الأقباط متحدون - لا تنسّيّ الأفضلْ!
أخر تحديث ٠٠:٠٢ | الاثنين ٦ ابريل ٢٠١٥ | ٢٨برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لا تنسّيّ الأفضلْ!

بقلم: ليديا يؤانس
أسطورة قديمة تقول أن شاباً صغيراً تعود أن يرعي غنمه بالقُرب من إحدى الجبال بإنجلترا،  وفي يومٍ وهو يمشي وراء غنمه وجد تحت قدمه وردة جميلة جداً لم يري مِثلها من قبلْ في حياته،   إنحنى وأمسكها بِرفق وبدأ يُقربها من أنفهُ ليشتم رائحتها الذكية،  وفجأةً سمع صوتاً غريباً وكأن حِجارة الجبل ِتتكسر،   كانت كُتلة ضخمة من الجبل تتحرك بِبُطء لتفتح مغارة بالجبل، تجرأ الشاب ودخل المغارة وفي يدهِ الوردة،   وفجأة إنعكست إشعاعات براقة هُنا وهُناك لم يستطع مقاومة بريقها فرمي الوردة من يدهِ ليستطلع الأمر،   وإذ بهِ يجد كمية كبيرة من اللآلئ والجواهر الثمينة،   بدأ يجمع ما يستطيع حملهُ ثم أخُذ طريقهُ خارج المغارة وإذ بهِ يسمع صوتاً يقول:ُ "لا تنسّىَ الأفضلْ!" 

إعتقد أنه ترك بعض الجواهر الثمينة، فرجع مرة أخرى ودخل المغارة وجمع للمرة الثانية مزيداً من الجواهر،  ثم أخُذ طريقهُ خارج المغارة وإذ بهِ يسمع نفس الصوت "لا تنسّىَ الأفضل!"
للمرة الثالثة رجع المغارة ليجمع المزيد من الجواهر،  ولكنهُ لم يجد عِندهُ مكان لحمل المزيد فأخذ طريقه خارج المغارة،   وفجأة وجد الكتلة الحجرية تحركت وأغلقت باب المغارة وفى نفس اللحظة وجد كل الجواهر واللآلئ التى جمعها قد تحولت إلى تراب وسمع للمرة الثالثة نفس العباره "لا تنسّىَ الأفضل!"
وهُنا أدرك أن الوردة كانت هى سِرْ مُفتاح المغارة!

النهارده عندنا شخص نسّىَ الأفضل!  واحدة إسمها مرثا.
قصة مرثا وأُختها مريم مُسجلة في (لوقا 38:10-42).

في يوم من الأيام إصطحب يسوع تلاميذهُ الإثنى عشر ودخلوا قرية .. لا نعرف لماذا؟
ولكن ما نعرفه أن إسم القرية "بيت عنيا" وتعنى بيت العناء،   وهي على بُعد إثنين ميل ونصف جنوب شرق أورشليم،   حيثُ كان لعازر صديق يسوع يعيش مع أُختيهِ مرثا ومريم،    وربما إعتاد يسوع زيارتهم من حين لآخر وخصوصاً عندما كان يُريد أن يأخُذ خِيلوه بعيداً عن ضغط الخِدمة والعمل.
 
الآن قرر يسوع أن يقضى بعض الوقت مع تلاميذهُ فى بيت أصدقاؤه لعازر وأُختيهِ،  فقبلتهُم مرثا ورحبت بهم فى بيتها.

مرثا إسم آرامي يعنى سيدة أو مُديرة منزل،    ربما مرثا كانت الأكبر من مريم وإحتمال أنها كانت أرملة وهذا هو بيتها حيثُ يقطُن معها أخوها وأُختها.

في عالمنا اليوم،  الناس أصبحوا قلقيين، مهمومين، حائرين، مرتبكين، مشوشين، شاردي الذهن، غير واضحين فى أفكارهُم، هائمين على وجوههم،  وغير مُترابطين،  كُل واحِد عِندهُ إهتماماتهُ وأولوياتهُ،   كل واحد يناضل لتحقيق هدفهُ في الحياة سواء أكان مؤمناً أو غير مؤمناً.
 
كلمة أولوية أو أولويات تعنى الشئ الأهم من كل الأشياء المُهمة.

قِصة مرثا ومريم هي قِصة كل مؤمن يحاول أن يُعبر عن إيمانهُ ومحبتة للرب من خلال أعمالهُ.

