هل حقًا تريد واشنطن فتح صفحة جديدة مع مصر؟ قرار مفاجئ أصدره الرئيس أوباما باستئناف المساعدات العسكرية المقررة لمصر والتى تم تعليقها منذ عام 2013 بعد ثورة 30 يونيو وما بعدها. القرار يتضمن استمرار منح مصر 1،3 مليار دولار مساعدات عسكرية وإعادة 10 طائرات «إف 16»، و20 صاروخ «هاربون» بحرى، و125 دبابة إبرامز «إم إى إن»، وأوضحت مصادر بالإدارة الأمريكية أن واشنطن ترغب فى استئناف إرسال هذه المساعدات على الفور. نتفق على أن القرار إيجابى ويصب فى مصلحة مصر التى تريد أن تحتفظ بعلاقات حيوية مع أمريكا دون أن تفقد استقلالها، لكن علينا أن نسأل عن توقيت القرار، ولماذا لم يصدر فى الوقت الذى كانت بلادنا فى أمس الحاجة إلى هذه المساعدات العسكرية.
وهى تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب فى سيناء وعلى الحدود الأربعة. التفسير الوحيد للقرار الإيجابى أن مصر استطاعت إرسال رسائل متابعة لصانعى القرار فى الولايات المتحدة، بأنها يمكن أن تستغنى عن المساعدات الأمريكية، ورغم ذلك تستعيد مكانتها إقليميا ودوليًا، وتحقق استقرارها الداخلى وفق مطالب شعبها، وأن الولايات المتحد ستخسر كثيرًا إذا اتخذت قرارًا بفقدان العلاقة الاستراتيجية مع مصر.
ورأينا جميعًا، كيف اجتمعت اقتصاديات العالم فى المؤتمر الاقتصادى لدعم القاهرة بشرم الشيخ، وكيف انهالت الدعوات على الرئيس السيسى لزيارة كبرى البلدان فى العالم. ورأينا كذلك مستوى التمثيل العربى فى القمة الـ26 بشرم الشيخ والتى كشفت بوضوح عن عودة الثقل المصرى إلى المحيط العربى والإقليمى. إذا النجاحات المصرية داخليًا وخارجيًا، والثبات فى مواجهة الأعاصير وبرامج التدمير ومعظمها أمريكى، وراء تراجع العم سام وإعلانه استئناف المساعدات العسكرية لمصر.. درس يستحق التأمل بالفعل.
نقلاعن اليوم السابع