الأقباط متحدون - أحد الشعانين
أخر تحديث ٠٢:٢٣ | الأحد ٥ ابريل ٢٠١٥ | ٢٧برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أحد الشعانين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
كيف تصبح منتصراً

Oliver كتبها

رواق الأمم
هذا هو اليوم الذي أعلن فيه السيد الرب شيئاً من المجد.سمح لنا أن نعرف كيف تفتخر بمسيحنا و نهتف له بأعلي صوت.علمنا كيف نمشي كالغالبين و نتكلم كالغالبين و نواجه الخصوم غالبين. .هو دائماً غالب.لكنه اليوم يريدنا أن نغلب معه و به و فيه.
 
دخل أورشليم كثيراً .هذه مدينته و هناك بيته و هيكله.نحن الذين كنا محرومون من أورشليم.ليست السمائية فحسب بل الأرضية أيضاً.كان ينبغي أن ندخل الحظيرة مع بقية الخراف.
 
كنا نحن الأمم نسير حتي حدود الرواق حتي أنهم اسموا هذا الرواق بإسمنا رواق الأمم.ما كان مسموحاً لنا أن نتخطاه.كان هذا الرواق في جنوب مبني الهيكل علي حدوده الخارجية البعيدة.كان أبعد نقطة عن قدس الأقداس.هو تقريباً علي الطريق.بينما كان اليهود يدخلون من رواق سليمان المواجه مباشرة لباب الهيكل المؤدي لقدس الأقداس.
 
 لم تكن مصادفة إذن أن الجحش كان مربوطاًعند الباب  خارجاًعلي الطريق مر11:3و علاقة ذلك بالأمم و رواقهم..لكن يسوع الراكب علي الأتان إصطحبه إلي الداخل.وقتها فقط علم التلاميذ سر الرسالة بشأن الجحش إذ قال لهم عنه ( الرب محتاج إليه).
 
لم تكن مصادفة أن يطلب اليونانيون أن يروا يسوع في هذا اليوم أيضاَ يوم الشعانين.يو12
 
كان المسيح يمهد لإصطحابنا منذ البداية.لم يذكر الإنجيل عن صباه سوي حادثة.أنه كان يجيب علي أسئلة الشيوخ لقد كان في رواق الأمم جالساً هناك كصبي كان يريد أن يقول للأمم ها أنذا .لكي تعلم الأمم أيضاً أن يسوع جاء و أن لهم فيه نصيب ليستمتعوا به منذ البداية.لو2
 
ما أصعب أن تعيش محروماً. أمامك كل النعم و أنت لا تنال منها سوي حسرة الحرمان.هذا ما نطق به سليمان في نشيده قائلاً لماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك...

كنا كلنا مقنعين.أفواه مكممة و أعين منغلقة و حرمان و حسرة رغم أننا في نفس الأرض نفس الحقل جوعي لكن الأفواه مكممة..حتي ذوي الإيمان من الأمم كانوا محرومون.كنا كلنا عند حدود رواق الأمم تتيبس أطرافنا و نتسائل ما عسي أن يكون بالداخل.ماذا يحدث هناك؟

كيف تكون الذبيحة و كيف يكون الكهنوت ما طعم الذبيحة و هل تختلف عن بقية اللحوم التي نأكلها.كانت كل الأسئلة تتوقف هناك علي حدود رواق الأمم.
 
كان اليهودي الأبرص يستطيع أن يدخل حتي العمق عند بوابة نيكانور حيث مدخل السلم ليرتفع و يكشف للكاهن عن شفاءه.و كنا نحن الأمم محرومون.
 
كنا نسمع عن حجرة الزيوت و حجرة الأخشاب القريبتان من مدخل القدس.ما كنا نجرؤ حتي إلي الوصول إلي حجرة الأخشاب أو الزيوت.أي تدني كنا فيه؟؟
 
لما كان يفتخر اليهود علينا بما في داخل الهيكل كنا بجهالاتنا نفتخر عليهم بأن رواقنا هو الوحيد ذو الأربعة صفوف من الأعمدة و ليس كبقية الأروقة ذات الصفين من الأعمدة.لأن الأعمدة التي بشرت اليهود ليست ككثرة الأعمدة الرسل التي بشرت لنا.
 
نعم كنا في جهالة لا نعرف قانينا.ليس أننا كنا فاقدين بشريتنا لكن  كنا فاقدين ما هو أعظم.كنا فاقدين أصلنا السماوي.و قدرتنا حتي علي التوسل إليه.كنا مهانين من اليهود و من أنفسنا فلم تكن لنا قيمة.لكنه اليوم قبل صراخنا حين شاركنا اليهود حتي إلي الداخل صارخين قائلين هوشعنا خلصنا.
 
إغلب من داخلك
 
ليست النصرة في ما تحمل من قوة أو سلاح.ليست النصرة فيمن معك مؤيدون و مناصرون.ليست النصرة حتي أن تهتف أنك إنتصرت و تشهد لنفسك.لكن النصرة أن ينتصر المسيح لك.أن تأخذ منه الغلبة.أن تثق أنه غلب العالم لك.
 
يتضايق الفريسيون من مجد المسيح و من تسابيح الأطفال.نحن الأطفال التي سبحت في دخول الرب الهيكل و قد إستكثر علينا اليهود أن نأخذ من المسيح نصيبنا فيه فإشتكوا ضدنا.لكنك أفحمتهم قائلاً و إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ. نحن أيضاً الحجارة القاسية التي لانت و صرخت بإسمك و قبلتك مخلصاً و فادياً.أخذنا منك نصرتك علي الفريسيين.أخذنا منك غلبتك للموت و لأبليس.أخذنا منك قوة الرفض لمن اراد أن يستحوذ عليك ليس حباً فيك بل رغبة منهم في تحريكك لتحقيق غاياتهم المهينة.لكنك لم تنقاد لهم إنتهرتهم و لم تنتهر الصارخين أوصنا. بل صرت رئيساً و منتقماً.أنت الذي قاد الجميع فتبعك الجميع نحو أورشليم هاتفين أوشعنا خلصنا.
 
لا موائد في الهيكل بعد اليوم
 
يدخل المنتصر يجدل سوطاً يسوق الذبائح إلي خارج.ما حاجتنا إليها فيما بعد؟إذا رأيت المسيح يجدل سوطاً فلا تخف.ليس هو الرب العنيف الذي يهين و يؤذي.بل هو الرب الحازم الذي يطهر و يعد لك مكاناً لائقاً لتعبده بالروح.سوط المسيح لا يطردك بل يطرد الأمور التي لم تعد ذات قيمة .سوط المسيح يرهب الشياطين و لكنه يطمئنك و ينقي لك مسكنك الذي هو مسكنه.
 
هل رأيته يقلب الموائد؟لا تفهم الأمر بالخطأ.هو يقلب موائد لا تقود لخلاصك و يعد مائدة قيل عنها – رتبت قدامي مائدة تجاه مضايقي  مز 23 .هل تظن أنك  بحاجة لمائدة الصيارفة إذا كان المسيح يقدم نفسه لك مجاناً؟الصيارفة يريدون أن يكسبوا منك لكن المسيح يريد لك أن تكسب أنت كل الخلاص منه مجاناً أتظن أن مائدة الصيارفة تعني شيئاً هنا؟ أنت تدفع للصيارفة لكن المسيح يدفع نفسه علي مائدة من صنعه لكي يأكل الجائع مجاناَ و ينال الأبدية أيضاً.كل ما يعطيك إياه الصيارفة تنفقه أما ما يعطيك المسيح فيبقي إلي الأبد.هل حقاً تريد مائدة الصيارفة؟خذ وقتك لتقارن بين موائد الصيارفة حيث الخداع و المساومة و بين مائدة المسيح المأكل الحق و المشرب الحق هكذا بلا مقابل ودون أي نوع من المساومة.
 
لقد كان الصيارفة ينهبون الناس مستغلين الشعور الديني و ضرورة تقديم الذبائح لكي يكنزوا لنفسهم مكاسب ظلم لكن المسيح خلصك من اللصوص لأنه السامري الصالح و قد دخل منتصراً علي اللصوص.فإسترد خسارتك و تقدم لمائدة المسيح المحيية.أتريد أن تنتصر علي اللصوص؟خذ من المسيح نصرة.أطلب منه أن يزيل الموائد الخداعة التي نصبتها في داخلك عن ضعف أو جهل أو إنحراف.لا تبكي علي هذه الموائد حين تراها مقلوبة.اشكر لأجلها و أتركها و إمض وراء يسوع المخلص و قل له هوشعنا خلصنا.الملك الآتي بإسم الرب.
 
سعف النخيل و أغصان الزيتون في إستقبال المنتصر.
 
هذه هي الأشجار القصيرة التي طالتها أيدي الجموع فإنتزعتها من فروعها  لتلوح بها للملك المنتصر و كأن كل واحد منهم يريد أن يشير إلي نفسه لكي يلتفت إليه  الملك و يضمه إلي مملكته.
 
لم يدرون أنهم فيما ينزعون الأشجار القصيرة يكشفون المكان حتي يبصرونه جلياً حين يأتي مجدداً إلي المكان كي يحاكموه.لكي لا ينكر أحد أنه وقف في المحاكمة بدلاً منا.
 
إنزع كل ما يحجب المسيح عنك.هذه الإنشغالات تربكك.إقطعها و لوح بها للمسيح كي يأخذك منها و يأخذها عنك.نحن عهد جديد لا يلبس البرقع بل نراه منتصراً وجهاً لوجه.
 
نزعوا أغصان الزيتون كما فعلت الحمامة التي أرسلها نوح لكي يتأكد أن الطوفان قد إنحسر عن الأرض و أن الحياة تبدأ من جديد.ها هو الزيتون الجديد و نوح الحقيقي داخلاً أورشليم و يوم الجمعة سوف يكون علي فلك النجاة الحقيقي مصلوباً و سينحسر طوفان الموت و سنعبر بالصليب الجحيم كله و ينتهي العقاب.ليست أغصان الزيتون سوي نبوة عن إنقضاء الهلاك .
 
كانت هناك من بعيد أشجار العرعر و السنط باسقة شامخة متعالية ليس لها نصيب في إستقبال الملك.لذلك كن متضعاً كالغصن لأن للرب يوم علي كل مرتفع و عال.
 
السعف ثمره التمر و الأغصان ثمرها الزيتون .من له ثمر سيكون في إستقباله.أما أشجار السنط و البلوط رمز القساوة و الكبرياء و كل  من يرتفع فهو بلا ثمر و نصيبه الحريق .إستعد لإستقباله.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter