عرض/ سامية عياد
خص الرب يسوع الملح ليصف به شعبه وتلاميذه قائلا لهم "أنتم ملح الأرض" ، وقد أدرك الأبرار والصديقون أن من واجبهم أن يكونوا ملحا للأرض ونورا للعالم ..

نيافة الأنبا ابيفانيوس أسقف دير أبو مقار يوضح لنا لماذا خص الرب يسوع الملح بالذات ، لأن الملح وظيفته الأساسية هى التطهير والحفظ من الفساد ، وكانت أوامر الشريعة أن تملح كل ذبيحة قبل تقديمها وألا لا تعتبر طاهرة ، وامتدت هذه الوظيفة لتشمل الأطعمة ، هذه الوظيفة المطهرة للملح هى ما قصدها الرب يسوع ليصف بها المؤمنين ، فقد أوصاهم بحفظ العالم طاهرا نقيا من الفساد بشرط أن يعيشوا هم أطهارا قديسين لتشع طهارتهم لكل من حولهم.

وبالطبع يعيش المؤمن طاهرا من خلال ممارسة الأسرار المقدسة التى هى الطعام السماوى الذى يغتذى عليه كل يوم ويتذكر دائما البنوة التى وهبها الله له والروح القدس الذى حل فيه ، ولا يصلح من الإنسان غير هذا حيث "إن فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشىء إلا لأن يطرح خارجا ويداس من الناس".

نطلب من الآب السماوى أن يحل فينا ليكون هو نورا فى داخلنا يضىء لكل من حولنا وملحا نملح به الآخرين لنحفظ أنفسنا وإياهم من الفساد ، ونردد مع مار إسحق قائلين "قدسنى يا رب بأسرارك ، أنر ذهنى بمعرفتك أضى مصباحك داخلى ، ضع فى ماهو لك ، لكى أنسى ما هو لى"