارونوأحرقوا جسدها بالنار

   Soldan and Heppeوكتب كل من 
يقولان  أن هيباتيا قد تكون الساحرة الشهيرة التي عانت عن طريق السلطات المسيحية

أما المؤرخ والروائي تشارلز كنجزلي الذي نقل  د.يوسف زيدان روايته عنه (1918- 1875م)، 

   والذي وصف مقتل هيباتيا بأسلوب روائي فقد نفى تماما أي تهمة عن القديس كيرلس بل يؤكد تحذير القديس كيرلس للعامة من الفوضى والمساس بهيباتيا: "أنهم (العامة) يبغضونها، وينسبون إليها جرائم رهيبة. ولقد كانوا يدبرون الهجوم على منزلها في الليلة الماضية لولا خوفهم من كيرلس... ولكن يبدو أن الشعب خشى من غضب الأنبا كيرلس الذي اصدر تحذيره لهم بالأمس أنه أن تجاسر أحد وقام بتعكير الصفو فسيكون نصيبه الحرم والعقاب

"   J.A. McGuckin يشرح  في كتابه (كيرلس أسقف الإسكندرية والصراع الكريستولوجي)  .
  بمنطقية أن هؤلاء المؤرخين الذين اتهموا القديس كيرلس بقتل هيباتيا يتكلمون عن الأحداث التاريخية خارج سياق الكلام تمامًا وهم مخطئون بوضعهم عبء مقتل هيباتيا على كتفي القديس كيرلس فيقول: "يقول سقراط أن هذه الحادثة لم تلق بأي لوم على كيرلس وكنيسة الإسكندرية"
لدورها في شحن اورست من الاقباط  (حاكم بيزنطي) ان الخلاف كان بين الكنيسة والحاكم اورست وانسحب علي هيباتيا

ان الحاكم قتل براكس دون ذتب  ويقول عنه د.عبد الجليل    :”العالم العاقل" فضلا عن قتله عددا من الرهبان

ان الحاكم كان بيزنطيا و كارها الاقباط ( كان خلافا حادا بينهما و لم يكن خلافا مذهبيا قدر انه خلافا بين صاحب الارض والمحتل خاصة وان  الخلاف ليس جوهريا ) 

وكان  اليهود كانوا علي خلاف  دائم مع الاقباط  وهذا شأن  كل الغرباء خاصة اليهود  .

ان الذي أرخ لموت هيباتيا هم البيزنطيون  الكارهون  للاقباط  وعظموا وفخموا من هيباتيا فحولوها من ساحرة الي عالمة في الفلسفة والرياضيات وكانت ذات مواهب غير عادية وجمال فتان جذب نحوها معجبين كثيرين .

هل نصدق  مخطوطة يوحنا التيقوسي ام المؤرخين البيزنطين ومانقل عنهم من اصحاب الاتجاهات المختلفة !

والكذب سرعان ماينكشف  امام  الحقيقة  فيقول  د.عمر  : وقد كان لحريتها ولسلوكها الواضح ولعلنية حياتها السبب في أن أثار حولها كثير من الشكوك والشبهات حتي أن الناس دعوها بالمسترجلة والوقحة (هامش كتاب د. عبد الجليل عمر صابر ص128) ثم يعود قائلا في الهامش : ثم يردف قائلا  وقد ذاع صيتها كمعلمة للفلسفة الافلاطونية الحديثة !!!!!!

من  الكتابات السابقة نستخلص الي الآتي:
ساحرة- جالسة علي عرش عملته لنفسها –مسترجلة ووقحة –  وفي نفس الوقت فيلسوفة وعالمة  ...والمؤرخ بيزنطي ... قرائن اتركها للقارئ اللبيب .

