الأقباط متحدون - ثلاثاء الملكوت الفوقاني
أخر تحديث ١٢:٥٠ | الثلاثاء ٧ ابريل ٢٠١٥ | ٢٩برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ثلاثاء الملكوت الفوقاني

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 كتبها أوليفر

أنتم من أسفل . و أما أنا فمن فوق
من لا يؤمن يموت. يو 8 :24 .. من لا يؤمن بالمسيح  المخلص الذي قد مات بدلاً عنه يظل الموت سيداً عليه. من لا يؤمن أن الدين قد سدد عنه يبقي دائماً مديناً.

باب الملكوت هو الرب يسوع المسيح فكيف يدخل أحد الملكوت و هو ينكر الباب.

ليست الأبدية شيئاً منفصلاً عن المسيح.لذلك من لا يعيش مع المسيح لا معني عنده للأبدية.

أما أنت  متي سمعت أنه يقول أنا من فوق أنا لست من هذا العالم تفهم أنه يقول لك أنا الحياة الأبدية ذاتها.لهذا قال ملكنا أن ملكوت السموات يشبه إنساناً ملكاً صنع عرساً.مت 22... من هو الإنسان إلا ربنا يسوع صانع الفرح بالصليب هذا هو ملكوتنا.

تقف كلمات المسيح مبهمة إذا فهمتها أرضياً.بالفكر البشري الضعيف.و تقف الكلمات ذاتها متلألئة حين تفهمها بالروح القدس من فوق و تقبلها بالإيمان دون أن تخضعها للعقل البشري بل تجعل العقل يخضع لها و يؤمن بها و يعيشها فيملأه الفكر السماوي.

سؤال صعب و إجابة أصعب مت24
سأله التلاميذ متي يكون هذا أي نهاية الزمان فكانت إجابته: واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الاب مر 13: 32

يقف الأرضيون أمام العبارة التي قالها رب المجد عن نفسه أنه لا يعلم الساعة الأخيرة و يظنون أن المسيح ليس الله لأنه قال أن الإبن لا يعلم اليوم و لا الساعة.هم يفهمون الكلام من أسفل بينما هذا الكلام من فوق.

المسيح يعرف الساعة و هو الذي يحددها لأنه كلمة الآب. هو رب هذه الساعة و كل ساعة. أن المعرفة التي في الآب هي ذاتها في الإبن.لأن الإبن في الآب.التلميذ فيلبس أراد أن يري الآب فقال له الإبن كل هذا الزمان و لم تعرفني يا فيلبس.من رآني فقد رأي الآب.كان السؤال يفصل بين الآب و الإبن و كانت الإجابة تصف وحدانية الآب و الإبن .فهل تظن أن فيلبس تمسك بالسؤال أم تمسك  بالإجابة؟لقد ترك السؤال و تمسك بما هو فوق.

هكذا أنت الآن تسأل كيف لا يعرف الإبن الساعة و الإجابة أنه ما دام الآب في الإبن و الإبن في الآب إذن لا يوجد ما يصنعه الإبن بعيداً عن الآب و لا ما يصنعه الآب بعيداً عن الإبن لأنه مكتوب كل ما للآب هو للإبن يو 16: 15 و مكتوب أيضاً. كل شيء به أي بالمسيح كان.حتي ترتيب اليوم الآخير بالمسيح كان و بغيره لا يوجد يوم أخير و لا ساعة أخيرة.

فإن سألت و ماذا قصد بأنه لا يعرف الساعة أقول لك هو يعرفها و لكن لا يريدنا أن نعلمها و هو ما يصب في مصلحتنا.لذلك قال في نفس الموقف عن نوح. أن الطوفان جاء و الناس لم يعلموا بموعده حتي جاء.كان نوح البار مشغول ببناء فلك النجاة لأجل الطوفان الذي سسيأتي و لم يكن يعلم متي يأتي و لا متي ينتهي..هذا هو  الدرس. اسهروا اذا لانكم لا تعلمون في اية ساعة ياتي ربكم .إنشغلوا بالبناء أي ( بالمحبة) لنستعد للساعة و ليس أن نعرف الساعة.

أولاد الله لا يعلمون متي يأتي المسيح ثانية لكنهم يؤمنون بمجيئه الثاني.فالمجئ الثاني موضوع للإيمان و ليس للمعرفة.المسيح يريد هذا لنا. المسيح يربط مجيئه بالإيمان و ليس بالمعرفة الإيمان هو ثقة بما فوق.سواء فوق العقل أو فوق الطاقة أو فوق المستوي..و هذا ليس جديدأً فنحن كنا نؤمن أنه سيأتي مولوداً من إمرأة تحت الناموس و لكننا لم نكن نعرف موعداً.هكذا يكون في مجيئه الثاني.

المسيح له المجد إستحسن أن يتكلم بهذه الطريقة.هذه لغة من فوق فإقبلها من فوق. علينا أن نصبر حتي نلقاه و سنفهم حينئذ كل ما هو فوق.علينا أن نقبل لغة المسيح و نأخذ إجابته بتصديق دون تشكيك.

أمورمن فوق  لم يصرح بها الإبن
1- في الأسبوع الأخير قبل الصلب حرص رب المجد علي ذكر بعض الأمور دون أن يشرح تفاصيلها.و كانت مسألة أن الإبن لا يعرف الساعة أحد الأمورالتي رفض أن يصرح عنها بما يعرف.و هي ليست المرة الوحيدة التي لا يصرح فيها بأمر من الأمور.

 2- هو الذي قال : ان لي امورا كثيرة ايضا لاقول لكم، ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الان يو 16: 12 .إذن لن يقولها – الآن- لكن فيما بعد أي فوق.حين نصبح معه و نستمتع بحديثه المباشر لنا وجهاً لوجه.

 و حين قال لتلاميذه بعد قليل لا ترونني ثم بعد قليل ترونني سأله التلاميذ عن معني هذا الكلام . فأجابهم بكلام يختلف عن السؤال و قدم لهم تعاليم عن الفرق بين الأسفل و الفوق.العالم و الكنيسة.

3- حين أوصاهم أن يبيعوا ثوبهم و يشترون سيفاً.لم يقل لهم بيعوا أملاككم و إشتروا سيوفاً علي قدر ما تستطيعون بل سيفاً واحداً و هم لم يفهموا أنه يقصد بالسيف كلمة البشارة.فقالوا هوذا سيفان...أي أنهم قالوا لا حاجة لنا لنبيع أثوابنا فالسيفان موجودان بالفعل و لأن ليس هذا ما قصده المسيح بل قصد التخلي و ترك  الثوب أي الملكية الخاصة لأجل الكرازة بإنجيل المسيح السيف الوحيد و ليس هناك سيفان أو مسيحان أو إنجيلان. .هذا الذي لم يستوعبه التلاميذ فقال لهم يكفي أي يكفي ما فهمتموه من أسفل.سيأتي الروح المعزي و ستفهمون الكلام فهماً مختلفاً من فوق.لو 22

 4- لما سأله بيلاطس من أين أنت لم يعط جواباً.هل لأنه لا يملك الإجابة؟ أليس هو من قال خرجت من عند الاب، وقد اتيت الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب»يو 16..

لكنه لم يصرح بذلك حتي تجرأ عليه بيلاطس قائلاً ألست تعلم أن لي سلطان أن اصلبك و لي سلطان أن أطلقك.هنا أفهمه السيد المسيح بحنوه أن السلطان (من فوق).يو 19: 11

عذاري حكيمات من فوق و عذاري جاهلات من أسفل مت25.
قصة البشرية تبدو واضحة في مثل العذاري.كل البشرية وضعت في جنة عدن في النور و البهاء و المجد.كل البشرية كان لها مصابيح.كانت العذاري معهن زيتاً في المصابيح.البعض حافظ عليه بإستجابته لعمل الروح القدس فيه و صار منقاداً بالروح إلي فكر الأبدية.و البعض إنطفأ فيه الروح القدس لأنه عاند و قاوم و أحزن الروح في قلبه وربما جدف و لم يحفظ النار المقدسة فيه.

الفرق بين العذاري الحكيمات و الآخري الجاهلات هو الزيت.أي الإستجابة لعمل الله في القلب بالروح القدس.

كانت العذاري جاهلات جداً.حين جاء العريس تذكروا أن مصابيحهن فارغة ليس فيها إستجابة لعمل الروح القدس.فماذا فعلت العذاري؟

تركت العذاري  العريس الآتي من فوق و ذهبت بعيداً تبحث عن باعة للزيت مع أن الزيت فيه وحده.طافت العذاري الجاهلات في دروب سفلية.تاهت العذاري حتي تأخر الزمان و ضاع أوان الحب.و الباب الذي كان مفتوحاً إرتفع إلي فوق آخذاً معه العذاري المستعدات .عادت الجاهلات تقرع الباب.و لم يكن نفس الباب.كان مغلقاً.

يا باب الأبدية الفاتح ذراعيه علي الصليب إقبلني فيك و لا تنغلق عني.ها أن زيتي شحيح لكنني أقصدك أنت أن تعطني من زيتك الوفير.إخلق في مصباحاً جديداً من فوق عوضاً عن مصباحي المتهالك.قلباً جديداً نقياً أخلقه في و إملأه زيتاً.

أعمال الذين من أسفل مت 23
 هم يحفرون القبور.يمضون وقتهم في الإنحدار.و كما يتطلب القبر عمقاً هم يتعمقون في الخطية.يحترفون إرتكابها.يزينون القبر كأن الخطية ممتعة و هي نجاسة.

هم بنو القتلة.يكملون أخطاء الأمم التي سبقت و هلكت بالشر.لا يتعلمون و لا يأخذون منهم عبرة.لا رحمة في قلوبهم إذ يرون مكيال الموت ناقص فيهتمون كيف يكملونه.

يتفننون في الخطية و القتل.فمنهم من يقتل.هذا كمال الشر.و منهم من يصلب أي يشهر بأخوته و لا يسترهم.و منهم من يجلد أي يمارس القسوة و التعدي علي أخوته.و منهم من يطرد الناس من المجمع أي يمارس سلطاناً ظالماً علي الآخرين.هذه كلها ميول شريرة عند الذين ينقادون من أسفل.

هؤلاء يأخذون الويل لأنفسهم.هم يحفرون القبور و يموتون فيها.يضعون العثرات أمامهم فيعثرون.لم يرغبوا في النظر إلي فوق.يطوفون البر و البحر لكنهم لم يفكروا في النظر إلي أعلي.إلي الجبال من حيث يأتي العون الإلهي.

إعطنا يا رب أن نرفع أعيننا و قلوبنا و أفهامنا إلي فوق فتتحد بك و لا تنحدر أبداً.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع