الأقباط متحدون - القوة العربية المشتركة.. لماذا الآن؟
أخر تحديث ٠٠:٢٩ | الأحد ٥ ابريل ٢٠١٥ | ٢٧برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

القوة العربية المشتركة.. لماذا الآن؟

بقلم: د.عبدالخالق حسين
دعى مؤتمر القمة العربية الـ26 المنعقدة في شرم الشيخ بمصر يومي 28/ 29 مارس 2015 في بيانها الختامي لتشكيل "قوة عسكرية عربية مشتركة تشارك فيها الدول اختياريا." وأيدت القمة عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن". وأشار البيان إلى "أن تلك القوة العربية تتدخل عسكريا لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء بناء على طلب من الدولة المعنية، وهو القرار الذي تحفظ عليه العراق".

والملاحظ أن سارعت أمريكا بتأييد تشكيل هذه القوة، وسكتت عنها إسرائيل مما يدل على رضاها رغم أنها أقامت الدنيا ولم تقعدها على إيران حول برنامجها النووي، ورغم تأكيدات طهران على سلمية برنامجها، وصدور فتوى من ولي الفقيه السيد علي خامنئي بتحريم السلاح النووي. ونظراً لما تلعبه مصر من دور مؤثر في هذه القوة المشتركة، رفعت أمريكا حظر السلاح عنها. وهذا دليل على أن هذه القوة هي ليست لضرب الإرهاب كما هو المعلن، ولا لتحرير فلسطين (قضية العرب المركزية كما أدعوا لعشرات السنين)، ولا تشكل خطراً على إسرائيل، بل لإنقاذ الحكومات العربية الرجعية من غضبة شعوبها.
والمفارقة أن العراق الذي تحفظ بحق على المشروع، كان قد طرح اقتراحاً مماثلاً في مؤتمرات قمم عربية سابقة لتشكيل مثل هذه القوة، ولكن اقتراحه قوبل بالتجاهل لأن القمم وجدت فيه مصلحة للعراق ضد الإرهاب، بينما تحمست له الآن.... فلماذا؟ وما عدا مما بدا؟

السبب هو أن السعودية تعيش الآن في حال رعب، ليس من تقدم الحوثيين في اليمن فحسب، بل ومن شعبها، ومن إيران، وخاصة بعد أن ظهرت في المفاوضات الجارية بين إيران والدول الست الكبرى بوادر التقدم (توصلت فيما بعد، يوم 2 نيسان/أبريل الجاري، إلى "اتفاق إطاري" لحل الخلافات بشأن برنامج طهران النووي).(1)

ويبدو أن السعودية كانت على علم مسبق بهذه النتائج بحكم علاقتها الحميمة مع أمريكا، وأن إيران ستحرز اعتراف أمريكا والدول الكبرى الأخرى بحقها في برنامجها النووي بحدود، ورفع الحصار الاقتصادي عنها، وتخرج إيران منتصرة كقوة عظمى مؤثرة في المنطقة يحسب لها ألف حساب. تزامن ذلك مع ما حققته قوات (أنصار الله، الحوثيين- وهم من المذهب الزيدي، فرع من الشيعة)، من انتصارات في اليمن وآخرها سيطرتهم على عدن، عاصمة اليمن الجنوبي وبدعم من الجيش المؤيد للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وهروب الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي إلى الرياض.
والجدير بالذكر أن قوات (أنصار الله) تحظى بدعم سياسي وإعلامي من إيران دون أن يكون للأخيرة أي وجود عسكري في اليمن. كذلك تزامن ذلك مع الانتصارات الرائعة التي حققتها القوات العراقية المدعومة بالحشد الشعبي المؤلف من كل مكونات الشعب العراقي كعلامة تلاحم الشعب مع الجيش، في تحرير محافظة صلاح الدين من دنس الإرهابيين الدواعش، تلك الانتصارات الساحقة على تنظيم "داعش" الذي صرفت عليه السعودية وقطر وتركيا مليارات الدولارات لإسقاط النظام العراقي الديمقراطي... فخاب أملهم.

فالسعودية تعتقد، وربما بحق، أن عدوى الانتصارات على الإرهاب في العراق، و انتصار الحوثيين في اليمن ستصل إلي الشعب السعودي وتحفزهم للثورة على العائلة الملكية الحاكمة، وربما هي نهاية نظامها القبلي البدوي المتخلف. ولذلك أصيبت السعودية بالرعب والهلع وبحالة من الهستيريا، أفقدتها صوابها وجن جنونها فشنت الحرب "عاصفة الحزم" على الشعب اليمني الفقير، ودون أن يكون لها أي مبرر معقول، لذلك استخدمت السعودية ما لديها من مال وفير لشراء ذمم وحكومات وجيوش بلدان عربية فقيرة مثل الأردن ومصر والمغرب، والتأثير على مؤتمر القمة العربية لتشكيل (القوة العربية المشتركة) على غرار (قوات التحرك السريع في حلف الناتو)، لإنقاذ أية حكومة عربية جائرة مهددة بالسقوط من غضبة شعبها.
فالقرار هو سعودي، ولا بد أن تكون قيادتها ونشاطاتها بيد السعودية، وما موافقة مؤتمر القمة العربية إلا لإضفاء الشرعية على تدخل هذه القوة المشتركة، وهي في حقيقتها (جيش من المرتزقة من فقراء العرب لخدمة الدول الخليجية الغنية التي لا تملك غير المال، والذي بواسطته استطاعوا البقاء لحد الآن).
والشيء بالشيء يذكر، ففي مقال قيم للدكتور فخري مشكور، بعنوان (اليمن ضحية الفلوس)جاء فيه: (في مطار احدى الدول الخليجية ختمَ الضابط جواز سفر مثقف عربي وناوله اياه وهو يقول له باستعلاء: "انتم تأتون الى هنا من أجل الفلوس"، فأجابه المثقف على الفور: " وماذا لديكم غير الفلوس؟")(2)
 
أعتقد أن هذه القوة، إذا قدر لها أن تتشكل فهي كارثة على الشعوب العربية الطامحة إلى حياة أفضل، ونهاية للتحولات الديمقراطية فيها، وضمان لاستمرارية الحكومات القبلية الرجعية الجاثمة على صدور شعوبها. فلو كانت هذه القوة العربية المشتركة موجودة خلال انتفاضات الربيع العربي لكان من حق الرؤساء: التونسي زين العابدين بن علي، والليبي معمر القذافي، والمصري حسني مبارك، واليمني علي عبدالله صالح، والسوري بشار الأسد،  طلب النجدة من هذه القوة العربية وسحق انتفاضات شعبوهم...

ولكن هذه القوة بما إنها ستتشكل بالمال السعودي والقطري، فلا يمكن استخدامها إلا بإنتقائية من ممويلها السعوديين والقطريين، وضد الانتفاضات الشعبية المطالبة بالديمقراطية والانعتاق من العبودية. ولذلك أعتقد أن هذا المشروع باطل ومآله الفشل. وحسناً فعل العراق وسلطنة عمان والجزائر في عدم تأييد هذا المشروع الشرير.

فالسعودية وحلفائها ليس لديهم أي مبرر لبقائهم على صدور شعوبهم ونحن في القرن الحادي والعشرين، حيث تشهد البشرية انتصار الديمقراطية، أي حكم الشعوب. فلم يبق أمام السعودية وحلفائها سوى إثارة الفتنة الطائفية المقيتة ضد الشيعة وإيران بحجة هيمنة إيران على المنطقة. أدرج أدناه رابط لفيديو(3) نشاهد فيه إمام الحرم المكي يعلن الحرب على ايران وكل الشيعة في العالم، بكل صفاقة وحماقة ودون أي خجل. ولا يمكن لهذا المنافق من وعاظ السلاطين أن يثير هذه الفتنة ما لم يكن بأوامر أسياده من آل سعود، وهذا دليل على يأس واستماتة العائلة الحاكمة، وخوفهم من شعبهم، لذلك لجأوا إلى إشعال حرب طائفية في المنطقة لا تبقي ولا تذر. ولكنهم سيفشلون، إذ كشفوا عن وجوههم الكالحة وسيحترقون بنيرانهم، وترتد سهامهم إلى نحورهم. وهذا هو منطق التاريخ كما نعرفه.(4)

والسؤال هو: لماذا تلجأ السعودية إلى دعم الإرهاب وإشعال الحروب الطائفية؟ هذا يحتاج إلى مقال مستقل.
3 نيسان أبريل، 2015
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com 
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- توصل إيران والقوى الكبرى إلى "اتفاق إطاري" بشأن برنامج طهران النووي
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2015/04/150402_iran_nuclear_talks

2- د. فخري مشكور: اليمن ضحية الفلوس
http://rayapost.com/index.php/2013-09-26-00-42-07/2215-2015-03-28-22-46-21

3- إمام الحرم المكي يعلن الحرب على ايران وكل الشيعة في العالم
https://www.youtube.com/watch?v=CGQ9cFV1iL4

4- د. غسان نعمان ماهر السامرائي: الحلف ضد الوهابية: ما عدا مما بدا؟
https://www.facebook.com/ghassanmahiralsamarrai/posts/1635456386683572

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
البرادعي: من العار ان يحدد سعر الشهيد المصري
بخمسة الاف ، والاماراتي ب”500″ الف دولار
نشرت بواسطة: مصطفى الحسيني في أخبار, عربي ودولي 03/04/2015 0 801 زيارة
انتقد نائب رئيس الجمهورية الاسبق محمد البرادعي مشاركة مصر في الحرب على الحوثثين ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية .
وقال البرادعي في تصريح صحفي ان عملية ” عاصفة الحزم ” لن تحقق اي من الاهداف التي اطلقت من اجلها فلا الحوثيين سينسحبون من مواقعهم ولا عبد ربه سيحكم اليمن من جديد .
واضاف , لقد اتصلت بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي  وحذرته من مؤامرة عالمية لجر مصر لحرب لاناقة لها بها ولاجمل .
واكدت له من جانب اخر انه من العار ان يحدد سعر الشهيد المصري الذي يسقط في اليمن بخمسة الاف دولار في حين يدفع للقتيل الامارتي والكويتي “500” الف دولار والباكستاني والسوداني ب”15″ الف دولار  .
واوضح ان رد السيد الرئيس جاء صادما” حين قال لي ان ثمن الدم المصري تم دفعه مسبقا” في المؤتمر الاقتصادي لدعم تنمية الاقتصاد المصري في شرم الشيخ .
هذا وتتواصل  لليوم السابع على التوالي العمليات العسكرية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن ضمن تحالف يضم كل من مصر والامارات والكويت والبحرين والاردن وباكستان والسودان في عملية “عاصفة الحزم ”


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter