Oliver كتبها
الماء و الفصح و السيف
في اليوم الذي ينبغي فيه أن يذبح الفصح.أرسل معلمنا الصالح بطرس و يوحنا ليعدا الفصح.أخذ بطرس سيفه الصغير و أخذ يوحنا قلبه الكبير.و ذهبا حيث أرسلهم السيد. المسيح يطلب سيفاً و قلباً.أما السيف فلكي يضعه المرء حداً بين الوصية و الخطية و أما القلب فلكي يضعه المرء حباً فيمن وضع نفسه حتي الموت.
السيف واجب لذبح الذبيحة و الماء ضرورية لتطهير من يتقدم للذبيحة.وعلامة بيت الفصح هي الرجل حامل جرة الماء. الفصح و الماء متلازمان. جسد المسيح و دمه وعمل الروح القدس للتطهير متلازمان أيضاً .
أوصي مسيحنا الحلو التلميذين أن يتبعا الماء و حامل الجرة رمزاً للروح القدس الذي يقودنا للمسيح. حيثما يدخل ندخل وراءه لأنه يدخلنا إلي خباء الثالوث لندرك أعماقه.
لذلك ليس مستغرباً أن الموضع الذي تم فيه الفصح كان هو نفس الموضع الذي حل فيه الروح القدس علي الكنيسة الأولي كألسنة نار.فالآب أرسل الروح القدس هنا و الإبن قدم نفسه ذبيحة هنا.هنا بيت الثالوث.هنا في قلبك أيضاً يا من تأخذ جسد الرب و دمه.
بطرس ذبح ذبيحة الفصح بالسيف فكان عمله مكرماً و في المساء قطع بطرس أذن عبد رئيس الكهنة بنفس السيف فكان مُلاماً.الإنجيل كهذا السيف له وجهان إما أن تحيا به أو يدينك هذا ما قاله معلمنا.
إنطلق التلميذان لكي يعدا الفصح ويا للعجب لقد وجدا الأمر كما قال لهما مخلصنا الصالح كان هناك رجل حامل جرة الماء سبق و أعد العلية .و ملأ الماء في جرته.و بقي السؤال....من الذي أعد الفصح؟ هل هما التلميذان أم يسوع الذي رتب الأمر,لأنه لما ذهب التلميذان وجدا كل شيء كما أخبرهما به ؟ هذا ما يحدث كل مرة تتقدم فيها لجسد الرب و دمه.يبدأ الكاهن خدمة إعداد المذبح لكن الحقيقة أن المسيح أعد كل شيء حتي المتناولين من قدساته.لم يجدا التلميذان ما يعداه.فالعلية مهيئة و حامل الجرة يملأ الماء للجميع .كأنهما ذهبا فقط ليكونا شاهدين لعمل المسيح للبشرية فذبحا الفصح القديم و إنتظرا قدوم الفصح الجديد.هذا هو دور الكهنوت الجديد,الكاهن هو الشاهد الأمين الذي ينتظر حضور السيد علي مذبحه.هذا ما حدث في الفصح.أنت تستعد للذبيحة و لكن الذبيحة هي التي تعدك.لو22.
علية صهيون
كما يقودنا الروح القدس للسمائيات هكذا قادهم حامل الجرة إلي بيت مرتفع عن الأرض هو بيت مريم أم مرقس الرسول الذي صار معروفاً بإسم علية صهيون لأنه قابع علي جبل صهيون.قادهم حامل الجرة إلي المصاعد و أوصلهما إلي فوق لكي يستعدا لما هو أعظم.دخل التلميذان البيت.من الداخل يبدو فقيراً بسيطاً لكنه كالمزود.قيمته في المولود نفسه.هكذا العلية.و هكذا أنا و أنت.قيمتنا في الساكن فينا.في مسيحنا.
للعلية طابقان.إذا وقفت في الطابق العلوي ستنظر أمامك قبر داود النبي و قبر سليمان أيضاً.يبدو أن المذبوح هنا علي صلة بداود و سليمان؟هو في الحقيقة إبن داود و أعظم من سليمان.هذا البيت يشبه العهد القديم.يأخذك لتصعد فيه إلي العهد الجديد حيث تتقابل مع المسيح تأخذه و تأكله و تشربه.سبع درجات بين الطابقين.سبعة هو رمز عمل الروح القدس في الكنيسة و في أسرارها السبعة.
من شرفة العلية أيضاً يمكنك أن تبصر جناح أو حجاب الهيكل المرتفع.هذا الذي إنشق نصفين وقت الصلب. قبل أن ينشطر الهيكل القديم و يتحطم.سبق رب المجد و أعطاناً هيكله الحي الذي ليست فيه ذبائح الناموس .
هيكلاً ليس لكي ندخله إنما لكي يدخلنا و يسكننا و نتحد به.هيكلاً نأكله إذ ليس فيه حجارة القديم.هيكل العهد الجديد حيث يجتمع الثالوث مع الإنسان.من يناله يصير هو أيضاً بيت الثالوث.
غسل الأرجل
في القديم غسل إبراهيم أب الأباء أقدام ضيوفه فإستحق أن يعلن له الرب عن شخصه إذ كان واحد بينهم.ليس من طريق تكسب به النفوس أروع من غسل الأقدام.لهذا في اليوم نفسه الذي أسس فيه المعلم سر الشكر أسس فيه ايضاً خدمة غسل الأقدام.
طاف كثيرون يعلمون أقوال المسيح و طاف قليلون يعملون بغسل الأقدام مع أن المسيح فعل هذه و تلك.و الذي لا يمكن أن تكسبه بالتعليم تكسبه أفضل بغسل الأقدام.
تشاجر التلاميذ في الطريق متنافسين من منهم يكون الأعظم؟ المسيح طهر تلاميذه من الغضب بغسل أقدامهم.و كلنا نستطيع أن نسلك كما سلك معلمنا.و نطهر الكثيرين من غضبهم بغسل أقدامهم أي بالإتضاع و عدم الملاججة.في المغسل إختفت أقذار الأقدام.و تطهر الجميع لكي يستحق التقدم لسر الأسرار.في المغسل عند قدمي يسوع تعال أنت أيضاً.لا تستح.لأن بطرس لما إستحي كاد أن يحرم نفسه من النصيب مع المسيح.دعه يغسلك.و عنده منشفة ليجفف دمعك.إنسكب إنسكب فهناك تتنقي.إحترس لئلا تقف أمامه كمن لا يحتاج إلي غسل.بينما كلنا في أقذارنا ننتقل من وحل لوحل.قف كالعشار أمامه.و سيغسلك.و يعطك النصيب الصالح تماماً كالذي يأخذه الأبرار.لأنه متي غسلك المسيح تصير عنده نقياً .هنا يبدأ درس الصليب.هنا التخلي الحقيقي عن الذات.هذا حجر الأساس في منهج العهد الجديد.
لا تسأل من اليوم من الأعظم.فالمفاهيم تغيرت.هذا عهد جديد في كل شيء.في خبزه و خمره.في ماءه و روحه.في تعاليمه و أفعاله.هذا عهد غسيل الأرجل.
سر الأسرار
شكر و كسر و أعطي....هذه ثلاثة أفعال تجمع مكاسب العهد الجديد كله.فالشكر هو إعلان الآب بواسطة الإبن.و الكسر هو كل ما صنعه الإبن للبشرية كي يقدمنا للآب متصالحين.و العطاء هو عمل الروح القدس الذي يأخذ مما للمسيح و يعطينا فنقتني حتي شركة الثالوث.
الشكر محا خطية عدم الشبع التي سقط فيها أبوينا في الفردوس.و الكسر محا الموت الذي جلبته علينا الخطية.و العطاء عوضنا عن كل ما فقدناه بالخطية.لهذا شكر و كسر و أعطي.
الشكر للآب و الكسر للإبن و العطاء بالروح القدس.هذا السر هو سر الثالوث.
هو شكر و كسر و أعطي و نحن نأكل و نشرب و نخلص . السر مجاني وميراث الخلاص الأبدي مدفوع مجانيبجسد و دم الفادي.
هذا هو التحقيق لمثل عرس إبن الملك.هنا نفهم ماذا يقصد بأن المائدة معدة.هنا نفهم قصد النبوة – هيأت قدامي مائدة- هنا نفهم لماذا قلب موائد الصيارفة.لأن المائدة جديدة و ما عليهامجاني مع أنه أغلي من كل كنوز العالم.
لما نظر إلي الآب إلي فوق شكرو لما نظر إلي نفسهكسر و لما نظر إلينا أعطي.
بين شكر و أعطي كان كسر الأبن علي الصليب.لأنه الوسيط الوحيد لنا مع الآب.
هذا هو العهد.أن الآب يري دم الإبن فيأمر الموت أن يعبر عنا.هذا هو العهد ليس مكتوباً بورق و حبر.بل بجسد و دم.هذا هو العهد الجديد الذي لا نقرأه بل نأكله و نعيش به.
لذلك أتي معلمنا الصالح ليكون لنا عهده بعد أن أضعنا كل العهود.لكنه أعطانا عهداً يفوق كل ما ضاع منا.نعم أعطانا أن نأكله و نحيا به فكيف يسود الموت علينا و المسيح فينا؟