الأقباط متحدون - موسم مناهضة الفسيخ
أخر تحديث ١٣:١١ | الجمعة ١٠ ابريل ٢٠١٥ | ٢برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

موسم مناهضة الفسيخ

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ماجد سمير
في مثل هذه الفترة من كل عام يبدأ الإعلام المصري موسم مناهضة الفسيخ والسردين وكل مايتعلق بشم النسيم بإستثناء "البيض" ربما لأن البيض له تأثير خاص على بعض البشر قد يصل لحد التطابق والتشابة والتماثل فلا يقترب أحدهم من البيض سواء ملون أو أبيض ، وقد يحس دائما أن هناك قرابة عائلية من بعيد أو فريب بينة وبين البيض.

هجوم غير مبرر وتحذير من الفسيخ مستمر لاينقطع فالفسيح ربما يكون مسوما، بعدها تتطلق الرسائل الإعلامية المتصلة على نهج "لا تشرب الفسيخ الذي أرسلت زوجتك لشرائه" ، تحاول جاهدا أن تقنع السيد المذيع والسادة الإعلامين  بأن الفسيخ "لايُشرب" وإنما له أستخدامات أخرى ، ومع ذلك يظل مستمر في الرسالة دون توقف أو كلل أو ملل قائلا " الفسيخ فيه سم قاتل ويكرر مع المزيد من التتنيح ..الفسيخ فيه سم قاتل "، يا سيدي الفاضل أنا أعزب لم أتزوج أصلا فيكرر الرسالة مصمما أنه يعرف أكثر منك فأنت متزوج لكن لا تدري ..لا تشرب الفسيخ الذي أرسلت زوجتك لشرائه وهكذا ..

لا أعرف إن كان السادة الإعلاميين يدرون أم لا أن المصريين يأكلون الفسيخ منذ نحو 7000 عاما وأن  احتفال شم  التسيم الذي يسعى الإعلام بشكل متواصل لتطفيش الشعب من ممارسة طقوسه ليل نهار عيدا مصريا خالصا مارسه المصريين بكل طوائفهم والوانهم وعرقهم قرونا متتالية أجيالا تسلم أجيال لم تتأثر بالكلام الرنان حول الصحة والتسمم وخطورة الفسيخ العميل الخائن الممول للقضاء على مصر.

وبالرغم من أن شوارع مدن الوطن الراقية قبل الشعبية والعشوائية غارقة في القمامة لدرجة أن هناك عدد غير قليل من المواطنين يعرف الطرق بأماكن تجمع القمامة ويحكى أن شخص قرر زيارة شقيقته وبالصدفة البحتة  محافظ الأقليم قام بزيارة المنطقة فإضطرت الإدارة المحلية لتنظيفيها من القمامة ففقد الرجل الطريق.

والغريب أننا لا نسمع إلا نادرا من الإخوة الإعلاميين أي برنامج تحذر من الخطورة من الحياة وسط القمامة أو حتى الإشارة إلى الأمراض التي تسببها تلال القمامة المنتشرة حول المصري في كل مكان تقريبا في مصر.

وجدت ثقافة الكئابة ضالتها في الفسيخ كثغرة مناسبة لتكفير التاريخ وفصل الشعب عنه ، التطرف الديني يحاول دائما وضع عازل أو سور بين الشعوب وتاريخها حتى تصبح عقولهم صيدا سهلا لغرز ثقافة الكئابة فيه ، وتساهم السلطة في إنجاح خطط الكئابة بتعدمها تجريف عقول الشعب وتركه فريسه لكارهي الحياة.

ويسعى الفسيخ الي استمراره في الحياة كجزء أساسي ورئيسي في الاحتفال بشم النسيم، بالعديد من الخطط ربما يكون أبرزها وأكثر شهرة كتابة كلمة "بيض" على "الفسيخة" لتضليل كارهي ومحاربي الثقافة المصرية، وقد تنجح الخطة ويلونه الشعب ونجد في الأسواق  الفسيخ الملون كمنتج مصري خالص لمواجهة موسم مناهضة الفسيخ.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter