بعد النجاح الهائل الذي أحدثه مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي وتوقيع العديد من الاتفاقيات والمشروعات الاقتصادية بين مصر والعديد من دول العالم العربي والأوروبي ووصول التدفقات المالية لما يقرب من التريليون جنيه مصري ساد الشارع المصري حديث طويل بين طوائف الشعب وخصوصا المهمشين والفقراء ومن هم على خط الفقر المصري.
وفحوي الحوار كان يدور ومازال عن حجم الاستفادة التي ستعود علينا نحن من هذه المليارات التي تدفقت على البلد فى شكل اتفاقيات أو قروض أو خلافه والى أين سيذهب عائد هذه المشروعات وهل سيستفيد الشباب العاطل من الكم الهائل لفرص العمل التي سيحتاجها تنفيذ هذه المشرعات أسئلة تحتاج إلى إجابات شافية لطمأنة المصريين البسطاء فهل تجد هذه الأسئلة اهتماما لدى الدولة والمسئولين؟؟
والمصريون البسطاء معهم كل الحق في قلقهم وتساؤلاتهم المشروعة خاصة ان لهم تجارب سابقة مع أنظمة مضت فعصر الانفتاح الساداتى السداح مداح لم يستفد منه سوى فئة واحدة من رجال الأعمال وكبار الساسة والمسئولين فقط لا غير، وقالها السادات حينئذ من لا يغنى فى عصري فلم ولن يغنى ومضى على الدرب هؤلاء وظلوا يحصدون دخل الدولة المصرية، وفى عصر مبارك ازداد الغنى غني والفقير فقرا لهذا يتخوف الشعب المصري بعد ثورتيه ان يحصد ثمار الدولة المصرية كبار الساسة وعملاء النظام والمرتزقة ورجال الأعمال وهم الذين يأكلون علي جميع الموائد وهم رجال كل العصور، ويبقي المصرى الغلبان كما هو عليه ليزداد الفقير فقرا ولتنهش البطالة في أجساد الشباب ويظل الوضع على ماهو عليه لحين إشعار اخر وثروة أخري.
فهل سيجنى المصريون ثمار النجاح الاقتصادي وتدفق الأموال الخارجية وهم أهل صبر وحكمة والدولة والحكومة تطالبهم بالصبر عامين بعد كل صبرهم طوال الأعوام الماضية على ماهم فيه من جوع وبطالة ومرض...الخ وهل ستروى الحكومة ظمأ المصريين وتسد رمقهم وتشفى عليلهم وتوظف عاطلهم هل سيحدث هذا بعد العامين ام يصبر الشعب وطوال العامين يقطف الكبار والساسة ورجال الأعمال ورجال النظام الثمرة بأكملها، تاركين بذورها وقشورها للغلابة يتقاتلون عليها..لكن ان حدث ذلك فانتظروا ساعتها ثورة الجياع والفقراء ممن لم تصبهم العدالة الاجتماعية التى نادوا بها فى ثورتيهم، ولن ترحم ثورة الجياع أحدا أيا كان وستلتهم بالفعل الأخضر واليابس ولن ينفع معها إذن شفاعة الشافعين والويل كل الويل لمن سيقف في طريقها فاحذروا جميعا ذلك اليوم.
كل المصريين من حقهم التمتع بخيرات هذا البلد وحصد نصيبهم من هذه المليارات التى يعادل نصيب الفرد المصري فيها في الوقت الحالي دون استثمارها نحو 10الاف جنيه هذه بحسبة بسيطة كما يحسبها البسطاء في هذا الوطن، فإذا كان نصيب كل مواطن والأموال لم تستثمر هذا المبلغ إذن بعد عامين من الاستثمار سيصبح نصيب كل فرد نحو 30الف جنيه مصرى، وهذا الامر نتركه للاقتصاديين الوطنيين ولكن لابد من متابعة الحكومة والدولة في أدائها طوال العامين المقبلين والتى مضى منهما نحو 10 أشهر حسب وعد رئيس الجمهورية قبل وبعد أدائه اليمين الدستورية لحكم البلاد.
نعم سيتحلى المصريون بالصبر والتفاؤل لكن في نفس الوقت ينتابهم شعور بالقلق على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وهنا يأتى دور الحكومة فى ان يشعروا مواطنيهم بالأمان، وعليهم بتقديم كشف حساب عن المشاريع والأموال التى دخلت الدولة بعد المؤتمر الاقتصادي، وان تكون هناك شفافية في الإعلان عن الوظائف والعمالة المطلوبة لكل مشروع ليتقدم لها الشباب العاطل عن العمل بعيدا عن المحسوبية والوساطة، وان يشعر المصريون ولو بتحسن طفيف في الأسعار وتقدم ولو ملحوظ فى مستوى الخدمات التى تقدم لهم لكن ماهو حادث الان ان التيار الكهربائي عاد للانقطاع يوميا والفاتورة فى ازدياد شهريا ،والمياه توقفت عن الصعود إلى الأدوار العليا والفواتير نار عالية ومعها الغاز وأنبوبة البوتجاز كل فى سباق لنهب أموال البسطاء.. وحدث بلا حرج عن باقى السلع والخدمات .
وما علينا وعليهم سوى التحلى بالصبر والانتظار متمنين ألا يذهب نجاح المؤتمر الاقتصادي إلى سداح مداح وكفى ما جناه الشعب من الانفتاح، وحتى لايظل طوال عمره فى كداح.
نقلا عن الاهرام