الأقباط متحدون - العروبة حقيقة.. ولكن التحديات كثيرة!!
أخر تحديث ١٠:١٣ | الاثنين ٦ ابريل ٢٠١٥ | ٢٨برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العروبة حقيقة.. ولكن التحديات كثيرة!!

يحيى الجمل
يحيى الجمل

الأمل الوحيد للأقطار العربية من المغرب إلى البحرين هو فى أن تدرك – كما قلت ورددت أكثر من مرة – أن بقاءها على المدى البعيد مرهون بتوحدها. والأسابيع الماضية أبرزت عدداً من الحقائق – على أرض الواقع – تؤيد هذه المقولة وتؤكدها.

ولكن مع ذلك فإن التحديات كثيرة بعضها من داخلنا وبعضها من القوى المحيطة بنا وبعضها من قوى عالمية بعيدة ولكنها فاعلة.

إن الحقائق التى أبرزتها الأسابيع الماضية والتى تؤكد أن العروبة حقيقة لعل أبرزها هو ما تحقق فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى والذى وصفته بأنه كان أشبه بعرس عربى ثم ما تلاه من انعقاد القمة العربية وما اتخذته من قرارات بشأن قوة عربية مشتركة. من غير شك فإن هذا القرار هو إحياء لمضمون اتفاقية الدفاع العربى المشترك، كذلك فإن عاصفة الحزم التى شنتها السعودية ومعها عدد من الدول العربية الأخرى على الإمبراطورية الفارسية فى اليمن وما حققته حتى الآن من دحر لقوى الحوثيين المدعومة بغير مواربة من إيران – هذه الحقائق التى أبرزتها الأسابيع الأخيرة كفيلة بأن تؤكد للشعوب العربية وللحكام العرب سواء الذين شاركوا فيها أو تغيبوا عنها لأسباب تتعلق بهم - هذه الحقائق كفيلة بأن توحى للجميع بأن العروبة التى يتحدث عنها أمثالنا – من العروبيين – واعتقادى أنهم الآن كُثر من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق – هذه الحقائق كفيلة بأن توحى للجميع بأن العروبة حقيقة وليست وهماً أو خيالاً أو أحلاماً يرددها بعض الحالمين.

ومع كل هذا الذى قلته ومع حقيقة أن عالم اليوم لم يعد يعرف الكيانات الصغيرة التى حلّت محلها التكتلات بين العديد من الأقطار المتقاربة والتى قد لا تصل فى تقاربها إلى ما يجمع الأقطار العربية من وشائج وعلاقات من لغة مشتركة وتاريخ مشترك، وأهم من هذا كله هو أخطار مشتركة تهدد الأقطار العربية فى وجودها نفسه مع كل هذه الحقائق التى لم تعد خافية على أحد فإن هناك من التحديات الكثيرة التى تؤخر هذا الهدف – هدف التوحد العربى – وكما قلت فإن أهم هذه التحديات هو ما يتمثل فى الجمهورية الفارسية من ناحية والجمهورية العثمانية من ناحية أخرى، وقبل ذلك كله وأهم من ذلك كله إسرائيل وراعيتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية إلى جوار ما يجب أن نعترف به من وجود نوع من التخلف العقلى والتنموى والسياسى بشأن عدد ليس بالهيّن فى الشعوب العربية والأقطار العربية.

وأحب أن أشير هنا إلى أن إيمانى بالعروبة ودعوتى للتوحد بين أقطارها لا يعنى إطلاقاً معاداة القوى الإقليمية والعالمية المحيطة بنا ولكن عكس ذلك هو الصحيح وفيما عدا إسرائيل لأسباب لا تخفى على أحد فإننى أدعو إلى مزيد من التفاهم والتغلب على الخلافات مع كل من تركيا وإيران بل والولايات المتحدة الأمريكية نفسها ومحاولة إقناعها بألا تكيل بمعيارين أو بمكيالين سواء فى علاقاتها بهذه الدولة العربية أو تلك وبالذات فى علاقاتها بمصر بعد ثورة الثلاثين من يونيه وزوال الحكم الإخوانى الذى كان حليفاً لهم والذى أخرج من بعده «داعش» وأخواتها.

لابد وأن نبذل جهداً كبيراً مع الرأى العام داخل الولايات المتحدة الأمريكية وألا نترك ذلك الرأى العام مجالاً مفتوحاً للوكالات الصهيونية التى تعرف كيف تغرر بالرأى العام الأمريكى. علينا أن نقنع هذا الرأى العام أن مصالح امريكا الحقيقية هى مع العرب أساساً، ولا يعنى هذا أن نطالبها بأن ترفع يدها عن حماية إسرائيل ولكن كل الذى نريده هو أن تعمل هذه الدولة الكبرى قدراً من الموضوعية فى معالجة القضية الفلسطينية. وقد جاء وقت كانت فيه الولايات المتحدة تعلن أنها مع حل الدولتين وكانت تقول بعدم مشروعية المستوطنات – وهذا هو ما نريده منها وليس أكثر منه.

علينا أن نحرك الرأى العام فى تلك البلاد لأن الرأى العام هناك قوة مؤثرة.

كذلك علينا أن نحاول مع القوى الدولية الأخرى وفى مقدمتها الاتحاد الروسى والهند والصين والاتحاد الأوروبى. من كل مكان صديق أفضل بكثير من عداء لا جدوى منه ولا مبرر فى هذه الظروف.

وعاشت أمة العرب.

والله المستعان.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع