عرض/ سامية عياد
اعتادت الكنيسة فى جمعة ختام الصوم على صلاة القنديل العام الذى هو صلاة سر مسحة المرضى لمعالجة الأمراض الجسدية والروحية ، تنفيذا للوصية الإلهية وقد صار تقليدا فى الكنيسة يتم بطقس مقدس محدد وبدهن المريض بالزيت ....
القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "القنديل العام" ، يحدثنا عن السر الالهى الذى أسسه السيد المسيح وهو سر مسحة المرضى ، فى البداية يوضح لنا علاقة المرض بالخطيئة ، حيث أن الله خلق الإنسان على صورته بلا فساد لكن عندما سقط أبونا آدم فى الخطيئة وخالف الوصية واستوجب الحكم "موتا تموت" تسلل الفساد الى الطبيعة البشرية ، والمرض نوع من الفساد وفى هذا يقول القديس باسيليوس الكبير "إننا لو كنا قد بقينا فى الفردوس لما احتجنا الى تعب وعرق فى الفلاحة والزرع ، كذلك لو بقينا بغير ألم كالنعمة التى كانت لنا فى بدء جبلتنا قبل المخالفة لما احتجنا الى مداواة الطب " .
لذا أصبح من الضرورى أن تصلى الكنيسة سر مسحة المرضى وهو السر الذى أسسه السيد المسيح ليخلصنا من صعفاتنا ، فكان يجول يصنع المعجزات ويشفى الأمراض بل دعا تلاميذه أن يفعلوا ذلك وأعطاهم سلطانا على جميع الشياطين وشفاء الأمراض ، وهكذا فعلوا حيث يوضح لنا إنجيل القديس مرقس كيف كانوا يشفون المرضى "ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم" ، ودهن الزيت عمل كهنوتى قام به كل التلاميذ وهذا يثبت أنها وصية إلهية التزموا بها مع إرساليتهم .
تلك الوصية التى ذكرها معلمنا يعقوب الرسول بقوله "أمريض أحد بينكم ؟ فيدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب وصلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه ، وإن كان قد فعل خطية تغفر له" ، فالنتيجة الحتمية لهذا الطقس المقدس هو الشفاء من المرض الجسدى ومغفرة الخطية .
نصلى للرب يسوع أن ينعم علينا بشفاء أمراضنا الجسدية والروحية.....