بمجُرد وصول الضيوف بدأت مرثا عملها،  كانت مُرتبكة بإعداد التجهيزات اللازمة داخل المطبخ وخارجهُ،  كانت مُنفَعلة وسعيدة بضيوفها،  ولكنها بدأت تكلم نفسها ..  كُل هؤلاء الضيوف!!!   13 شخص غير أفراد العائله ..  نعم وليمة كبيرة ولكنها ليست ككُل الولائم .. وليمة للمُعلم وتلاميذهُ .. وليمة للصديق والحبيب يسوع. 
يجب تُجهيز الموائد ومكان لإستراحة الضيوف ونومهم.
ماذا أطبُخ؟ وياترى ماذا يُفضل يسوع وتلاميذه؟
آه ياربي أشياء كثيرة يجب عملها لكي يكون العشاء جاهزاً في الميعاد،  أكيد المُعلم وتلاميذهُ جوعانين بعد فترة سفر طويلة،    أكيد أنا مِحتاجة لمن يُساعدنى لإتمام كُل هذا العمل!
ولكن أين مريم الكسلانه؟

بينما مرثا تهرول هُنا وهُناك، وإذ بها تلمح مريم جالسة عند قدمي يسوع مُنهمكة فى الإستماع لحديثهُ،   لم يروق لها مارأتهُ فبدأت تُدمدم فى نفسها "كل هذه التجهيزات الكثيره وأنا بمُفردى!  مُش معقول!
آه .. مريم تجلس مع الرجال بدلاً من أن تُساعدني لتجهيز العشاء في الميعاد!   
مكان المرأه في المطبخ ورعاية المنزل وليس التعليم والدراسه!
لابد أن أعمل شيئاً،  لابد من أن أشتكيها للمُعلم لكي يُعطيها درساً في واجبات المرأة  ومسئولياتها!

مرثا كانت غرقانه بين الصحون والطعام،   بينما مريم كانت مثل التلميذ الذي يجلس بتواضع أمام مُعلمهُ،  أو بالأحري عند قدميه،   كانت قريبة فى جلستها من يسوع،   لم تكن تجلس بجانبهُ ولكن بتواضع عند قدميه. 
أينعم تلاميذ المسيح جلسوا أيضاً حولهُ ليستمعوا ويتعلموا مِنهُ،  ولكن مريم!  مريم إمرأة!!!

في ذلك الوقت في المُجتمع اليهودي كان دور المرأة أن تكون خادمة لزوجها وبيتها،   المرأه مِثل أي قطعة أثاث بالمنزل،   مطلوب الإعتناء بها وليس أن يكون لها دور أو رأي.
المرأة كانت مُحتقرة في المُجتمع اليهودي وليست مُحتقرة من الله في الكتاب المقدس!

حتى في وقتنا هذا نجد العديد من الديانات والمجتمعات يُعاملون المرأة بِدونية وبِلا كرامة،   المرأة بالنسبة لهُم أداة للمُتعة والخِدمة المنزلية،   لا مُسواة للمرأة مع الرجل في أي شئ  فهي مخلوق من الدرجه الثانية!

المرأة في المُجتمع اليهودي كانت ممنوعة من أن تعمل ما يعملهُ الرِجال وخاصة التعليم ودراسة التوراة.
وبالرغم من ذلك جلست مريم عند قدمي يسوع كتلميذ مثل تلاميذهُ لتتعلم مِنهُ،   يسوع قَدرْ إشتياقها وشجعها لتجلس وتستمع لهُ مِثل باقى تلاميذهُ.

مرثا فاض بها الكيل،   جاءت إلى يسوع بإنفعال وعلى مايبدو أنها قطعت حديثهُ!
مرثا لم تأتِ لتوبخ أُختها أو تؤنبها،  ولكن على ما يبدو أنها بدأت تؤنب يسوع نفسهُ،   على أنهُ لم يأخُذ في الإعتبار العمل الشاق الذى تقوم به،  وفي نفس الوقت لم يأمُر مريم بالذهاب لمُساعدة أُختها في المطبخ!

مرثا ركزت على نفسها وقالت لهُ "يارب أما تُبالى بأن أُختي قد تركتني أخدم وحدي."
مرثا لم تسأل مريم لمُساعدتها ولكنها أمرت يسوع "قُلْ لها أن تُعينني."
مرثا فقدت سيطرتهاعلى نفسها،  الغضب كان يُترجم تصرُفاتها وكلماتها.
مرثا كانت غير مُهذبة فى حديثها مع ضيفها الكريم المُبجل.
مرثا وضعت يسوع في وضع لا يُحسد عليه،  كان غَرَضهُ أن يُعلم تلاميذهُ ومريم عن طُرق الرب وملكوتهُ قبل أن يستمتعوا بوجبة العشاء الشهية.
ولكن الآن!  توتر ومشكلة قد تنشأ بين الأُختين .. كيف يتصرف؟   كيف يقف بين الأُختين اللتان يُقدرانه كصديق ومُعلم ويُحبانهُ؟ أي جانب ينحاز إليهِ؟

يبدو لي أن يسوع لم يوبخ مرثا ولم يؤنبها،   لم يقُلْ لها أنكِ أخطأتي بإنهماكك في عمل المنزل حتى ولو كان من أجلي،   لم يقُلْ لها أن أولوياتك لم تستحوذ على تقديري.
على ما أعتقد أن يسوع نظرَ إلى مرثا بعينيهِ الجميلتين البراقتين،  نَظرَ إليها بِحُب وبإبتسامة رقيقة على شفتيه،   وربما مزح معها ليُهدئ من ثورتها ويمتص غضبها. 
كل إهتمامهُ أن يُساعدها على أن تفهم ماهى الأولويات التى يجب أن تُركز عليها،   هُناك أولوية واحدة يجب أن تكون مركز حياتها وشُغلها وإهتمامها،   يجب أن يكون الرب يسوع هو الأول فوق كل إهتماماتها،  بل يجب أن يكون هو مركز إهتماماتها كلها.
يسوع أراد أن يقول لها أنكِ نسيتي الأفضل!
أراد أن يُعلمها حقيقة لآهوتيه. 
أراد أن يُعلمها الفرق بين الخبز الذى للمعده والخبز الذى للروح.
أراد أن يقول لها "أنا هو خبز الحياة"  إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد،  أنا الوحيد الذي تحتاجين أن تجلسي عند قدميهِ وتأكُليه أى تأكلي كلمتهُ.

"مرثا مرثا"  كرر إسمها مرتين ليشد إنتباهها لأهمية ما سيقولهُ،  "أنتِ تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة."
أنه وصف حالِتها بمُنتهى الدقه،   فهي تضطرب وتنزعج وتتشتت لأمور كثيرة.
إستمر يسوع في حديثهُ "ولكن الحاجة إلى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذى لا يُنزع مِنها."

ربما مرثا لم تتوقع ما قالهُ يسوع فإنزعجت أكثر،   أو أُصيبت بالإحباط،   ولكن الكتاب لم يذكُر ذلك.
هي ببساطه أرادت أن تُكرِمْ سيدها وتستضيفهُ بطريقةِ تليق بهِ،    كانت مُتحمسة ومُتلهفة لإكرامهُ كملك.
بالتأكيد مرثا فوجئت بما لم تتوقعهُ،   وخصوصاً بما قالهُ يسوع عن اُختها.

يُخيل إلي أن مرثا كانت في حيرة،   لماذا يسوع إمتدح وكرم أُختها بالرغم من أنها لم تفعل شيئاً سوى الجلوس عند قدميهِ!

مرثا للأسف إستهلكت نفسها ووقتها لدرجة أنها نَسيت الأهمْ،   لم تفهم ما يُريده الضيف،  ركزت على المطبخ والمنزل ونَسيت الضيف نفسهُ. 
مريم فَهِمتْ ما يُريده يسوع،  مريم تَحدت العادات والتقاليد، وإستهلكت ذِهنها في فِهم ما يُريده المُعلم فجلست تستمع وتتعلم منهُ.

نحن أيضاً إهتماماتنا وأولوياتنا تستهلك طاقتنا ونفوسنا،  أولادنا وعائلاتنا وأصدقاؤنا وكنائسنا وخدماتنا كل هذه الأمور تستهلك حياتنا لدرجة أننا ننسى الأهمْ والأفضلْ!
 
في أيامنا هذه كثيراً ما نسمع عبارات مثل "أنا مشغول" – "ليس عندي وقت" – "جدول أعمالي" وغيرهُم من الشماعات. 

قد تكون إهتماماتنا جيدة وضرورية لحياتنا ومستقبلنا فنجد أنفُسنا مشغولين 24 ساعة في اليوم وأحياناً 7 أيام في الأسبوع.  أصبحنا لا نرى سوى إهتمامات العالم،  أما خالق العالم فليس لهُ مكان في جدول حياتنا! 
ليس عندنا وقت لهُ،   ولا حتى عندنا وقت لراحة أنفسنا،   سنظل نركض ونجري ونلهث وراء إهتماماتنا لغاية ما نقع تحت وطأة الضغط النفسي والقلق وتشريد الذهن وفوق ذلك نصرخ ونقول لهُ "يارب أما تبالى بما نُعاني!"

اليوم أريد أن أسألك ما هي أولوياتك؟

مرثا كانت تتمتع بموهبة حُسن الضيافة وهذه موهبة روحية حدثنا عنها الكتاب المقدس،  ولكن مرثا جعلت هذه الموهبة مركز إهتماماتها لدرجة أنها لم تُركز على الضيف الذى سِتُقدم لهُ الضيافة.

ونحن أيضا مثل مرثا نُحب أن نكون مُضيفين فندعو الأصدقاء والأحباب على الغذاء أو العشاء.
أنا مُتأكده أن مرثا كانت تُريد أن تسمع وتستمتع بتعليم يسوع،   ولكنها سمعت القليل فقط،   بسبب إندماجها في إعداد الوليمة،  كانت تُريد أن تسمع ولكنها كانت مشدودة ومتوترة لكي تكون مُضيفة جيدة.

على العكس منها مريم كانت مِركزه على يسوع،  جلست تلتهم كل ما يقوله ويُعلم به،  أرادت أن تتغذي على الخُبز الحى وليس الخُبز الموجود بالمطبخ،   فمجدها يسوع وقال  "مريم إختارت النصيب الصالح الذى لا يُنزع منها."

نحن إذا تغذينا على خُبز الحياة سوف ننال بركات وسعاده مع حياة أبدية مع الرب وهذا هو النصيب الصالح الأفضل من كل كنوز الدنيا.

نحن أيضا مثل مريم محتاجين أن نتغذى على الخبز الحي،   محتاجين النصيب الصالح الذى لا يُنزع مِنا،   محتاجين أن تكون لنا شركة معهُ بأن نركز على قراءة كلمته ونتأمل فيها ونعمل بها.
لو لم يكُن الرب هو مركز حياتنا فالحياة سوف لا يكون لها طعم ولا تستحق أن نعيشها.
لو لم يكُن الرب هو مركز كنائسنا فالكنيسة سوف تموت.
عندما نضع المسيح أولاً ثم أي شئ آخر في حياتنا يكون ثانياً،   سوف نجد أننا إِخترنا الأولوية الأصحْ والأفضلْ،  إخترنا النصيب الصالح مثلما فعلت مريم،  عندما نفعل ذلك سوف نكتشف قوة التغيير في حياتنا وفي العالم من حولنا.

مرثا ومريم كُلُ مِنهُما تؤمن بالرب يسوع وتُحبهُ ولكن كل واحدة عبرتْ عن إِيمانها ومحبتها بطريقةِ مُختلفة.

مرثا إختارت المطبخ وأن تكون مُضيفة لهُ.
ولكن مريم إختارت أن تكون مُضيفة لهُ،   وأن تكون في نفس الوقت ضيفه عِندهُ،   أى هو المُضيف بالنسبة لها.

كلاهما ضرورى وجيد،   ولذلك يسوع لم يُدن مرثا،  ولم يُحقر من عملها،  التى أرادت أن تُكرمهُ بِه،   ولكنهُ يطلب الأفضل،  وهو أن تُركز على ان  تكون هيّ ضيفه عِندهُ يُقدم لها الخُبز الحي أي كلِمتهُ.

الرب يُريدنا أن نُركز عليهِ هو أولاً،   وتكون لنا علاقة وشركة معه من خلال وقت كافٍ نجلس فيهِ معهُ.
يُريد أن نكون ضيوفاً عندهُ يُشبعنا بنعمتهُ وكلمتهُ المُحييه،   وفي نفس الوقت يُريد أن يكون هو ضيفنا،   الذى نخدمهُ سواء في الكنيسة أو الشارع أو أي مكان بأن نُقدمهُ للعالم،   وأن نُحب الآخرين كما نُحبهُ هوّ   ونصنع معهم رحمة،   لإنهُ يقول كُل مافعلتموه بأحد هؤلاء الصغار فعلتموه بي.

ياليتنا نتذكر دائما أن "الحاجة إلى واحد".. مريم وجدت الرضى والملء عندما إختارتهُ هو النصيب الصالح في حياتها،  إعتبرت الجلوس عند قدميهِ الأفضل والأكثر إستحقاقاً من كل كنوز العالم.
نحنُ أيضاً مِثل مريم مِحتاجين أن نتوجهُ ملكاً على قلوبنا وحياتنا.

اليوم أنا أكرر مرة وإثنين وثلاثة ..  لا تنسيّ الأفضل!
إختار الأفضل،  إجعلهُ الأول فوق كُل أولوياتك وإهتماماتك،  إجعلهُ مركز كُل شئ في حياتك،  إجلس عند قدميهِ،  إقرأ كلمته وأدرسها وتأمل فيها،  وقدمها للإخرين،  كُن ضيفاً عندهُ ومضيفاً لهُ،  كُن تلميذهُ وخادمهُ.
إسأل نفسك هل جلوسي عند قدمي يسوع هو أهم أولوياتي وإهتماماتي أم لا؟

أنا أعتقد أن مُفتاح قصتنا اليوم هو العبارة التى قالها الرب يسوع لمرثا "مريم إختارت النصيب الصالح."
وأنا أيضا أقول لك،   إختار النصيب الصالح بأن تجلس عند قدميه لأنهُ أفضل من كُل كنوز العالم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter