الأقباط متحدون - جماعة التكفير والهجرة الاسلاميةوجماعة الاميش المسيحية
أخر تحديث ٠٩:٥١ | الاثنين ٦ ابريل ٢٠١٥ | ٢٨برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جماعة التكفير والهجرة الاسلاميةوجماعة الاميش المسيحية

إرشفية
إرشفية

 حلول مبتكرة لمقاومة التطرّف والارهاب (٢٠)

الآميش (بالإنجليزية: Amish او Amisch) هي: طائفة مسيحية تجديدية العماد تتبع للكنيسة المنونية. نشأت الطائفة في العصور الوسطى، وهي فترة شهدت بروز حركات إصلاحية مسيحية كثيرة، منها الطائفة التي كانت تعرف حينذاك باسم المسيحيين الجدد الآنابابتيست التي يعتبر الآميش جزءا منها. ويبلغ عدد الآميش حالياً زها 249.000 موزعين على 22 مستوطنة في الولايات المتحدة وفي ولاية أونتاريو في كندا.
تعيش أقدم جماعة من الاميش في مقاطعة (لانكستر) في ولاية بنسلفانيا الامريكية، وهي منطقة زراعية نائية استوطنها الأميشيون الأوائل في العشرينات من القرن الثامن عشر، ويتراوح عدد أفرادها بين 16 و16 ألفا. وكان الكثير من الآميش قد لجأوا إلى تلك المقاطعة هربا من الاضطهاد الديني في أوروبا. ويتوزع أفراد طائفة الآميش على عشرات المستوطنات التي تعيش كل منها باستقلالية تامة وفقا لقوانينها الخاصة غير المكتوبة والمعروفة باسم"أوردنانغ" 
يتحدث معظم الآميش ثلاث لغات: لغة قريبة من الألمانية تسمى "بنسلفانيا داتش" في المنزل، ولغة قريبة أيضا من الألمانية تدعى "هاي جيرمان" في صلواتهم، والإنكليزية في المدارس.
◾حركة الآنابابتيست قوبلت بـ "التكفير" من قبل طوائف الكاثوليك والبروتستانت وتم الحكم عليهم بالإعدام وتم بالفعل إعدام الكثير منهم مما حدا بهم للفرار بـ "دينهم" في بداية الأمر من سويسرا وإقليم الألزاس الفرنسي وجبال جنوب ألمانيا. إلى أمريكا.
◾في عام 1536 وعلى يد قسيس كاثوليكي اسمه مينو سيمُنز تأسست حركة المينونايت والتي وحدت وبلورت حركة الآنابابتيست. وفي عام 1693 أسس مسيحي سويسري اسمه يعقوب آمان "یاكوب آمان" طائفة الآميش والتي انفصلت فيما بعد عن المينونايت. ومنذ ذلك الحين، أصبحت تلك الطائفة عرضة للملاحقة من قبل الكاثوليك والبروتستانت الذين اتهموهم بالكفر، مما حدا بهم إلى الفرار بدينهم إلى أمريكا وبالتحديد إلى ولاية بنسلفينيا نظرا لكون أمريكا حينئذ بلدا غير مأهول بشكل كبير ولأن فرص مضايقتهم تكاد تكون معدومة . وبالفعل استوطنت طائفة المينونايت بنسيلفينيا في عام 1720.
◾طائفة الآميش لا تؤمن بالتغيير فهم يؤمنون بالالتزام بالعيش كما جاء بالإنجيل الذي بين أيديهم بحذافيره, ولديهم مجلس "فتوى" يطلق عليه "أولد أوردر" وهم مجموعة من كبار السن المتدينين "المشايخ" يدرسون أي طاريء ويصدرون فتوى وفقا لما يرونه مطابقا لتعاليم الإنجيل وما يعرف فيما بينهم باسم "الأوردينان" وهي تعاليم إنجيلية تتبع بحذافيرها.
◾طائفة الآميش لا تؤمن بالكهرباء واستخدامها ولا بالسيارات بل ولا النقود الحكومية الورقية – إلا في حالات طارئة ! طبعا التطور أجبر مجلس الفتوى عندهم على إصدار فتوى بإنه يجوز للآميش أن يركب سيارة للضرورة ما دام أنه لا يقودها، وهم يستخدمون عوضا عنها الأحصنة أو العربات التي تجرها الأحصنة.
◾الآميش لا يؤمنون بإدخال أطفالهم للمدارس، وفي عام 1972 تم إصدار قانون خاص بهم يستثني طائفة الآميش من التدريس الإلزامي،* البنات البالغات والنساء عند الأميش يلبسن زيا محافظا جدا، فهن لا يلبسن إلا الأكمام الطويلة واللباس الفضفاض الطويل، متحجبات ولا يسمح لهن بقص شعورهن، يلبسن غطاء الرأس الأبيض إذا كن متزوجات وأسود إذا كانت غير متزوجة
◾الرجال لا يحلقون لحاهم أبداً.
◾طائفة الآميش تحرّم التصوير. والدليل عند الجماعة مأخوذ من سفر الخروج 20:4. بل إن لعب البنات (الباربي) التي يلعب بهن البنات ممحي عنها صورة الوجه.
◾الآميش يحرمون الموسيقى والمعازف.
◾طائفة الآميش لا يؤمنون بالتأمين، فهم يعتبرون كل شيء قضاء وقدر.
◾يجتمع الآميش عند حصول مصيبة لأحدهم، كاحتراق حظيرته فمثلا، فيقوم الجميع عندئذ بالمشاركة ببناء حظيرة جديدة للمتضرر.
◾الآميش لا يستخدمون الهواتف النقالة بل ولا حتى الهواتف الأرضية.
وقد تبرعت الحكومة وبنت لهم خارج بيوتهم كبائن على شكل أكواخ للاتصال في حالة وجود طارئ أو ما شابه.
◾الآميش عندهم التبديع والهجر (يطلق عليها بالإنكليزية: شنينغ "Shunning").
فعند الآميش كل من لا يتبع طريقتهم فهم مبتدعة ويهجرونه ويحرم على كل الآميشيين التعامل معه, وإذا كان "المبدَّع" الزوج يحرم على الزوجة أن تقربه أو تكلمه.
◾والآميش لا يشربون الكحول ولا يؤمنون بالمعاشرة الجنسية قبل الزواج.
◾لا يسمحون للنساء بقيادة العربات (الآميش لا يقودون السيارت أصلا، ويوجد بعض من الآميش في غير بينسيلفينيا يسمحون للنساء بالقيادة بشرط أن يكون معها نساء أو بالغين).
هذا عن طائفة الاميش وهي طائفة مسيحية متزمتة ولكنها مسالمة لم نسمع انها سعت الى اجبار غير الاميش للعيش بطريقتهم ولم نسمع انها قامت بوضع سيارات مفخخة امام مساجد المسلمين في بنسلفانيا كما انه لا يوجد بين اتباعها من يضع حول خصره حزاما ناسفا لكي يقتل نفسه ويقتل الآخرين بعد صلاة الجمعة او الأحد، كما انهم لا يقتلون من يخرج عن ملتهم ويترك مستوطنة الاميش وهم (يتعاونون على البر والتقوى ولا يتعاونون على الاثم والعدوان) ، وهم آمنوا بفساد المجتمع لذلك انعزلوا عنه ولم يحاربوه ولم يرفعوا راية الجهاد، ولكنهم ظلوا على عزلتهم وعلى إيمانهم جيلا بعد جيل برغم كل التكنولوجيا والتطور الحاصل حولهم، ومن يريد ان يعرف المزيد عنهم فيمكنه مشاهدة فيلم (الشاهد witness) بطولة هاريسون فورد. 
وعندما كنت ادرس في بنسلفانيا كنت أعيش بالقرب من مستوطنة الاميش في مقاطعة لانكستر، وقد زرت تلك المستوطنة مرة واحدة ووجدت كيف انهم يعيشون في عزلة وينزعجون جدا من زيارات السياح الذين يرغبون في مشاهدتهم والاختلاط بهم عن قرب.
...
وعلى الجانب الاخر وجدنا حركات مماثلة إسلامية انتشرت في النصف الثاني من القرن العشرين وكان أشهرها جماعة التكفير والهجرة والتي بدأها شكري احمد مصطفى. 
كان شكري احمد مصطفى يبلغ من العمر ٢٣ سنة عندما اعتقل عام ١٩٦٥ ايام حملة عبد الناصر على الاخوان والتي انتهت بإعدام سيد قطب ورفاقه وسجن العديد من المظلومين وبينهم شكري والذي لم يكن منضما وقتها للإخوان او لأي مجموعة سياسية اخرى وإنما كان منضما الى جماعة خيرية إسلامية وكان يعمل اماما لمسجد في وقته الاضافي ويقرا الشعر ولم يكن له اي ميول سياسية، ولكن جرى تعذيبه بكل قسوة داخل معتقلات الاخوان مما ادى الى كفره بالمجتمع الذي ظلمه ولم يجد ملجا سوى في التطرّف في أفكاره الدينية ولجا للكتب الصفراء واعتزل كل الناس داخل السجن بما فيهم الاخوان واعتبر ان كل المجتمع كافر بما فيهم الاخوان وبدا تنظيم "التكفير والهجرة" من داخل السجن، وكانوا لا يصلون الا مع أقرانهم من أعضاء التنظيم، وكان رفقاء السجن من الاخوان وغيرهم يطلقون عليهم لقب (المكفراتية)، وخرج شكري من السجن وهو شخص اخر تماما قلبه مملوء بالحقد والكراهية على كل الناس وعلى كل شيء، وبدء جماعة اطلق عليها في البداية (جماعة المسلمين) ثم بعد هذا اطلق عليها (جماعة التكفير والهجرة) وهي جماعة لا تختلف كثيرا عن جماعة الاميش المسيحية في انعزالها عن المجتمع وبالفعل هاجر الكثير منهم بيوتهم وزوجاتهم وعاش البعض منهم في جبال شرق محافظة المنيا، والفرق بينهم وبين جماعة الاميش هو انهم بداوا في محاربة المجتمع وسرقة محلات المجوهرات المملوكة للمسيحيين ومهاجمة الكنائس وخطف وقتل الشيخ الذهبي وزير الأوقاف المصري وتم القبض على شكري احمد مصطفى وتم إعدامه ، وانا اعتبره ضحية للظلم والتعذيب وضحية للكتب الصفراء التي كان يقرأها كما انه وفي المقام الاول ضحية لشروره والتي فشل في التغلب عليها وانساق لهذا الشر الذي وجده داخل نفسه.
...
والسؤال هو: حيث ان جماعة الاميش وجماعة التفكير والهجرة وغيرها من الجماعات الاصولية الاسلامية جميعها تلتقي في الفكر الذي يؤمن بفساد المجتمع ووجوب انعزاله، لماذا كانت جماعة الاميش مسالمة وجماعة التكفير والهجرة وغيرها جماعات عدوانية قاتلة، هل لان الكتب الصفراء والتي تعج بها الديانة الاسلامية تحرض على العنف؟ وهل لان المجتمعات الاسلامية والعربية في إجمالها تؤمن بالتغيير بالقوة؟ ام لان المجتمعات الغربية الأوروبية والأمريكية  والتي نشأت بها حركة الاميش هي مجتمعات اكثر تطورا وتؤمن بحرية الاعتقاد ؟ والاجابة على هذه التساؤلات سوف يكون موضوع الحلقات القادمة من تلك السلسلة في محاولة مني لفهم جذور العنف في المجتمعات الاسلامية، لأننا بدون تشخيص المرض بطريقة صحيحة وعلمية فلن تنجح اي وسيلة للعلاج.
نقلا عن إيلاف

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع