يرجع الكثير من المثقفون، والمهتمون بالتغيرات التي طرأت على المجتمع المصري، الثقافة الوهابية التي انتشرت فيه، خلال السنوات الماضية إلى الهجرة المصرية إلى بلاد "الخليج"، حيث تسبب هذا في تغيير العديد من القيم والثقافات التي كانت سائدة في المجتمع، ومنها على سبيل المثال "قيمة العمل" حيث أصبح ينظر إليه بالمقابل المادي، وليس بقيمته المعنوية. 

 

أرقام واحصائيات
 

حسب موسوعة "ويكيبيديا" على الانترنت فإن هجرة المصريين إلى الخارج منها حوالي (≈٧٠٪)، فبالسعودية نحو مليون وبالأردن نحو نصف مليون وبليبيا نحو ٣٠٠ ألف (وتشير بعض المصادر أنّ عددهم يفوق ١,٥ مليون) وبالكويت نحو ٢٠٠ ألف، وتسكن أغلبية الـ٣٠٪ الأخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية، نحو ٣٠٠ ألف بالولايات المتحدة و١٠٠ألف بكندا و٩٠ألف بإيطاليا.

التأثير الثقافي والاقتصادي
 

يقول الباحث "أحمد أبو القاسم" -المقيم في الإمارات العربية- في بحث نشره على الانترنت، أنه على الرغم من الفوائد الاقتصادية للعمل في الدول الخليجية، إذا يشكل التحويلات القادمة منهم حوالي 75% من إجمالي العمالة المصرية فى الخارج، إلا أن الدولة المصرية لم تهتم كثيرا بحقوقهم والدفاع عنهم وتم إهدار حقوقهم. 

 

يضيف الباحث، حول التأثير الثقافي على المجتمع من قبل الثقافة الخليجية، أنه "لأول مرة يتم اختراق هذا المجتمع الأصيل وبأيدي أبنائه والعجيب كما أسلفت الذكر أن هذا الاختراق لا تقوم به حضارة أقوى مثل الفرس أو الروم فيما مضى ولكن حضارة -بل قل بداوة- لا يتجاوز عمرها أعمار أبائنا وأمهاتنا". 

"مؤامرة الوهابية"
 

يصف الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، قبل رحيله، الثقافة "الوهابية" بأنها "الأب الشرعي للجماعات الإرهابية"، موضحا سبب عداوته لها بأنها "الوهابية من وجهة نظري مذهب ديني متنطع، من بقايا مذاهب الخوراج، ويزايدون دائما على بقية المسلمين، وهم يعتنقون مذهب التحريم على إطلاقه، كما أنهم الآباء الشرعيون للجماعات الإرهابية المتطرفة، وهو ما أرفضه، ويرفضه أي مسلم عاقل يحترم دينه ووطنه". 

 

يرى عكاشة –في تصريحات أخرى- أن هناك مؤامرة لتهميش الثقافة المصرية وإحلال ثقافة تيار السلفية، وخاصة هذا الفصيل الذي يتلقّى الدعم من معاقل الوهابية، ولكن مع كل هذا، فالثقافة المصرية أكبر من تلك السخافات".