والسؤال الذي اطرحة : ماهي اعمالها العظيمة  وماتركته من كتابات في الفلسفة والرياضيات....الخ لكي نشهد بعلمها الغزير كما يدعي زيدان؟؟؟؟
لقد اكد بعض  الكتاب  البيزنطيين  ان هيباتيا بمقتلها "أثر بشدة في انحدار الحياة الفكرية السكندرية"، ونقل عنهم   د.ويوسف زيدان  والكتاب الاسلاميين  هذا القول .. وعلى النقيض، يرى" كريستيان فيلدبرغ" و"ماريا زيليسكا" أن الفلسفة الهلنستية  ظلت في حالة متألقة في القرنين الخامس والسادس، وربما حتى عهد الإمبراطور جستينيان الأول

يقول د. رأفت عبد الحميد في كتابه الفكر المصري في العصر المسيحي ص64...كما أن قتلها لم يؤد الي  انهاء تعليم الفلسفة  والآداب اليونانية في المدينة , لقد ظلت ملاذا لعدد من خبرة المثقفين  مثل الشاعر باللاجاس والنحوي هورابوللون  وكلوديان ...الخ

واترك د. يوسف زيان
الهيمان  بجمالها الفتان والعاشق لانوثتها الخلابة   والمراهق في تصوير رشاقتها الجذابة  والمادح  لفسلفتها الذي لم يقرأ سطرا من كتابتها  كما ان  د.عبد الجليل يشاركه في  التغني  بجمالها  ومعظما لعلومها وثقافتها  دون ستد.. وعجبي!!

اما الاتهامات التي كالوها علي البابا كيرلس  انه المحرض  علي قتل هيباتيا  دون  مرجع  او دليل ولايوجد لهذه الاكاذيب ذكر في المخطوطة  , وقصدوا بذلك  ان يسقطوا علي  البطريرك  انه قاتل  و يلطخوا  التاريخ المسيحي   ,  مع ان هذا يؤكد علي السلام الذي يتسم به التاريخ المسيحي , فلا يحكم علي  دين  بحادثة واحدة فريدة ,  بل كما جاء بالمخطوطة  اما اتهامات  الكاتب  ان كيرلس سعي لطرد اليهود  الغرباء و المشاغبين والمتحدين مع البيزنطيين المحتلين  لارض مصر اظن  ان هذا يصب في وطنيته  العميقة لمصر ,ويجب ان يمتدح عليه ويشار له بالبنان  ولا نذمه   فصراعه مع المحتل البيزنطي ومع اليهود المعروفين  بمكرهم ودمويتهم للمصريين  يجب ان يشار للبابا كيرلس بالوطنية والاخلاص .

وفي كراهية مقيته من  الاستاذ الاكاديمي  د.  صابر في ترجمته  لمخطوطة يوحنا النيقوسي كتب في هامش الكتاب من عندياته دون سند او مرجع عبارة مقززة تدل علي عدم امانته  وتعصبه وحقده : (وقد كان كيرلس بحق طاغية مسيحيا من الطراز الاول بل كان عديم الضمير في صراعه ومكره وكان اباتيا اشهر ضحاياه)ولا اعرف من اين جاء بهذا الوصف وما ضحايا كيرلس   الاخري عندما يقول ان ايباتيا  اشهر ضحاياه هل  وجد في التاريخ مايثبت هذا الاتهام  , واين الستد والمرجع  لهذه الترهات وهواستاذ اكاديمي!!!!!

وارجو الا يذهب  فكر احد اننا نوافق علي قتل اي انسان مهما كان شأنه فهذا يخالف التعاليم المسيحية التي تقول  :"وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم  باركوا لاعنيكم احستوا الي مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم"متي 5

فكيف ان البابا كيرلس وهو  المناط   ان  يكون قدوة ومعلم  ومقتفي أثر  السيد المسيح ان يرتكب هذه الحماقة ...هل من منصف للتاريخ ؟

 للاسف اغلب المؤرخين يأرخون التاريخ المصري والقبطي بنظرة اسلامية وغير محايدة وبدون ضمير  والعجيب ان  د.عمر صابر  نعت   البابا كيرلس انه عديم الضمير.  وسؤالي للقارئ بعد قراءة ماسبق من ينطبق عليه صفة عديم الضمير  هل البابا كيرلس ام  كل من عمر صابر عبد الجليل ويوسف زيدان .
واين قال يوحنا النيقوسي الذي ترجمت كتاباته ان البابا كيرلس هو الذي حرض  علي قتل هيباتيا  وعن وصفك المسئ لشخصه  ام  اخذت وانت اكاديمي بما شاع عليه وتردد  كذبا عن المحتل والذين يناصبون العداء للاقباط .

البحث في التاريخ لابد من مؤرخين يملكون ادوات البحث وآليات التاريخ واولهما القراءة من امهات الكتب  والمراجع الموثقة  ,والشفافية في النقل , والحيادية في التأريخ .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter