الأقباط متحدون - جمعة الفصح الحقيقي
أخر تحديث ١٩:٥٦ | الخميس ٩ ابريل ٢٠١٥ | ١برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جمعة الفصح الحقيقي

باراباس
باراباس

2- باراباس حراً

كتيها أوليفر

الثلاثمائة و الثلاثين مت 26: 1 - 14
لما سكبت مريم البارة طيبها تذمر الخائن قائلاً كان يمكن أن يباع هذا الطيب بثلاثمائة دينار.كان لكل شيء عنده سعراً.فلما إنسكب الطِيب خارت قواه إذ خاب أمله في الغني و ذهب يبحث عن مكسباَ بديلاً.كان المسيح هو آخر من يعرفه.كان مطلوباً للموت.الخائن يعرف ذلك جيداً.قال لنفسه لأخرج  بصفقة.ما الفرق بين أن يموت وحده أو يموت و أقبض أنا ثمنه.؟ كانت كل عباراته مكسوة بالشيطان.و لم يعرف أن ثمن خيانة المسيح باهظ.

هو لا يعرف الفرق أنه كالفرق بين الحياة و الهلاك.الفرق بين أن تبيع المسيح و بين أن تشتري منه خلاصك و سلامك و أبديتك. قدم يهوذا عرضه لرؤساء الكهنة : ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم؟ لقد تنازلت طموحاته من ثلاثمائة دينار إلي ثلاثين من الفضة.باع الذهب ليشتري فضة فلا طال الذهب و لا طال الفضة.طمع في الثلاثمائة ففقدها و طمع في الثلاثين فلم تشبعه.هذا إبليس يفعله.يغرينا بثلاثمائة لكي نتبعه ثم يلوح بالثلاثين لأنه كاذب.حينها ننتبه أن ما فقدناه كثير و نندم .لكن الروح فينا يمنع الندم أن يقتلنا كما قتل يهوذا.

إبليس فعل هكذا أيضاً  مع بيلاطس .بدأ بيلاطس مساومته أن يطلق المسيح مجاناً كحسب عادته بإطلاق أسير كل عيد.ثم لما أهاج إبليس الناس عليه قال :أؤدبه و أطلقه...ثم هاج الناس أكثر فقال أجلده...ثم أسلمه ليصلب و هذا ما يهدف إليه إبليس يبدأ بإغراء الوهم بالإطلاق و الحرية و ينتهي بالأسر و الموت. غير أن موت المسيح مختلف..

باراباس حراً مت 27 :15-26
كان باراباس أسيراً .كنا كلنا أسري.و كان باراباس لا ينتظر سوي الموت.و كنا ننتظر معه.كان باراباس مضبوطاً في جرائم كثيرة فتنة و قتل و نحن أيضاً. وقف المسيح و باراباس في نفس المكان لأنه أراد أن يأخذ مكان باراباس. كان باراباس نحن و نحن كنا باراباس.ثم جاء لنا المنقذ.الواثق و كل ما يصنع ينجح فيه. وقف رؤساء الكهنة يهيجون الشعب كي يختاروا أن يطلق بيلاطس باراباس و يصلب المسيح.

لم يطلب باراباس الحياة لأنه لم يفكر فى الحياة بل في الموت.لم يطلب الحرية لأنه لم يكن يتوقعها.كان ينظر للمسيح كشخص عجيب.باراباس رجلاً متمرساً في الشر.يعرف كل أودية الظلام.قطاع الطرق أصدقاءه و القتلة معروفون لديه.لم يكن المسيح ممن رآهم و لا سمع عنهم .لم يكن في زمرة الأشرار الذين يصاحبهم.كيف جاءوا به إلي هنا؟ لو كان قد فعل شراً لكنت قد عرفته.أنا أعرف الأشرار و هذا الرجل بار.لذلك حتماً سوف يختارونه للإطلاق و سأموت أنا؟؟ كان في كل عيد يطلقون أسيراً واحداً و حتماً سيكون يسوع.لكن هذا العيد عجيب.و الأسير لن يكون واحداً.سيطلق الرب كل المأسورين.لأنه جاء لينادي للمأسورين بالإطلاق.لو4 : 18 .لم يكن يتصور باراباس أنه سيكون واحداً من هؤلاء الذي جاء المخلص ليطلقهم إلي حرية مجد أولاد الله.

نبوات لم يقصدها قائلوها
في الإسبوع الأخير فعل الكهنة أموراً هي أقرب للنبوة دون أن يدركوا ما يفعلون.

قال أحدهم أنه خير أن يموت واحد عن الشعب و كانت نبوة من رئيسهم قيافا.يو 18 : 14

لم يكن يعرف قيافا كيف يكون موت المسيح خير و لا كان يقصد قيافا أي خير.لقد إستنطقه الله ما ينفعنا نحن.

تنبأ قيافا أيضاً قائلاً أنتم لا تعرفون شيئاً.....نعم و لا زلنا لم نعرف المسيح كما ينبغي.و لا زال اليهود لا يعرفون عن المسيح شيئاً.

قال الكهنة ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فياتي الرومانيون وياخذون موضعنا وامتنا.و قد تركه اليهود و آمنا به نحن و أخذنا موضع شعب الله و أصبحنا نحن خاصته يو 11 : 48 و هم لم يكن يقصدون النبوة.

قالوا عن فضة يهوذا التي أسلم المسيح مقابلها : لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم

نعم كانت ثمن دم.لا نرشه علي قوائم البيت بل نشربه ليعبر عنا المهلك.ثمن أزكي دم و أطهر دم.مت 27 : 6 لا يحل أن نلقي ثمن الخيانة في بيته بل لنطرحها الآن عند قدميه و نعترف و نندم لكي ندخل بيت الأبدية دون خيانة.

رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع لأن موت باراباس لم يكن ينفعنا بشء بل موت المسيح.كانوا يطلبون لنا الخلاص دون أن يفكروا في خلاصهم هم أيضاً.مت 27 : 20

قال رؤساء الكهنة لبيلاطس عن المسيح له المجد: فصرخوا بجملتهم قائلين خذ هذا و اطلق لنا باراباس لو 23 و قد أخذناه نحن و أطلقنا هو من الموت.و أما هم فأخذوا باراباس و ماتوا.إياك أن تختار باراباس و تترك المسيح.

قالوا: خلص اخرين و لم يقدر ان يخلص نفسه ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب لنؤمن به...و هو حقاً المخلص الذي خلص الجميع غير أن رفضه تخليص نفسه كان هو سر حياتنا الآن.نعم خلص آخرين حتي الذين هتفوا ضده ليُصلب.كان الكهنة يتكلمون عن الخلاص و هم قابعون في الهلاك.
مضي الكهنة وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر فلم تعد عندهم حجة لإنكار قيامته.هم بأنفسهم ختموا قبره و كانوا آخر الشهود علي موته و دفنه لأجلنا.مت 27: 62-66

لقد وصل العهد القديم إلي باب القبر المغلق المختوم و أما باب العهد الجديد فهو مدحرج و قبره مفتوح إذ ليس للموت فيه سلطان و لا القبر فيه نهاية.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع