الأقباط متحدون - مقابل الاشتراك في حرب اليمن
أخر تحديث ١٠:١٣ | الثلاثاء ٣١ مارس ٢٠١٥ | ٢٢برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مقابل الاشتراك في حرب اليمن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
بادئ ذي بدء، أن ما يقال أن ما دُفِع لبلادنا مصر من مال للاشتراك في حرب اليمن لا يعني ولن يعني أن جنودنا مرتزقة، فلم ولن يكن جيش مصر مرتزقة، بيد أن من المؤكد أن لكل حرب تكاليفها وعلى الغاوي حرب ينقط بطاقيته، ويبدو أن ذراع السعودية تم ليُّه للآخر حتى أنت واضطرت أن تتكفل هي وبعض الدول العربية  تكلفة الاشتراك في حرب اليمن.

فكما قال موقع يمني، ويمنية الموقع قد تدفعك كما دفعتني للتشكيك في معلوماته، إذ قد يكون الحوثيين هم المسيطرون عليه، ويبثون من خلاله معلومات مغلوطة، تؤثر على دول التحالف، لكن على كل حال، لقد قال الموقع اليمني أن تكلفة الحرب تعدت الثلاثين مليار دولار، وأنه قد دُفِع لمصر خمسة مليار دولار، ولأمريكا كذلك، وإن كانت حالة اقتصادنا تحتمل أن نبحث عن مال لدعمه فمن المؤكد أنها لا تحتمل تكلفة حرب أخرى غير تلك التي نخوضها في أرضنا وعلى حدودنا مع الإرهاب، فمن الطبعيي أن نتقاضى تكلفة تحريك معداتنا ورجالنا، وهذا لا يعني أبداً أنهم مرتزقة ولكن الحالة الاقتصادية تقتضي هذا، فلا يمكن أن نعتبر أن أمريكا وجنودها هم أيضاً مرتزقة.

مقابل حرب اليمن لمصر أيضاً كما يزعم الموقع اليمني، وأنا أكاد أصدقه في هذا، أن تتوقف الميديا القطرية عن مهاجمة مصر، ولعل من بين هذ ايضاً مجيء تميم لمصر بنفسه زائرا في القمة العربية ، ما يعني محاولة لإذابة الجليد، ومحو آثار الماضي البغيض، لعل هذه هي الحقيقة المطمئنة، علماً بأنني سبق لي في إحدى حلقات برنامجي لسعات والمذاع على شاشة الأقباط متحدون، أن قلت أنه من المتوقع أن الأزمة اليمنية تساهم في تقارب مصري قطري بضغوط خليجية لرغبتهم المحمومة لتدخل مصر إلى جوارهم ومساندتهم، فهم بحاجة لخير أجناد الأرض، وقد أفلح الرئيس السيسي إذا قبل هذا المقابل المادي من كل جوانبه، وأفلح إن لم يقبل المال قبل إحجام قطر عن هجومها علينا أي أنه في كل الأحوال قد أفلح.

إذ هو أخذ المال أو الحد الأدنى، وهو المهادنة القطرية، وأفهم قطر حاجتها لنا وحاجة دول الخليج. كما أنه أيضاً قد أمن مشروع مصر القادم مشروع قناة السويس الجديدة ذلك المشروع الذي كان من الممكن أن يكن مهدداً إذا ما أفلح الحوثيون في الوصول لباب المندب، الحرب طويلة ولن تنتهي فجأة، والفرق شاسع بين حرب اليمن في ستينيات القرن المنصرم التي اشتركنا فيها وعانينا فيها ويلات الحرب في جبال لا ندركها ولا نختبرها، ودروب  نجهلها، وبين الحرب الآن التي في عصر السماوات المفتوحة، والدعم من الأقمار الصناعية وطائرات الإنذار المبكر والاستطلاع الجوي وفي عصر تقف فيه السعودية في هذه الحالة إلى جوارنا بمالها فبدلاً أن كانت تلقي بأكياس الذهب على القبائل اليمنية لقتلنا وتعطي مكافأة لمن يأت برأس جندي مصري، الآن والآن فقط السعودية وذهبها في صفنا، فإن لم يكن لنا فعلى الأقل فهو ليس علينا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter