العدو يخطف أرواح 30 طفلا بريئا.. والعالم يصمت
خاص – الأقباط متحدون
ذكرى المذبحة وضمير العالم
مرت أمس، الأربعاء، الذكرى الخامسة والأربعون لمذبحة بحر البقر التي قام بها العدو الإسرائيلي، والتي راح ضحيتها عشرات الأطفال، وعبر عنها الراحل صلاح جاهين حينما قال: "الدرس انتهى لموا الكراريس.. بالدم اللي على ورقهم سال.. في قصر الأمم المتحدة.. مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا؟.. يا ضمير العالم يا عزيزي"...
طائرات أمريكية
"بطائرات الفانتوم الأمريكية ضرب العدو مدرسة مصرية للأطفال"، "استشهاد 30 طفلا وإصابة 36 بالإضافة إلى 11 من العاملين في المدرسة"، هكذا نشرت صحيفة الأهرام الجريمة الإسرائيلية في صدر صفحتها الأولى، ولخصت العدوان الإسرائيلي الذي لم يرحم الأطفال.
30 شهيدا و50 مصابا
في صباح الثامن من أبريل، عام 1970 ميلادية، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارة جوية على مدرسة بحر البقر في قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 30 طفلا و50 من العاملين وتدمير مبنى المدرسة تماما.
بيان الإذاعة
قالت الإذاعة المصرية في بيانها عن الحادث: "أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و 20 دقيقة من صباح اليوم علي جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية و سقط الأطفال بين سن السادسة و الثانية عشر تحت جحيم من النيران"
مدرسة من 3 فصول
مدرسة بحر البقر تتكون من دور واحد يضم 3 فصول، قامت 5 طائرات إسرائيلية بشن غارات جوية عليها، بواسطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدي هذا تدمير المبنى بالكامل، ومن حسن الحظ، أنه في هذا اليوم، كان عدد الحضور 86 طالبا فقط.
بيان وزارة الداخلية
أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا، قالت فيه إن عدد الوفيات 29 طفلا وقتها وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة ، وأصيب ومدرس و11 شخصاً من العاملين بالمدرسة. وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب.
غضب دولي
الهجوم الغادر أثار حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وأجبر الرأي العام العالمي الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية، وقامت مصر بتدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف.
رسالة أطفال بريئة
الأطفال الذين نجوا من المذبحة بعثوا برسالة إلى "بات نيكسون" زوجة الرئيس الأمريكي وقتها "نيكسون"، وسألوها:هل تقبلين أن تقتل طائرات الفانتوم أطفال أمريكا؟! أنتِ الأم لجولى و تريشيا والجدة لأحفاد.. فهل نستطيع أن نذكر لكِ ما فعله زوجك مستر نيكسون؟؟
جرائم لا تسقط
عام 2013 وبعد مرور 43 عاما قام العديد من ضحايا الحادث برفع دعوى قضائية مطالبة إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابي المجزرة مادياً ومعنوياً بما لا يقل عن التعويضات التي حصلت عليها إسرائيل عما يسمى بالهولوكست من ألمانيا، حيث أشارت الدعوى إلى أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وضد السلام تخضع لقوانين ثابتة.