الأقباط متحدون - من الأرمن لليهود لـالطليان واليونانيون.. مصر كانت أم الدنيا
أخر تحديث ١٨:٢٤ | الاربعاء ١ ابريل ٢٠١٥ | ٢٣برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

من الأرمن لليهود لـ"الطليان" واليونانيون.. مصر كانت أم الدنيا

حارة اليهود
حارة اليهود

الجاليات الأجنبية تركت آثارا حضارية في مصر.. وطارت منها عقب ثورة 1952

الاتجاه للقومية العربية.. سبب أساسي في هجرة الجاليات الأجنبية من مصر

خاص – الأقباط متحدون
"مصر أم الدنيا".. مقولة قديمة يرددها المصريون دائما، ولكنها على مر العصور كانت واقعا فقد احتضنت مصر العديد من الجاليات من شعوب مختلفة، ومنها اليونانية واليهودية والإيطالية والتركية، والأرمينية.. وغيرها.

تحتفل الجالية الأرمينية هذه الأيام بالذكرى المئوية للمذبحة التي ارتكبها في حقهم العثمانيون، عام 1915، والتي كانت دافعا قويا لهم للهجرة إلى العديد من البلاد ومنها مصر، حيث كونوا العديد من الجاليات في العالم، إلا أن مصر كان يوجد بها جالية أرمينية قبل المذبحة كما نجد في العصر العباسي أن شجاعة الأمير الأرمني علي بن يحيى الذي كان محنكا في "فن الحرب" كما امتدحه المؤرخ الوسيط ابن تغربردي.

الأرمن.. والملجأ المصري
بعد المذبحة استمر التواجد الأرمني في مصر، وخلال ستينات القرن الماضي تواجد أكثر من نصف الأرمن في الأماكن المكتظة في قلب العاصمة بالقرب من كنائسهم ومدارسهم ونواديهم وأسواقهم، فاعتبرت منطقتا بين السورين ودرب الجنينة منطقتين أرمنيتين في النصف الأول من القرن العشرين، وفي النصف الثاني من القرن العشرين بدأ الأرمن ينتقلون للسكن في ضواحي مدينة القاهرة مثل هليوبوليس والنزهة والمعادي وحلوان، وتعتبر هليوبوليس حاليا مكان تركز أغلب الأرمن في القاهرة، وذلك حسبما تذكر "موسوعة ويكيبيديا".

الجالية الفرنسية.. وآثارها التعليمية
عندما اقتحم نابليون والحملة الفرنسية دفاعات مصر لم يستمروا طويلا فيها، إلا أن هناك جالية فرنسية استمر تواجدها في مصر، وتركت العديد من المظاهر الحضارية مثل مؤسساتهم التعليمية، كـ "مدرسة الليسيه" و"الراهبات" و"الفرير"، مثل: "سان مارك" و"سان جوزيف" و"سان جبيريل".

الجالية اليونانية.. صاحبة الذوق الرفيع
استقر اليونانيون في مصر كـ"جالية" في عهد محمد علي، ومثلوا أكبر الجاليات الأجنبية، وظهرت آثارهم الحضارية في المعمار الذي صمموه على الطراز الكلاسيكي الحديث، ومن أشهر أعلامهم "جريباريس" الذي صمم البنك الأهلي المصري.

اليهود.. من الاستقرار إلى الهجرة
على الرغم من وجود اليهود في مصر بعصر الفراعنة وهجرتهم الجماعية فيما يعرف بـ"معجزة عبور البحر الأحمر"، إلا أنه كان هناك تواصلا بين المملكتين على مر العصور، وفي العصر الحديث كانت الجالية اليهودية في مصر أكبر الطوائف اليهودية في العالم العربي وأكثرهم نفوذا وانفتاحا ومشاركة في مختلف المجالات في المجتمع المصري الحديث، حيث وصلت التقديرات لعددهم عام 1922 بما يتراوح بين 75 – 80  ألف نسمة ولكن الأوضاع ساءت بالنسبة لهم منذ أواخر أربعينيات القرن العشرين بعد حرب 1948، وازدادت الأمور سوءاً بعد فضيحة لافون وحرب 1956، وبعدها حرب 1967 وحرب 1973 والصراع العربي الإسرائيلي حتى كانت آخر إحصائية لتعداد اليهود في مصر كانت عام 2003 وكان عددهم لا يتجاوز 5,680، ومع 2009 أصبح اليهود في مصر لا يتجاوزون 20 فرد و اغلبهم كبار سن.

"الطليان".. والإنجليز
وصل عدد الإيطاليين "الطليان كما يقول عنهم المصريون" قبيل الحرب العالمية الثانية إلى 55 ألف نسمة، وخلال الحرب العالمية الثانية احتجز الإنجليز ما يقرب من 8,000 من المصريين الإيطاليين المتعاطفين مع الفاشية في معسكرات الاعتقال، لمنع حدوث أي أعمال تخريبية عندما هاجم الجيش الإيطالي غرب مصر في صيف 1940، وبسبب الهجرة وتقلص حجم المجتمع إلى حد كبير في زمن الحرب بسبب الاعتقال، وصعود النزعة الناصرية القومية والتصعيد ضد الغربيين، وبعد الحرب، تم ترحيل العديد من أعضاء الجالية الإيطالية الذين تربطهم علاقات بالسلطات الإيطالية المنهزمة، وهكذا بدأ عددهم يتناقص، حتى وصل في نهاية عام 2007 نحو 3,374 نسمة، معظمهم ممن كانوا يعملون في الشركات الإيطالية في مصر.

الجالية التركية.. صاحبة المناصب الرفيعة
استقبل المصريون الأتراك عام 1517، استقبال الفاتحين، عندما هزم سليم شاه أو الأول السلطان الغورى فى معركة الريدانية، واستقر العثمانيون في البلاد حيث اصطحب سليم الأول الخبرات المصرية إلى الأناضول وإسطنبول لنقل خبراتهم وتجاربهم المعمارية والصناعية، حيث كان يتسم العامل المصرى بالمهارة والتقنية، وتدفق آلاف الأتراك من أنحاء تركيا والبلقان إلى مصر، بحثا عن فرص عمل أفضل أو للتعلم فى الأزهر أو للإقامة المستديمة والزواج وتكوين أسر، وحظى الأتراك بمكانة إجتماعي وعلمية رفيعة بالإضافة إلى أن الرتب العسكرية ظلت مماثلة للتركية حتى عام 1958. ووصل عدد الجالية التركية في مصر إلى ذروتها في عام 1923 واشتغل الكثير من الأتراك فى مصر فى مجالات الفنون مثل شادية وعادل أدهم وزينات صدقى وفريد شوقى وليلى طاهر وبوسى ونورا، ومن الكتاب والشعراء حافظ إبراهيم وإحسان عبد القدوس وروزاليوسف، ووصل العديد منهم إلى منصب رئيس الوزراء مثل مصطفى باشا فهمي وسنان باشا، ولكن بدأ نزوحهم من مصر بعد ثورة 1952 و هزيمة 1967 وتوجه الدول العربية وعلى رأسها مصر نحو القومية العربية والتي تتركز حول فكرة العروبة، ما ولد شعوراً بالاغتراب عند هذه الجاليات في مصر بعد أن كان الكثيرون منهم اعتبرها وطنه وليس بلده الأصلي.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter