الأقباط متحدون - الإثنين العجيب
أخر تحديث ٠١:٣٥ | الأحد ٥ ابريل ٢٠١٥ | ٢٧برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الإثنين العجيب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

Oliver كتبها 
 
جاع صباحاً ؟
قال الكتاب أن المسيح كان عائداً من قرية بيت عنيا إلي أورشليم صباحاَ و كان جائعاً؟
كان عجيباً أن يجوع هكذا في الصباح  مبكراً و هو الذي إعتاد علي الصوم.المرة الوحيدة التي ذكر لنا الوحي أنه جاع كانت في البرية و بعد أن قضي أربعين يوماً دون أن يأكل ثم جاع أخيراً.لكنه اليوم يجوع مبكراً جداً؟؟أحقاً جاع المسيح إلي الطعام؟ لأننا لم نجده يأكل اليوم كله بعد ذلك بل بقي يعلم و كانت أكثر الأيام التي علم فيها و كشف عجائب من مقاصده و من تدابيره للأبدية للجميع.حتي أنه إختتم كلامه في المساء بقوله لأني جعت فلم تطعموني.
لم يكن المسيح محتاجاً لأن يفطر تيناً لكن التينة المزروعة علي الطريق مهمتها إطعام الجميع لأن أشجار الطرق مشاع للكل.كانت الأمة اليهودية شجرة تين برية زرعها الرب لكي يطعم العالم كله بالإيمان من خلالها لكنها تقست و لم تأت بثمر.لهذا قال أن الزارع خرج ليزرع فسقطت منه بذور علي الطريق.كانت التينة بذرة علي طريق الخلاص لكنها لم تثمر شيئاً.كان يقصد أن تثمر و يكون ثمرها مجاناً لكل من يعبر بها و يتعامل مع شعب الله لكن طيور الهواء إلتقطتها و سيطر عليها روح العالم.

الجلجثة و الزيتون
عند دخول الشعب أرض الموعد منذ القديم كان هناك جبلان.جبل جرزيم حيث وقف عليه ستة أسباط يرتلون البركة والآخر جبل عيبال حيث وقف الستة أسباط الأخري يعلنون اللعنات لمن يرفض الوصية تث 27
و كان هناك وادي بين الجبلين يقف فيها الكهنة و معهم تابوت العهد.
المسيح له المجد كان يعيد مشهد دخول أرض الموعد الحقيقي.فكان جبلان.جبل أورشليم هنا حيث تيبست التينة و ماتت باللعنة وحيث صار الهيكل القديم مرفوضاً.و علي أحد قممه جبل الجلجثة حمل يسوع  اللعنة و قبل الموت عليه.و الجبل الآخر ملاصق لبيت عنيا و هو ايضاً جبل الزيتون حيث بارك الرب يسوع تلاميذه قبل صعوده و  كان هناك الوادي بين الجبلين حيث تابوت العهد الحقيقي المسيح له المجد و معه وقف تلاميذه كهنة العهد الجديد.إنه يرسم مشهد دخولنا أرض كنعان السماوية.
لهذا قال السيد لتلاميذه أنهم يستطيعون بالإيمان أن ينقلوا الجبل.... أي ينقلوا الذين تحت اللعنة ليكونوا تحت البركة.ينقلوا جبل عيبال.جبل الجلجثة.و يضعوه مع جبل جرزيم جبل الزيتون لأن ثمر الخلاص هو أيضاً لأجل ما قد هلك.ينقلوا جبل اللعنة و يطرحونه في بحر الدم.فتزول اللعنة كما عبر الملاك المهلك كل بيت إكتست قوائمه بالدم.

ورق فقط !
أنظر تينتك و إحترس لئلا يكون كل ما عندك ورق.أنت تعرف أن أوراق الشجر تحملها الريح بعيداً و لا تكون فيما بعد.أنت تعرف أن الأوراق تتساقط دوماً.أنت تعرف أن الناس لا يأكلون أوراق الشجر بل من الثمر يأكلون.أنت تعرف أن قيمة التينة في ثمرها لا في أوراقها.ليس في شكلها بل في إنتاجها.إنتبه لئلا يستغرقك الخارج و تتغافل عن الداخل فلا يجد المسيح فيك ثمر.
إذا سألتني و كيف تقتني الثمر أقول لك خذ من عصارة الروح القدس.إثبت في الأرض الخصبة أي المسيح ربنا.داوم علي شرب الماء الحي أي كلمة المسيح الحية.إمتص كل إحتياجاتك من الينبوع و لا تأخذ أكثر مما تحتاج.إذا سألتني سأقول لك لا تيأس إن لم تجد ثمراً لكن لا تكتفي بالورق.إجتهد و ستثمر يوماً ما.أطلب ثمر الروح يأتيك في أوانه.و إن أثمرت فلا تفتخر بثمارك لأنك لم تصنعها لنفسك بل أخذتها من عمل الروح الداخلي.
مأساة التينة أنها وقفت علي الطريق تخدع العابرين و توهمهم أنها ستشبعهم و هي فارغة.أما أنت فلا تخدع أحداً و لا تخدع نفسك خذ الشبع من المسيح و ليس من الناس.و إعط الناس من المسيح الذي يعطي الجميع بسخاء.صل لأجلهم ليأخذوا كما تأخذ.و يشبعوا كما تشبع.

تحلوا و تربطوا
 الرب يسوع علم تلاميذه و أعطاهم سلطان لكي يحِلوا و يربطوا.أما هم فلأنهم رأوا المعلم يحل المربوطين و يقيم الساقطين و يشفي المرضي و الموتي لهذا كانوا هم أيضاً يفعلون مثله.كانوا يحلون المقيدين و لكنهم لم يعرفوا كيف يربطون...لم تكن خدمتهم الحقيقية بدأت بعد.كانوا لا زالوا يتدربون.و كان لابد من درس ليفهموا منه كيف يربطوا و يمارسون الدرس عند الضرورة كما مارسوا درس كيف يحِلوا.و كانت الساعة قد إقتربت.و لو كان المسيح علمهم كيف يربطوا مبكراً في أوائل تلمذتهم لكان التلاميذ قد مارسوا هذا السلطان بقسوة.و قد رأينا كيف أنهم كانوا مستعدين أن يطلبوا أن تنزل نار من السماء و تأكل أهل السامرة لأنهم رفضوا المسيح.لو9 :54 .لهذا تأخر درس التينة حتي قرب الصليب.
كان كلامه مع التينة درس للتلاميذ عن مفعول الربط.كيف يبست في الحال.إستجابة فورية للأمر الإلهي. لهذا بعد أن ربط التينة قال لهم إن كان لكم إيمان و لا تشكون تفعلون أمر التينة أي تربطون.لكن هناك ما هو أفضل.أن تنقلوا الذين تحت اللعنة ليكونوا تحت البركة.أن تنقلوا الجبل من فوق رأس الخاطيء و تطرحونه في بحر محبة المسيح.لكن هناك قاعدة واحدة في الحالتين في الحِل و الربط... أن كل شيء تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه.أي أن الحل و الربط ما هما إلا طلبة يصليها الكاهن و لكن تحقيقها يأتي من فوق و ليس من الكاهن.مع وعد سابق من المسيح أنه يستجيب.حسب عدله و حكمه.
هنا مجدداً ينبه الرب يسوع كل الكهنة و الخدام و كل من يظن نفسه تلميذاً ليسوع أن يغفر.إغفروا إن كان لكم علي أحد شيء....إغفروا للناس قبل أن تفكروا في الربط.مر 11 : 25. الرب يسوع هنا يقدم الإطار الصحيح للربط.يقول فيه أن الحل أعظم من الربط.و أن نقل الجبل أعظم من لعن التينة.و أن الربط نهاية خدمة و ليس بدايتها ولا حتي منتصفها.و أن المغفرة مقدمة و واجبة علي الربط.و أن الحل و الربط إستجابة صلاة و ليس تقرير أمر.هكذا قصد المعلم الصالح من أمر التينة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع