الأقباط متحدون - الفرق بيننا وبين العراق
أخر تحديث ٠٣:٠١ | الاربعاء ٨ ابريل ٢٠١٥ | ٣٠برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الفرق بيننا وبين العراق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
جمعني القدر مع أستاذ سابق لي بجامعة عين شمس، جلست معه هذه المرة بعد أكثر من اثنى عشر عاماً وأكثر من آخر لقاءاتي معه، لم أتخيل أنه بهذه الصورة السمحة الطيبة، فقد وجدته يجاذبني أطراف الحديث- أثناء انتظاري للقاء أستاذى المشرف على رسالة الدكتوراة التي أعدها- ويسألني عن توقيتات الأعياد المسيحية القادمة؟ ولما عرف مواعيدها أرجأ امتحان نصف الترم المقرر عمله للدفعة التي يدرس لها، وهو أمر أسعدني وأثلج صدري بل شجعني أن ألتقط طرف خيط أُلقِي لي بطريق المصادفة حينما أُثير أمامي مسألة رأيه فيما يحدث في العراق حيث قال:

العراق بلد مقسم لفئات ورفض استخدام لفظة عناصر، وهذه الفئات لها انتماءاتها السياسية والأيديولوجية المختلفة وهذا يسهم في إشعال الموقف هناك، وحينها انتهزت الفرصة وقلت له بما أن حضرتك متخصص في الحضارة الإسلامية وتخصصك في إيران والمشرق العربي فاسمح لي أن أسألك عن الموقف الإيراني في المنطقة؟ فقال إن إيران لها رؤية قومية فارسية وليس نزعة إسلامية كما تدعي وهذا ما يقودها ويقود توجهاتها ومواقفها في المنطقة، سألته عن أحلامها في تصدير الثورة الإسلامية؟ فقال إنها كانت ناجحة في البداية وكان الكثير من شباب السعودية متأثر بها، لكن الملك استطاع أن يستوعب هذا بتوفير المال فأزال دافع الجوع والفقر والعوذ الاقتصادي فأنهى على الأحلام الإيرانية كما يسعى خلفه لإنهائها باليمن.

فعدت لأسأله سؤالي الأهم، يا دكتور فتحي قل لي، ما الفرق بين مصر والعراق؟ فالعراق إن كانت منقسمة لفئات مختلفة أيديولوجياً وسياسياً ومذهبياً فمصر بها اختلاف ديني وأظنه أقوى من الخلافات المذهبية؟ فنفى هذا تماماً، وقال إن الخلاف المذهبي في العراق أشد عنفاً وتوتراً عن الخلاف الديني في مصر، ولا تنسى أن طبيعة المصري طبيعة منبسطة عشرية تهدم كل الأفكار المتشددة، تجد المصري في عز ضيقه وقت أن يسمع نكتة يضحك أو على الأقل يبتسم، طبيعة المصري تهضم الظلط وتلفظ الأمور الغير سوية، وحاول أحد الفتايين الجالسين في الحوار أن يقول أن الخلاف بين مصر والعراق هو المدنية والحضارة المصرية، فرددت أن بالعراق حضارة أيضاً ومدن مثلنا، فأكد الدكتور فتحي أبو سيف على حديثي وأضاف إن العراق بها حضارات عريقة لكن داعش تهدمها وبها مدن ومدنية، لكن بها أفكار يحملها البعض من كل الأطراف المتواجدة بالعراق تدفع للتناحر خاصةً عندما تضعف الدولة ويتم تأسيس أحزاب على أساس مذهبي، وذلك كله يدفع الكل للتقاتل خاصةً أيضاً بعد حكم عسكري شمولي متشدد في أفكاره وقامع للحريات ما يولد الانفجار بعد الكبت.

إلى هنا انتهى الحديث مع أستاذ التاريخ الوسيط الدكتور فتحي أبو سيف الرئيس السابق لقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس، راجياً من الله أن تبقى الطبيعة المنبسطة للمصريين متغلبة على الأفكار المتشددة والرجعية، ولنترك حماية الكنائس في أوقات الأعياد القادمة وغير تلك الأوقات في قبضة الله ثم الأمن والطبيعة المنبسطة للمصريين اللافظة لكل عنف.

المختصر المفيد مصر فوق الجميع.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter