Oliver كتبها
سأل بيلاطس عن الحق ثم صلبه.سأل الكهنة عن إبن الله ثم قتلوه.هتف الشعب للمبارك الآتي بإسم الرب ثم تركوه منكس الرأس علي الصليب.
أدخلوه قاعة الملك.ألبسوه ثياب الملك.جعلوا في يمينه قضيب الملك.و نادوا عليه يا ملك اليهود.و سجدوا له ثم صلبوه.
إختلط سلامهم بالبصاق.و سجودهم بالإستهزاء. بقضيب المملكة ضربوه..إتضاعه لم يرض غرورهم.و أعماله لم يكونوا بها قانعين.مملكته ليست كالمملكة التي يريدونها فصلبوه.
سمعان القيرواني
ليس من الناس من يختار طريقه.ليس من الناس من يهدي خطواته.إنما من الله يمشي و بالله تعرف خطواته الطريق هكذا سمعان.
كان أفضل ما فعله سمعان أنه لم يشترك في قتل ملك الملوك بل شاركه في الصلب.لم يهتف ظلماً بل صرخ وجعاً.لم يقسو علي السيد بل سخروه ليخفف عنه.
ذهب سمعان إلي الحقل.هناك وجد حبة الحنطة تموت.فأخذها علي كتفيه فأتت له بثمر كثير.
كان سمعان عوداً يابساً جعلوه مع العود الرطب فأخذ منه حياة أبدية.كل من يلتصق بالعود الرطب يترطب .تسري فيه الحياة من جديد.هذه التي جرت في عروق سمعان فحمل الصليب و نال الفخر الأبدي.
من بعيد من القيروان جاء ليتفقد أخوته في أرض الموعد.فوجدهم يقتلون المعلم و سخروه ليحمل معه الصليب يتمزق قميصه .يتلون تحت الخشبة بدم عجيب.سار خطوات قليلة مع الذي باعوه أخوته و شعبه حتي كاد أن يموت معه.كأن سمعان يحكي قصة يوسف الصديق و قد خرجت عظامه من أرض مصر حيث صلب ربنا أيضاً.
صلبوا سيدي
في القديم عبر إسرائيل البحر الأحمر.في الجديد عبرنا نحن البحر الأحمر الحقيقي.
ها هو موسي الجديد يرفع عصاه.و فرعون يطارده يائساً.و ستمائة مركبة قد أعدها إبليس.ستمائة هي كل أفعال البشر الباطلة.و إسرائيل وقف أمام البحر شاكياً موسي.لعله قال أصلبه أيضاً. يظن أنه سيهلك.يتذمر علي السيد و السيد يثق في النجاة للجميع.يداه باباً مفتوحاً علي مصراعيه.أكثر من البحر إتسعت أحضانه.أكثر من البحر شملتنا.جزنا به و جاز بنا البحر العميق.و صار الموت مسلكاً داس عليه لنا و نحن دسناه معه.
لم تكن هناك علة يشتكي الشعب بها موسي عند البحر.لأنه كان يشير إلي المصلوب من غير علة.إنه فقط شعب يرفض النجاة.
الفرق بين موسي و المسيح أن موسي قاد الشعب للخلاص لكن المسيح صار لنا الخلاص نفسه.لأن ياه يهوه قوتي و ترنيمتي و قد صار لي خلاصاً إش12: 2 .دخل الشعب البحر لأن يدا الرب إنفتحتا علي الصليب و جعلت المياه تقف من كل جانب.قصار بينهم و بين الموت سداً.لا يستطيع الموت أن يمسهم فيما بعد.و لو كان قد إستجاب لكلامهم و نزل عن الصليب لعاد البحر إلي طبيعته و اهلك الكل كما أهلك فرعون و مركباته.
جند الوالي
جند الوالي وقفوا عند المحاكمة.كالذئاب إذا رأت حملاً.أغراهم وداعته.شجعهم صمته ليتسلوا به.فالبعض يستهين بلطف الله.تيقنوا أن الحمل الوديع لن يقاومهم.فهو ليس مثل باراباس الذي يخشونه.و هو ليس مثل اللصين الذين سيصلبا معه.لهذا تركوا الأشرار في غرفة بعيدة و إصطحبوا الحمل الطيب إلي قاعة الجنود.هناك كل الكتيبة.بعضهم كان نائماً فإنتبه علي صوت ضربات السياط و هي تنزل علي ظهر الحمل.بعضهم كان يأكل فتوقفت اللقمة في حلقه إذ رأي حملاً صامتاً و هو يجلد هذا ما لم يروه من قبل.كان كل المجلودين يعترضون يصرخون يرفعون الصوت مدللين علي براءاتهم أو حتي معترفين بالذنب متوسلين للعفو عنهم.إلا هذا الحمل.
كان الوقت صباحاً و الساعة السادسة قد إقتربت.و لم يكن هناك عمل يشغلهم.فالجنود يعملون ليلاً .و البرد القارس ألزمهم الإيوان حيث يجتمعون.
كانت الدماء تسيل من كل مكان في جسد الحمل الوديع.و لكي يعلن الجند ولاءهم لبيلاطس و هيرودس إستهزءوا بالحمل إسترضاءاً لملكهم.ألبسوه ثوب ملك و أهانوه.و أنت لا تفعل هكذا و تسترضي رئيس هذا العالم.تستهين بالحمل.
الثياب قرمزية.و جسد الحمل قرمزياً.فالدم من داخل و من خارج.و الحمل راض بكل هذا لأجلنا لأنه أحبنا حتي الموت.
الورود التي في صحن دار الولاية كانت حمراء كالدم.جري أحدهم و إقتلعها من الأرض.نزع الورود الرقيقة الناعمة الملمس.و إستبقي الأشواك فقط.لأن حبة الحنطة جائت ليلتلف عليها الشوك لكنه لن يستطع أن يقهر الحنطة.التي تكللت بالشوك.
جعلوا في يده عصا المملكة.قضيب كالذي يمسكه القاضي و الحاكم و الملك.لأن رب المجد هو القاضي و الحاكم و الملك. بسخرية جعلوا القضيب في يده و هم لا يدركون أنه بالحقيقة ملك و أنه ماسك بقضيب الملك منذ البدء.
أخذوا من يده القصبة و ضربوه بها علي رأسه.و كأنه يسلم القصبة من يده إلي رأسه .من الإبن إلي الآب.لأنه مكتوب أنه سيسلم الملك للآب.كو 15: 24
نزعوا عنه الرداء لكي يبصروا كيف هو.حمل الله إنسان حقيقي و إله حقيقي لم يزل.كشفوا جسده قبل أن يجيء زمان ينكر فيه الجاهلون أن المسيح قد تجسد و أنه هو هو بنفسه الذي صلب و الذي مات و الذي قام و صعد ليجلس في يمين العظمة في الأعالي.صلبوه عرياناً فلا عذر لنا إن تشككنا في الخلاص.
عند الجلجثة سقوه خلاً فلم يقبل أن يخففوا آلامه.لكي لا يقال أن المسيح لم يتألم.لكي لا يقال أن صلبه كان وهماً.لقد تألم بكل قسوة لكي يريحنا بكل قوة.
سمروه فصار المسيح ملتصقاً بالصليب.إلي اليوم هو ملتصق بالصليب.إن تقبل المسيح تلتصق بالصليب أيضاً.
اللصان
كلنا نسرق الملكوت.كلنا نأخذ ما ليس هو إستحقاق.كلنا نغتصب الملكوت.كلنا لصوص و لكنه راض بنا.ياخذنا بجواره و هو يصنع لنا طريق الأبدية يشقه بالحجاب.ليس حجاب الهيكل بل حجاب جسده.
إلى اليوم نحن هكذا.لص يطلب من المسيح أن يذكره في ملكوته أو لص ينكره و يعيره لأنه مصلوب دون أن ينتبه لنفسه أنه مصلوب في الوقت نفسه.
الشيطان أراد أن يلهي اللصين عن الخلاص بالإنخراط في جدل عقيم فكانا يشتركان في التعيير و كان المسيح ينظر نحوهما حتي جذبت نظراته أحدهما فتوقف الجدل القاتل و إنتبه للأهم و طلب الخلاص من المصلوب و إعترف به رباً و مخلصاً.
كم من المجادلات لا تزال تدور بين اللصوص.أجدر لها أن تتوقف فنلتفت إلي المسيح له المجد قائلين أذكرنا يا رب متي جئت في ملكوتك.